حكمة العجوز
بقلم المهندس/ أسامه أنيس
ووقفت أنظر لهذه العجوز التى يمتلىء وجهها بخبرات مجعدة … كانت تفترش الأرض عند مدخل مقابر المجاورين – تبيع حزمات صغيرة من الورود الملونة والجريد الأخضر
سـألتها : بكم الحزمة يا خالة … أجابت دون أن تنظر لى : أى حاجه كله كويس
عدت أسأل : يعنى مالهاش ثمن …. أعطيتها عشرين جنيهاً ورقة واحدة
إبتسمت ورفعت رأسها لى وقالت : أأخذها كلها
قلت لها وأنا أنظر لحزمة الورد : أنت بتبيعى ورد هنا من زمان ؟…. ردت بتركيز : أنا من زمان
سألتها مداعباً : هو ليه بنحط ورد على المقابر
مدت يدها بوردة صغيرة هدية – وقالت : الدنيا … أحنا بنحب الدنيا والحياة وجوانا أمل وبهجة مالهم حد …. بنعشق الدنيا ونتنفس أمل …. حتى وأحنا طالعين المقابر بناخذ الحياة معانا …. بناخد الحياة بألوانها وروائح ورودها حتى وأحنا رايحين بيت الموتى … أنا موصية بنتى لما أموت تزورنى كل جمعه وتحط ورد على قبرى
لم تكن تجاعيد وجه العجوز إلا جمالا وخبرات عميقة وحكمة رائعة لا تموت
التعليقات مغلقة.