موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

حلقات مسلسلة : يوميات ناظر المحطة “١” بقلم محمد كمال سالم

148

حلقات مسلسلة : يوميات ناظر المحطة “١” بقلم محمد كمال سالم


صقيع شديد هذا الصباح، الشبورة المائية تكسو الأفق، تحجب الرؤية وسحابات ثقال تتجمع في السماء تنذر بيوم شتوي صعب.
كل هذا وأكثر، لا يستطيع أن يثني الحاج (محمد عيسى) من الإستيقاظ باكرا ليصلي الفجر حاضرا، ثم يتناول دواء ارتفاع ضغط الدم مع كوب شاي بالحليب أعده بنفسه، يحدث ضجيجا ودوشة وهو يسعل ويستبدل ثيابه، بينما زوجته (سيدة) تغط في نومها هي وولدها الوحيد (حمدي) وابنتاها (فاطمة ووفاء)
ثم يقف في شرفة المنزل القابع في حي الدراسة يشعل سيجارة، ينتظر الأسطى (سيد الطويل) حتى يمر عليه بأتوبيس هيئة النقل العام النصر الأحمر ليصحبه إلى ميدان العباسية، حيث مقر عملهما، فالحاج محمد عيسى هو ناظر هذا الموقف العام وسيد الطويل سائق على خط 64 العباسية ميدان العتبة وقد اعتاد أن يمر على الحاج محمد عيسى ليصحبه معه في كل صباح.
الشارع مازال خاليا من المارة إلا من أيقظهم عملهم المبكر، يتسابقون في جدية تحت وطأة البرد ينبعث من أفواههم بخار الماء، وكأنهم مركبات بمحركات.
يصل محمد عيسى الميدان بين قرقعات مواتير الأتوبيسات الزلوهي تسخن استعدادا للانطلاق كل في وجهته، رائحة الجاز المختلطة ببخار الماء والصقيع تترك أثرا في النفس يبقى طويلا، يلقي التحية على السائقين والكمسارية المنتشرين في أرجاء الميدان وهو يتوجه إلي الكشك المخصص له، يقع بصره على شخص يفترش كرتونة حلويات مستعملة بجوار الكشك، يتمتم في ضجر:
يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، كل صباح يارب المستشفى الكئيبة ترمي علينا العيانين بتوعها، هي الناس دي ما بتشوفش شغلها ليه؟! يرفع قدمه عنه يتخطاه، يدخل الكشك يجلس خلف مكتبه في مواجهة النافذة، يحضر (عم محروس) مساعده، يطلب منه محمد عيسى محاولة إبعاد المجنون الهارب بعيدا عن الكشك. يبدأ عمله بفحص المنافيستو، جداول المواعيد، يأتيه أحد السائقين: العربية عطلانة ياريس، أركنها واروح؟
أسطى جلال، قسما عظما لو ما دورت المكنة وطلعت بالأتوبيس حالا لأكون مديلك خمس أيام خصم، وبطل حوارات مافيش على خطك إلا عربيتين، اتق الله. يعود محروس بعد أن أبعد المجنون الهارب، يضع كيسا بلاستيكيا على المكتب: ياللا ياريس نفطر قبل ما أعمل الشاي.
فول وطعمية برضو؟! قلتلك المطعم ده أكله مش كويس، عارف إن زبونه على الطاير مش راجعلوا تاني. ما باليد حيلة يا حاج، اجيب منين يعني؟
كلف خاطرك شوية واتمشى لشارع الجيش حتلاقي كذا مطعم محترمين. حاضر ياريس، المهم واخد بالك من الافندي بتاع كل يوم، كل يوم يقف ساعة وأكتر لحد ما السنيورة بتاعته ماتيجي وبعدين يركبو سوا خط الجيزة.
يعني انت واخد بالك معاه قوي؟ ما الميدان مليان من عينته كتير. دا أفندي محترم، مش شايف هدومه شكلها إيه، ولا الشنطة الدوبلوماسي ال شايلها،
التانيين شوية تلاميذ وطلبه بيلعبوا ويتسلوا.
أهو زمن أغبر وخلاص ربنا يستر على ولايانا، والله أنا خايف على البنتين والواد الحيلة الخايب، لو جرالي حاجة لا حينفع أمه ولا أخواته البنات. ربنا يبارك في عمرك يا حاج، قول يارب.
تقترب الساعة من السابعة صباحا، السماء كثيفة الغيوم وبدأ المطر يدمع رذاذا خفيفا، يزدحم الميدان رويدا رويدا بالطلبة والموظفين والبنات في زيهم المدرسي المألوف بالتنورة الكحلية والبلوزة أو القميص الأبيض، يدندن عم محروس أمام براد الشاي على البوتاجاز الصغير المحمول(الناس في كل جانب، تيرا تيرارم، أفواه ويا أرانب وبياكلوا في الحديد تيرارارم)
وإذا بصوت صراخ وزعيق شديد ( حاسب يا سطااااااا) مكابح عنيفة يخرج على أثرها مهرولا عم محروس يتبعه حضرة الناظر.

يتبع…

التعليقات مغلقة.