حلقات مسلسلة : يوميات ناظر المحطة(5) بقلم / محمد كمال سالم
_يا فاطمة، يا بت يا وفاء!
أخوكم لسه مارجعش لحد دلوقتي وابوكم على وصول؛ أنا قلبي مقبوض ، استرها يارب.
يهم الأسطى سيد الطويل، الذهاب إلى قسم الشرطة للسؤال على صديقه محمد عيسى ومديره، في حين رفض أن يصحبه محروس افندي، حتى لا يترك المحطة بدون مدير.
يدخل في تلك اللحظة الأستاذ عبد الله ليأخذ الكرتونة التي يسرح بها مساءً ليتكسب منها، همَّ محروس بأن يحكي له ما حدث بسبب هذه الكرتونة، لكن سيد الطويل نبهه أن لا وقت لمثل هذا الحديث، فلما علم أستاذ عبد الله ما حدث لجاره وصديقه محمد عيسى، أصر في الذهاب مع سيد الطويل لقسم الشرطة، وفي طريقهم انضم إليهم الشيخ فداء أيضا.
سأل سيد الطويل عن الضابط النوبتجي، واستأذن في مقابلته، والذي قال له: يا أشرف باشا، ألا يعرف جناب وكيل النيابة العلاقة والتعاون بين المباحث ورجال موقف الأتوبيس؟ ألسنا نساعد معكم ونعاونكم في ضبط الأمن هناك ، ونمدكم بالمعونة والمعلومات؟ فهل يجوز أن يبيت رجل مثل محمد عيسى وهو يمثل ذراعا لمعاليكم في الزنزانة مع المجرمين؟!
عضد الشيخ فداء كلام الأسطى سيد بلباقة وفصاحة، بينما كان الأستاذ عبد الله ينتظرهما خارج القسم.
اقتنع الضابط أشرف لكلامهم وتعاطف معهما، فما قالا إلا صدقا، هو نفسه لطالما نزل إلى الميدان ولم يجد من حضرة الناظر إلا كل عون طيب.
طلب الضابط أشرف وكيل النيابة على التليفون، شرح له وجهة نظر أهل موقف العباسية، وبين له أنه متعاطف معهما، وأنه لا بد من وجود وسيلة للإفراج عن حضرة الناظر، فأخبره أن يذهبوا الان ويحضروا مُذكِرًة من محام بطلب الإفراج عنهما معا المتهم محمد عيسى والسائق جلال، بكفالة أو بضمان محل وظيفتيهما وعلى ذمة القضية، ووعدهما أنه سيأمر بالإفراج عنهما صباح اليوم المحدد للعرض على النيابة مجددا، وفور أن يحضروا المذكرة.
اضطرت وفاء أن تخبر أمها، خوفا عليها من وطأة القلق على أخيها حمدي، بأنها سمعته يتحدث في التليفون الأرضي إلى شخص ما، عن التصوير والملابس، الإسكندرية، وشيء مثل هذا.
غضبت الأم كثيرا وراحت فاطمة تهدهدها:
ما تعيطيش يا أمي، دلوقتي يرجع. بقى مش لو كان هنا؛ كان راح الموقف وطمنا على أبوكي!
أنا حاغير هدومي وأنزل أشوف بابا اتأخر ليه. لأ الوقت اتأخر وبقينا نص الليل، أنا اللي حانزل اشوف ابوكم اتأخر ليه
شخص ما يصيح ينده من الشارع( يا حمدي، يا حمدي)
كانا الأسطى سيد الطويل والأستاذ عبد الله، قد جاءئا وحكيا للأم ما حدث قي الموقف وفي قسم الشرطة وطمأنوها أنهما أحضرا محاميا وأنهم سيخرجونه في الصباح الباكر وأن الأمر بسيط.
يحاول الأسطى جلال جاهدا، استرضاء الريس محمد عيسى، يفسح له ركنا في الزنزانة، يحاول إقناعه بأن يجلس، أن يستريح، باءت كل محاولاته بالفشل، كان محمد عيسى يشعر أن الأسطى جلال متسبب في كل ماحدث:
حقك عليا ياريس. إنت عارف شغلتنا لا يجوز فيها الإهمال، إحنا مسئولين عن أرواح الناس قبل مصالحهم.
والله العظيم العربية كانت عطلانة فعلا. هي مسؤوليتك قبل ما تخرج بيها من الجراج.
ثم تذكر محمد عيسى الشاب المصاب، وأن موقفهما القانوني معلق بقدر إصابته وببقائه على قيد الحياة:
عندك أخبار عن الشاب المصاب؟ عنده كسر مضاعف في عظمة الفخذ، المفروض يكون عمل عملية تركيب شريحة معدنية ومسامير.
كنت عارف أنه مكسور لما صرخ والناس بتحاول توقفه، ده غير الكدمات والسحجات اللي شفتها في جنبه وفي وشه، طبعا مالحقوش ياخدوا أقواله؟ ماأعرفش، لكن العسكري اللي كان مكلبشني كان بيطمني، كان بيقوللي إنت قلقان ليه كدة، المفروض انكم متعودين على الحوادث دية، لحد ما وقف مع أمين شرطة في القسم اتكلموا كلام ماسمعتوش، بس سألني بعدها، إنت تعرف الراجل اللي دهسته ؟
ولما قلتله أنا أول مرة أشوفه، قاللي حاجة خطيرة جدا لقيوها في الشنطة الدبلوماسية اللي كانت وياه هو والبنت اللي معاه.
يتبع…
التعليقات مغلقة.