موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“حلم في الحفرة ” قصة قصيرة بقلم/د.محمد محي الدين أبو بيه

84

ليس شيخا بالضبط فهو لم يكن خريجا من (الأزهر) وآخر شهادة حصل عليها هي الإعدادية ولولا ضم (الأوقاف) للمسجد لم يتيسر له أن يصبح مقيما للشعائر ومن ثم اكتسب لقب الشيخ…
إنه( حلمي) الذي لاكت ألسن أهل البلدة بقصة الأمانة التي وجدها وباح بها بعد صلاة الجمعة اليوم بالمسجد مما دعى كبراء البلدة لاستدعائه والتحدث معه
أول سؤال ما هو أمر الأمانة التي تحدث بها في المسجد اليوم عن وجود كنز في بيت (حماه)
.هكذا بدأ الاجتماع …فشرع (حلمي) في الاجابة
:أخبره (حماه) أن جده كان يعمل عند أحد المماليك الذين قتلهم محمد علي باشا في مذبحة القلعة وعندما سمع بالحادثة فرّ من قصره وهو يحمل صندوقا مليئا بالذهب كان هذا المملوك يضعه في غرفته الخاصة بالقصر وعينه حارسا لهذه الغرفة التي قام بفتحها لعلمه بوجود ثروة كبيرة بها.
والتجأ إلى هذه البقعة التي تحولت بعد ذلك إلى (بلدتنا) وعاش متخفيا ولم يستطع التنعم بالكنز الذي دفنه تحت الأرض خشية افتضاح أمره وترك هذه الرساله .
( يا مَن تجد الصندوق..تنعم به )
سمع الجميع حديث الشيخ حلمي وقد أعجبتهم أمانته وعدم استئثاره بالصندوق لنفسه وهم يتخيلون ما بالصندوق وتلتمع بأعينهم الثروة التي هبطت عليهم دون حساب
مرت ساعات وقد انتهى اجتماع الكبراء على الآتي
مساعدة الشيخ حلمي في البحث عن الكنز بل استقروا على
شراء المنزل منه..وهذا ماكان يرفضه وبشدة وأخذ يقول
: أين أذهب وزوجتي…هذا جزاء أني بحت لكم بالسر..؟!
ولكن مع محاولات متكررة لتهدئته وافق على أن يتم تقديره بالمتر وبأعلى سعر في البلدة
وافقوه على مضض مع أن منزله في أقل المناطق سعرا ولا يباع هناك بالمتر بل يباع بالقيراط كله على بعضه.
لكن كانت مفاجأة الاجتماع أنه طلب من كل عائلة من عوائل البلدة مبلغا كرسم للسماح لهم بالبحث عن الكنز…وصل إلى عشرة آلاف عن كل عائلة…واستجابوا بالنهاية لطلبه
على الجانب الآخر كان هناك العقلاء الذين رفضوا الموضوع جملة وتفصيلا…وحاولوا بشتى الطرق إثناء أهل القرية عن التعامل مع الموضوع كأنه حقيقة
مسلّم بها…وأن حلمي يستغل حب البشر للمجهول وتطلعهم لشئ خفيّ ينتشلهم من خانة الفقر إلى خانة الغنى بأي شكل…
وكما أنه ليس من أهل البلدة أساسا ، وقد هبط عليهم فجأة وتلقفته أيادي حماه الذي كان يعمل بالسحر والشعوذة ثم زوجه إحدى بناته وهكذا استتب له الحال واستقر مقامه بالتتويج بالعمل مقيما للشعائر بمسجد البلدة الكبير….وأيضا ذمته مشكوك فيها ؛ فالتبرعات التي يقدمها البعض من مغتربي البلدة بالخارج إليه لا يعرفون مصيرها ولا أوجه صرفها وعندما يسأله البعض عنها يقول( لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)
حسبما أُتفق جمع أهل البلدة مبلغ شراء المنزل وكذلك رسم اشتراك كل عائلة وألقوه بحِجر الشيخ حلمي…قال البعض أن الفلوس تجاوزت الستة أصفار بكثير
باليوم التالي كانت معدات الهدم والحفر مستعدة أمام بيته والآلآف ينتظرون بزوغ فجر الكنز وعقولهم تجمع وتقسم ما سيؤول لكل عائلة ثم لكل بيت ولكل فرد والعيون تزداد بريقاً والابتسامة ترتسم عريضة على أشداقهم…
لم يهتم أحد بوجود أو غياب الشيخ حلمي والذي لم يؤذن لصلاة فجر اليوم ؛فالكل ذهنه صافن بقصة الكنز..
انتصف النهار واقترب آذان العصر والحفر وصل مدىً كبيرا ولم يظهر شئ…والوجوم سيطر على الجميع..
.ولهذه اللحظة الحفر مستمر بلافائدة بل إن كل بيوت البلدة لم تسلم من الحفر والمحصلة صفر….
انتظروا مجيء الشيخ حلمي فقد ظنوا أنه ذهب يودع الفلوس بأحد البنوك بالمدينة وسيأتي آخر النهار…وطال أيضا انتظاره..وكأنه تبخر مثل حلم الكنز…

التعليقات مغلقة.