موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

حوار جرئ قصة قصيرة بقلم /سامح خير

203

حوار جرئ قصة قصيرة بقلم /سامح خير

التحق بكلية هندسة الطيران بمانشستر بعد نجاحه بالثانوية العامة بتفوق، مما أهله لمنحة خاصة من الدولة. سافر و حلمه يرافقه في كل لحظة بأن يجد فرصة و يلمع اسمه كمثل عظماء المصريين الذين سبقوه مثل د. زويل و د. مجدي يعقوب و الكثير من غيرهم. منحته إقامته بسكن الجامعة الفرصة أن يقترب من الكثير من الزملاء الذين أتوا من دول مختلفة للدراسة بإنجلترا فتعرف على زملاء من كل أنحاء العالم و لشخصيته الاجتماعية أحبه كل من تقابل معه فبدأ يكوّن صداقات متنوعة. بعد أول شهر بدأت دائرة الأصدقاء تضيق، فكل من كان له عدة مجموعات، بدأ ينسحب من بعضها التي لم ينسجم معها لأسباب عدة، فالبعض أختار أن يرتبط بمن يشاركوه جنسية دولته، أو لمن هم من نفس العِرق أو اللغة أو الجنس أو حتى اللون!
حاول صديقنا ماجد أن يحافظ على وَسطيته و يلتزم بمبادئه و تقاليده التي حملها معه منذ طفولته و استقاها من مجتمعه الشرقي و منزله المحافظ. حقاً عاش فترة مترنحاً مجاهداً فك شفرة هذه الدول و كيف يمكن أن يستفيد من تقدمها و في نفس الوقت يهرب مما ينغص عليه يومه من سلوكيات لا توافق ما نشأ عليه. حتى أتى اليوم الموعود الذي بدأ أحد الزملاء السخرية منه لأنه يؤمن بوجود إله، و كيف أنه يعيش في أوهام استفاق منها هذا الشاب و عائلته بل و الكثيرون من جيرانه بعد البحث و الفحص في كتب العلم و نظريات التطور!
..
ماجد بكل بساطة و هدوء و ذكاء، رد عليه رد لم يبذل مجهوداً في ترتيبه قائلاً له : عِلمك هذا أنا أعلمه جيدا
و درسته و قرأت إثباتاته العلمية و قد يكون منطقي في بعضه بالنسبة لك لأنك تحاول أن تقنع نفسك بما لا تملك من الإيمان ما يثبته ،و لكني لا أملك من الإيمان ما يجعلني أؤمن بعدم وجود إله بل بالعكس ما أملكه من الإيمان و الحقيقة و الخبرة الحياتية تكفيني مهما حاولت أن تشكك أنت و غيرك فيهم!
..
لقد تلامست شخصياً مع الله و لا أحتاج لعِلمك بل يكفيني أنه كان معي يوماً فيوماً يبعث لي برسائل حب و نعمة في أوقات كثيرة و رسائل تعزية في أوقات أخرى. لقد تلامست مع الله و عاينته بقلبي قبل أن تراه عيناي، لقد كان نِعم الرفيق في كل مرحلة في حياتي، فكيف و بعد عشرة السنين، يأتي اليوم و أنسى حبه لي و تحاول أنت أن تجادلني بما تسميه بالمنطق!
..
بالمنطق أقول لك، أني أعلم علم اليقين أن الكثير من أحداث حياتي كانت تسير في اتجاه و لكن بسبب هذا العظيم الذي يرعاني، أدار دفة حياتي لما فيه الخير لي، بالمنطق لَمَا كنت أنا هنا و لا كنت قابلتك لأني لا أستطيع تحمل مصاريف هذه الجامعة و لا حتى مصاريف السفر و لكننا نقول “الله يسبب الأسباب ” فهذه أول سنة يتم فيها فتح المنح لمصر لهذه الدراسة و هذه المنحة مختلفة عن مثيلاتها فهي تغطي مصاريف الإقامة و السفر بالإضافة للدراسة. قد تقول، هذه صدفة و حظي جيد، و لكن إذا كنت أعيش و أتمتع بهذه الصدف منذ صغري فحقاً أنا أكثر إنسان محظوظ على وجه هذا الكون الذي خلقه إلهي من العدم!
..
حاول الشاب الآخر أن يغير دفة الحوار و يُقنع ماجد ببراهين علمية و فلسفات لا نفع منها لإثبات حجته و لكن كان رد ماجد واضحاً، كيف أُنكر ما لمسته في حياتي لتقنعني بعلم زاد او نقُص هو علم وُضع لتفسير عظمة مُبدع هذا الكون!

التعليقات مغلقة.