حكاية غنوة ” وأنا على الربابة بغنى “الملحن العاشق لبلده.. المغرق فى المصرية بليغ حمدى
بقلم نور الله يوسف_مروة محمد عبدالمنعم
يسرع إلى بيت الفارس “عبد الرحيم منصور”
الشاعر الصعيدى صاحب نشيد (العبور وغنوة لو سألوك) للفنانة وردة , يطرق بشدة على بابه ليفزع الشاعر الكبير ويقول فى دهشة :فى أيه يابليغ أنت خلعت قلبى ؟,ليرد بليغ حمدى:
عبرنا وإنتصارنا ليقول له أحلف ويقسم
بليغ ويرد عبد الرحيم منصور( وااه يا أبوى)
بلجهة أهل صعيد مصر الجميلة نفسى أعاود بلدى وأرقص وأغنى على الربابة رد بليغ وقال له أكتب (وأنا على الربابة بغنى غنوة أمل) , وهرع بليغ حمدى والشاعر عبد الرحيم منصور والفنانة وردة الجزائرية زوجة بليغ فى ذلك الوقت إلى مبنى التليفزيون ولكن يرفض الأمن دخولهم وبحدث تشابك بالأيدى وينزل الإذاعى اللامع وجدى الحكيم ليفض هذا الإشتباك ويقول لبليغ: مفيش فلوس ننتج أغانى يا بليغ أمشى , يرد بليغ حمدى عاشق مصر جملته الخالدة :
(مفيش قوة على الأرض تمنعنى من أنى أغنى لبلدى دا واجبى انا متبرع بأجرى وهتكفل بمصاريف الفرقة والغنوة من جيبى الخاص ),
وقتها أبلغ الأستاذ وجدى الحكيم بابا شارو رئيس الإذاعة فى ذلك الوقت وامر بابا شارو الإذاعى
(محمد محمود شعبان) بفتح أستديو لتسجيل الغنوة التى تم تليحنها وتسجيلها فى ثلاث ساعات وتم تسجيلها على ديكور مسلسل للفنان نور الدمرداش وقد حضر التسجيل
الإذاعى القدير (حمدى الكنيسى) مراسل الإذاعة الحربى على الجبهة بالأفرول الميرى وطلب حمدى الكنيسى من بليغ أن ينصرف لتغير ملابسه ولكن بليغ رفض بشدة وطلب أن يقف بزى الشرف والعزة أمام الفرقة والفنانة وردة لكى يثير فيهم الروح الوطنية الجميلة وبالفعل تم تسجيل الغنوة وطارت على جناح
حمام النصر إلى الجبهة وأصبحت غنوة المجندين أغنية حلوة بلادى السمرة بلادى الحرة بلادى الصبرة بلادى وأنا على الربابة بغنى وأقول تعيشى يامصر ,
(يقول اللواء تحسين شنن) أن أحد الجنود سدد قذيقة من مدفع دبابته وأصاب دبابة إسرائيلية
وخرج من دبابته يردد:_
( وأنا على الربابة بغنى )من شدة فرحته بالنصر على
الرغم من منع خروج الجنود من الدبابات لأن فى ذلك خطورة على حياتهم , وهكذا سجل الفن فى أسمى رسالة ,وأروع صورة حين
(عانق خلود المكان وعزته رقة وروعة الصوت)
كانت ملحمة العبور العظيم , ملحمة العاشر من رمضان السادس من أكتوبر وحلوة بلادى السمرة بلادى الحرة بلادى من أجواء ذكرى يوم النصر.
إحتفالات حرير سيناء.
التعليقات مغلقة.