موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

حيص بيص قصة قصيرة بقلم عبد الحميد سحبان

358

حيص بيص قصة قصيرة بقلم عبد الحميد سحبان

صادف فتى في ربيعه الأول جماعة من الرجال قساة الملامح قليلو الكلام، سألوه باقتضاب وهم يحركونه بعنف: ” هل أنت منهم؟… رد بعفوية مبالغة وثقة جلية: “بل أنا بالطبع منكم!!!باغتوه بسؤال على المقاس: “وهل تعرف من نحن؟… بوغت بالاستفسار، تلعثم في البدء ولما طالت سفسطته بحثا عن إصابة الجواب، انقضوا عليه يحاولون جز لسانه وآلة ثرثرته الزائدة التي زاغت كثيرا ولم تصب مقتل الرد الصحيح، نزلوا فيه ضربا ورفسا وهم يتصايحون به من كل جانب :”ألم تسمع قط بحكمة السكوت ونعمة الصمت؟”.
لم يصدق كيف نجا بلسانه من بتر محقق، وما أن قطع شوطا غير يسير وهو يضمد آلامه المتفاقمة وعظامه المحطمة من جراء ما تعرض له من ركل ورفس على يد فرقة الصمت واللمط، حتى التقى بجمع آخر استوقفوه، ولم يلبثوا أن سألوه :”من أي فريق أنت؟ سقط لسانه في جوف حلقه من الخوف، رد بإشارة من رأسه وبغمز من عينه اليمنى ظلت ترتعش من الهلع دون توقف، هاج القوم لما أكثر عليهم من اللمز والغمز مستنكرين تمرده غير المقبول، صاحوا به : “أتجرؤ على أن تكون لك خائنة الأعين؟ من أعطاك هذا الحق؟ اغضض من بصرك عليك اللعنة… يا فاسق!!! تكالب عليه أتباع فرقة طمس العيون الزائغة والأنظار الطائشة. فر بعينه اليسرى التي لم يصدر الحكم بعد بقلعها قبل أن تبدأ بها هي الأخرى حمى الارتعاش من الهلع الذي سيطر عليه لهول ما ألم به.
وغير بعيد عن المكان الذي فقد فيه نصف بصره، استوقفته جماعة أخرى كانوا بصدد التشاور والتخطيط لأمر يعتقدونه عظيما، سألوه هم بدورهم: “من أنت؟ طأطأ رأسه مغمضا عينه الناجية وهو يحرك رأسه في كل الاتجاهات كفاقد للبصر يهتدي بحاسة سمعه فقط، صاح به أحدهم: “هل كنت تسترق السمع يا هذا، هل سمعت شيئا مما كنا نعتزم القيام به؟… كان صمته المطبق عملا بفضيلة السكوت، دليلا قاطعا على الإيجاب وحجة دامغة للقوم على أنه سمع ما كان يخططون له من أمر خطير، فتناوبوا عليه بالصفع على أذنيه بجنون وهوس مُنْهِينْ حاسة السمع لديه، وهم يتصايحون: “ليس للرعاع من أمثالك أن يسمعوا ويعوا ما يحق لأهل الحل والعقد دون غيرهم”.
فقد المسكين صوابه، مزق ما تبقى من قميصه محتجا على ما حدث له، رفع يديه عاليا مؤكدا فتوته المغتصبة وصدره عار لا يخفي سرا، ثار متبرئا من حواسه المتبقية ومنتفضا على نفسه المتخبطة، صاح بأعلى صوته:”وَابْغِيتْ نْمُوتْ آعِبَادْ اللهْ”، ثم شرع ينزع ثيابه غير مبال بالكشف عن عورته. أسرع إليه نفر من أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فنبهوه إلى وجوب الستر أمام الملأ فثار في وجههم: “مِنْ هْناَ لْقُدَّامْ مَا كَايِنْ غِيرْ الزِّبْطَةْ”، وما أن سقط القناع عن بؤرة الغواية والزيغ حتى طبَّقوا فيه حد الجلد مضاعفا لأنه قام بالمحظور عَلَناً. لم يتحمل وابل السياط التي كانت ترسم على أطرافه العارية لوحة للعنف المزركش بصنوف القسوة الجسدية واللفظية، فسقط كما تسقط أوراق التوت زاحفا بوثوق نحو حتفه، لم ينسوا بعد أنهوا منكر عريه بالقتل أن يسدوا له معروف ترديد التشهد بالتكبير والتهليل.
صادف مشهد الاحتضار مرور رهط من المريدين يحملون نعش شيخهم إلى مثواه الأخير، هرعوا إليه ثم رفعوه فوق أكتافهم مهرولين وحناجرهم لا تفتأ تردد “طوبى لك يا أنيس طوبي لك يا أنيس”، ودموع الفرحة تطفئ شيئا من لهيب حزنهم وحسرتهم لأنهم كانوا حريصين على الوفاء بوصية شيخهم بدفن شاب يافع إلى جواره ليكون له خادما وأنيسا إلى يوم النشور.

التعليقات مغلقة.