حوارات مع النفس
بقلم حنان العشماوى
من اخص الأحاديث وأصدقها هو حديث المرء مع نفسه ، فمعها وحدها يتعرى من لحاء المظاهر و مساحيق التجميل التى تتخفي ورائها حقيقة كل نفس
كما انها اعنى بها النفس بدورها تفسح لنا المجال للكلام والرد والمقاطعة احيانا دون ان تنبس ببنت شفة ، يالها من حَمُولَة تلك النفس .
تمر معنا بتفاصيل الحياة حلوها مُرها نجاحات وإحباطات
تمتلئ بكل ما نثقلها به دون رحمة
ونلقي على كاهلها كل أخطاءنا المادية وتصرفاتنا المرفوضة
ثم بعد ذلك نشكوا ان النفس مُتعبة
اليست تلك سخرية فاضحة
عشت عمرا وانا اقترف ذلك الخطأ الفادح الى ان وصلت الى لُب المشكلة
ما النفس الا انا بكافة الحسنات وجملة السيئات
لذا بدأت احاول الوصول لمعاهدة سلام بينى وبين نفسي لابد ان اعرف اخطائى واعترف بها واقبل اننا واحد حينما اتهاوى من ثقل الهموم والمتاعب تتهاوى معي كل محفزات الحياة لان النفس فقد امتلأت حتى فاض الاناء
كلمة اهمس بها فى أُذن من غامت أمامه الدنيا واوجعته أحداثها
هون عزيزي ،عزيزتى على نفسك
فلن تبلغ الجبال طولا إن أنكرت انك بحاجة للمساعدة
لمن يحمل عنك بعضا من الوجع
ليس من الضعف بمكان ان تبحث عمن يعينك على الوقوف مجددا اقولها عن تجربة دونما اخجل او تردد لقد بحثت ووجدت المساعدة لاصبح من انا الان ، لأعقد مع النفس معاهدة صداقة لاخفف عن عقلي وعنها أحمال لا لزوم لها لنبدأ معا طريق ممهد بلا خبايا مضنية او قضايا معلقة تحملنا فوق ما نحتمل
اتمنى للجميع عقد اتفاقية صلح ورضا مع النفس والتخفف من أحمال وهموم الامس فلم يعد من الوقت مثل ما رحل ليضيع مخلفا وراءه أسف السنين
التعليقات مغلقة.