حيرة النفس وعزيمة الفؤاد شعر ا د. إسلام حمدي عبد المقصود
الآهُ مِن نَفْسِي عَلَت أَشجَانَا
قَدْ صِرْتُ مِنْهَا حَائِرًا حَيْرَانَا
ما زَالَتِ الأَوجَاعُ تَعْصِفُ بِالْفَتَى
حَتَّى أَرَى قَلْبِي غَدَا سَجَّانَا
وَأَنَا كَمَثلِ الرِّيشِ يَطْفُو هَائِمًا
فَوْقَ الرِّيَاحِ وَغَابَ فِيهِ زَمَانَا
طَعْنُ الْفُؤَادِ يَزِيدُ فِيهِ مُرَارَةً
أَنَّ الْقَرِيبَ بِخِنْجَرٍ أَعْيَانَا
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ قَسْوَةَ قَلْبِهِ
صَارَتْ عَلَيْنَا فِي الْمَكَانِ عَيَانَا
فَغُدُوتُ فِي الأَكْوَانِ مِثْلَ غَرِيبِهَا
وَأَعِيشُ أَحْزَانًا عَلَتْ أَحزَانَا
يَا وَيْحُ قَلْبِي مِنْ عَذَابَاتِ الْجَوَى
يَا رَبُّ فَارحَمْ مِنْ ضَنَى إِنْسَانَا
هِيَ ذِي الْكَرَامَةُ فِي ضُلُوعِي تَعْتَلِي
مَهْمَا يَكُنْ أَنَا لَنْ أَعِيشَ هُوَانَا
إِنْ كَانَ قَلْبِي سَوْفَ يَكْسِرُ مُهجَتِي
فَالْمَوْتُ سَوْفَ يُرِيحُ ذِي الأَبْدَانَا
أَنَا كَالنَّسُورِ فَمَا عَشِقْتُ سِوَى الْعُلا
سَتَظَلُّ تَعْشَقُ فِي السَّمَا طَيْرَانَا
وَاللَّهِ مَا غَامَتْ عَلَيْنَا غَيْمَةٌ
إِلَّا وَنُورٌ حَطَّمَ الْجُدْرَانَا
سَأَظَلُّ فِي ثِقَةٍ بِرَبِّي أَنَّهُ
سَيُحِيلُ صَبْرِي فَرْحَةً أَلْوَانَا
وَأَسِيرُ رَغْمَ الْجُمْرِ حُرًّا سَالِمًا
وَالْفَأْسُ فَأْسِي حَطَّمَ الأَوْثَانَا
التعليقات مغلقة.