حكايا واحة57 : رحمة الله بقلم جيجي حافظ
حكايا واحة57 : رحمة الله بقلم جيجي حافظ
المصائب والشدائد مهما بلغت و تفاقمت لن تدوم. …..فرحمة الله أعظم وفرجه اقرب فلا تقنطوا من رحمة الله….ودايما رددوا”يا حى يا قيوم برحمتك نستغيث
رغم قسوة المواقف اللى بحكيها كل مرة ،فى حاجات حلوة وايجابية برضو بمر بيها ومنها :
رحمة من الله
من رحمة ربنا بينا ولطفه بيبعتلك رسايل علشان يطبطب بيها عليك من ضمن الرسايل دى…قصة شاب اسمه زياد الشاب ده من المتطوعين فى مستشفى 57 (المستشفى عاملة نظام اكتر من رائع…وهى أنها بتقبل متطوعين بشروط معينة….وتحاول تنظم الوقت معاهم بحيث طول اليوم يكونو متواجدين داخل المستشفى. ….(علشان يهونوا على الأطفال ويخرجوهم من اللى هما فيه وينسوهم آلامهم. …ومش الاطفال بس وأهالى الاطفال كمان) ….بجد طريقتهم فى الحوار هايلة فعلا بيهونوا الوقت.
زياد شاب فى السنة الرابعة من كلية التجارة بجد انسان خلوق ومحترم اول مرة شوفناه كان سيف محجوز مناعة. ..دخل يسلم علينا ويتكلم مع سيف شوية.(وكمان كان جايب معاه هدية). … …بس ابنى سيف بياخد وقت لحد ماياخد على الناس ….بس زياد قعد يفتح حوارات بينهم وبين بعض ويتكلم معاه فى كل حاجة .ومن ضمن الحوارات اتكلموا عن الرياضة وعرف زياد أن سيف بيلعب كرة قدم فى النادى الاسماعيلى. …المهم قعد معانا اكتر من ساعة . (ملحوظة :كل ما التليفون يرن كان بيرفض يرد عليه ..احترام للإنسان اللى قاعد معاه(لسيف)..مع أنه لو رد هيبقى عادى …..بس تحس انه عنده هدف معين لشخص معين فالوقت يكون ملك للشخص ده ).بعد مانزل من عندنا بساعة تقريبا لاقيته رجع تانى ….وجايب معاه هديه ملفوفة بلفة شيك اوي ….و أداها لسيف. ..فرفض يأخدها .فقله دى كرة علشان نلعب مع بعض ولونها ذى الزى بتاع النادى الاسماعيلى. ….وبدأ هو وسيف يلعبوا من بعض. ….يعنى اليوم كله كان لابنى سيف علشان بس يخليه مبسوط. …هو فى إنسانية كده؟ بجد انا دعيت أن اشوف سيف زيه كده لما يكبر أن شاء الله. وبدأ سيف يرتبط بيه وده نادر مع ابنى. وبدأ زياد كل يوم يعدى على سيف يتكلم معاه فى كل حاجة ويلعب معاه ده كله علشان كان عارف ان سيف ممنوع يخرج من الاوضة علشان مناعته كانت واقعه. ولما عرف أن سيف مناعته اتحسنت وينفع ينزل شوية داخل المستشفى. ….جاله بدرى واخده ونزل بيه الورشة الفنية يرسموا بالرملة وكان الوقت ده امتحانات زياد وكان برضو بيجى بعد الامتحان (ذى ما يكون هو اللى بيستمد الطاقة من الاطفال علشان يقدر يذاكر ويمارس حياته) مرة جه ولاقى سيف بيقرأ قرآن ….قعد يقرأ معاه ويقلد له صوت المقرئين وبجد عنده موهبه حلو قوى “اد ايه المشاركة دى حلوة “.. وجه فى يوم من الأيام جايب لسيف لوحة صغيرة ومكتوب عليها سطرين قيمين اوى. ….. (اضحك يا بطل فان الله ما اشقاك إلا ليسعدك ماابكاك إلا ليضحكك وما ابتلاء إلا لأنه يحبك…) وقال لسيف حطها دايما قدام عنيك..《انت قوى يا سيف》 الله يبارك فيك يا زياد ويبارك فى اللى ربوك . ده كله غير هدايا تانية كتير بيعملوها بأديهم زى فوانيس ورسم وتلوين وغيره ومش لسيف بس لكل الاطفال وكتير اوى بيعرفوا زياد وأول لما يشوفوه بيجرى عليه ويهللو ويفرحو بمجيته انا سألت زياد مرة انت ايه اللى جابك هنا ؟
قالى كنت عاوز يكون ليا هدف
كنت بخرج مع اصحابى كل يوم وارجع بيتى زهقان ولما جيت المستشفى دي حسيت مدى احتياج الناس لينا والأطفال للوقت اللى احنا بنضيعة فى كلام فاضى
طب بتنظم وقتك ازاى ؟ قالي تصدقى بالله …ربنا بيبارك فى الوقت والمجهود… مين فينا نفسه ابنه أو بنته يبقو زى زياد؟ ……(.أمنية محتاجة مجهود) التربية مش مجرد توفير طلبات وملابس جديدة ومدارس ودروس ….. فدروس الحياة دى أهم من التعليم. .. علموا أولادكم الأخلاق الحميدة وحب العطاء وعلموهم أن اجمل إحساس هو أنك تسعد غيرك .وإن قمة السعادة أن ترى شخص سعيد بسببك ….انك تعمل تجارة بوقتك مع الله ….خليك عايش جوا ابنك حتى بعد مماتك …..بأن الناس تدعليك على تربيتك لابنك. _احذروا أن تكون اهدافكم مجرد أن يكون أولادكم أطباء أو ضابط أو مهندسين. …تلك هى أهداف الضعفاء ……بل اجعل أهدافك التربية الحسنة والأخلاق الحميدة.
احبتىلما تواجهكوا مشكلة متبصوش لها من الخارج ابحثوا فى باطنها عن الرحمة. انا بشكر إدارة مستشفى 57 3 57 لأنها تبحث عن كل السبل للتخفيف عن المرضى واهليهم
ربي قصدناك وانت الكريم .. دعوناك وانت العظيم .
اللهم اجعل أولادنا واولادكم من احسن الناس خلقا وعلما.
التعليقات مغلقة.