حكاية العدد الأول من جريدة الأهرام كتبت الباحثة : نسمة سيف

حكاية العدد الأول من جريدة الأهرام كتبت الباحثة : نسمة سيف

صدر الترخيص بالأهرام في اليوم الأخير من ديسمبر سنة 1875م لرئيس تحريرها سليم تقلا، يعاونه بشارة تقلا أخيه في النواحي الإدارية، وصدر الأول من الأهرام بالإسكندرية في يوم السبت 5 أغسطس سنة 1876م، الموافق 15 رجب سنة 1293 هجريًّا، وكانت تتكون من أربع صفحات، وكانت أهم مواد هذا العدد: المقالة الافتتاحية، ومقالة أخرى ذات طابع اجتماعي، والأخبار البرقية الواردة من الإسكندرية، وباب حوادث مختلفة، وصورة دعوى، والحوادث الداخلية، وبعض رسائل القرَّاء، وعدد من الحوادث الأخرى، وأخبار التجارة والمال، وتذييل: “تاريخ أهرام الجيزة”، وأخيرًا قائمة بأماكن قَبول الاشتراكات، وأسماء الوكلاء، ولم تنسَ الصحيفة أن تشير في أسفل الصفحة الرابعة إلى المطبعة والمحرر؛ “في مطبعة الأهرام– سليم تقلا”.
وكتب افتتاحية العدد سليم تقلا المحرر الأول للأهرام، ومما ورد فيها:
“هذا هو العدد الأول من السنة الأولى لجريدة الأهرام المرعية بعناية الحكومة السَّنِية والمستعدة الاستعداد التام، لأنْ تجعل مَن يتصفحها واثقًا بما يطالعه؛ لأنها تعاني البحث، لتقف على الفوائد الصحيحة، فتوفي بحقوق الجرائد، وتكسب قبول الجمهور، والاستقبال شاهد، فعلَى أُولي الغَيرة والهِمَّة مَد يد المساعدة الأدبية المنتجة المادية، وذك بالإقدام على الاشتراك، فتَشجَّع ولا تُبالي بالصعوبات الابتدائية كيف كانت”.
وفي عددها الأول، الذي يستحق بعض التأمل، لعفويته وطرافته، وطموح ريادته؛ ناشدَت »الأهرام:« أصحاب الأقلام البليغة أن يُزيِّنُوا من وقتٍ لآخر الجريدة بما يسطِّرونه من بديع الكتابة والحِكَم والفوائد التي يلتذُّ باجتنائها كلُّ ذي ذوق سَليم، وتمنى سليم تقلا وشقيقه بشارة كسْب »الأهرام« قَبول الجمهور، وتحقيق التقدم الصعب، ودعيا أُولي الغَيرة والهمَّة لمد يد المساعدة الأدبية، واهتمَّا بنقيصة »الإغراق في حب الذات«، كونها عادة في البدن لا يغيرها إلا الكفن، وكيف تؤذي صاحبها والمحيطين إذا لم تُمارَس باعتدال. وحاولت الجريدة الإلمام بما تيسَّر لها من الأخبار البرقية الواردة إلى الإسكندرية؛ كونها أسبوعية، ومنها: (سيطرة العساكر الشاهانية الأتراك على مجموعات متمردة في الهرسك). وتنقَّلت الجريدة بين ما يدور في مجلس نواب الأمة في إنجلترا، وواقعة طلب أعضاء الشورى الإنجليزي انسحاب بريطانيا من اتفاقية »باريز«، التي تُلزم إنجلترا بعدم الخروج بالمراكب التجارية عن مياهها الإقليمية وقت الحرب.
واستخدمت الأهرام هوامش الصفحتين الثانية والثالثة، لكتابة سبب اختيار الأخوين تقلا لاسم »الأهرام«، وتاريخ أهرامات الجيزة، وفق أقوال المؤرخين وأصل كلمة »بيراميد«، وتعني: »قبو الموت« في اللغة القبطية