حلم بقلم سرحان الركابي
راى في المنام انه يسبح في سماوات فسيحة وفراغات هائلة لا نهاية لها وان له اجنحة كاجنحة الطيور تداعب مسامات الفراغ الذي كان يحيط به من كل جانب , وهناك حيث تسطع الانوار وتشرق على كل الظلمات قال لها , انه يتنفس وجودها , وان الحياة سوف تنعدم في الاماكن التي تخلو منها , وانه تجشم عناء السفر من اجلها هي وليس غيرها , لكنها كانت صامتة كعادتها , فطالما قالت له مرارا وتكرارا ان الحب الذي تزرعه الكلمات يحصده الهذيان اللامجدي وان لغة العيون والاحاسيس هي اصدق اللغات على الاطلاق , ففي الصمت تنمو لغة العيون وتنتعش المفردات السرية التي كانا يتبادلانها بصمت , لكنه لا يتعض فراح يهذي كعادته حيث افسد عليها وحدتها وحطم جدران صمتها فراحت تسبح في الفراغ وهي ممتعظة وقد نسيت كل شي وما عادت سوى مخلوق صامت فقد قدرته على الكلام , وربما نسيت كل ما تعلمته من ابجدية الحديث , وكان عليها ان تقرر اما الاستمرار في الصمت او تبرير عدم رغبتها في اللقاء الفريد من نوعه , اذ لم يعد بامكانها ان تفكر فيما اذا كانت قادرة على الكلام ام انها اصبحت خرساء تماما , وهنا قررت ان ترفرف بجناحيها وتقوده الى عشها الذي اختارته
.
التعليقات مغلقة.