موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

حُرّاس الليل .بقلم.مرفت شتلة

100

حُرّاس الليل .بقلم.مرفت شتلة


اعتلينا السيارات، وقف رامي فوق أكبر سيارة يصيح بأعلى صوته، يعطينا التعليمات؛ فالليل كلما زادت حلكته تعددت المخاطر، مرت أكثر من ساعة، خلا الشارع إلا من الحصى والرمال بفعل الحفر المستمر من شهور؛ لتبديل مواسير المياه وتجديد أسلاك الكهرباء، بدأ الجوكر يدور بيننا ويعطي كلًا منا جدول أعماله لليل لا نعلم خفاياه، نملك الشوارع في الليل، عيوننا حراس على المتاجر والبيوت، ننذر من الأخطار واللصوص، لا نترك لحظة دون رقابة، وظيفة ارتضينا بها بلا راتب، سوى بعض الطعام الذي يجود به البعض، نقسمه فيما بيننا، نؤثر الصغار بيننا على أنفسنا.
دقائق ومرت سيارة حمراء ارتفع منها صوت طفلة تستنجد العودة إلى أحضان أمها، شعر الجوكر بالريبة والخطر، قفز بسرعةٍ وخفة ووقف أمام السيارة رافضًا التحرك؛ مما جعل سائق السيارة يضغط بوق السيارة التي أفزع صوتها الصغار والفتيات، بدأ صوتنا يعلو ويعلو حتى شعر بعض ساكني البنايات بشيءٍ مريب، بدأت النوافذ تطل منها بعض الرؤوس تستكشف ما يدور، لحظات وبغضبٍ كاد السائق أن يدهسنا جميعًا لولا أن أشار إلينا الجوكر بالابتعاد، وقفنا في صمتٍ دقائق أغرقتنا قلة الحيلة وشعور العجز، مصير الفتاة يتراقص أمام أعيننا، دارت كل صور الخطر أمامنا، ثوانٍ وقفز صوت الفتاه مرةً أخرى الي مسامعنا من مكانٍ قريب، عدونا وراء بعضنا البعض نتبع صراخها، على أبواب صيدلية كان الرجل ممسكًا بالفتاة يضمها الي صدره حتى يستطيع الطبيب حقنها، دارت عيوننا في بلاهةٍ ولامت عيوننا عقولنا ساذجة التفكير، ولم نغادر حتى هدأت الطفلة، عددنا الكبير ونظراتنا كانت مصدر إلهاء لها حتى غادرت في صمتٍ وذهول، عاد كلٌ منا إلى موقعه مطأطئ الرأس، لحظات وعلا صوت مؤذني الجوامع لفجرٍ جديد، كعادة (النمس) يردد الآذان بصوتٍ خاشع ومؤثر، تدلّت رأس سيدة من أحد النوافذ لتبحث عنه بنظرات الدهشة والتعجب مصحوبة بكلمات التسبيح.
مرّت دقائق حتى بدأ بعض العجائز من الرجال يتكئون على عصيهم إلى المسجد لتأدية الصلاة، رويدًا رويدًا بسط النهار سطوته، بدأت عيوننا الساهرة في طلب النوم، نتبادل النظرات لثوانِ وداع؛ فلا نعلم هل سنرى بعضنا مرةً أخرى أم سنفقد واحدًا منا، يسارع كلٌ منا ليفرد جسده تحت السيارات المتواجدة على ضفتيّ الطريق، ساعات قليلة وعجّ الشارع بالزحام، ازدادت الحركة، بدأت السيارات في التحرك؛ تتركنا عرايا بلا غطاء.
في عجالةٍ دارت إحدى السيارات، عادت الي الخلف ثم إلى الأمام بطريقةٍ عنيفة، شقَّ صراخ النمس الشارع وصمَّ أذان الجميع، خلع قلوبنا التي تعدو نحوه قبل أجسادنا، أحطناه، كان ينازع الموت، يصارعه، لم يمهلنا وداعه هبط الرجل بأسفٍ وحزن وهو يردد “لم أره”، كان مختبأ تحت السيارة، أجتمع المارة في جنازةٍ سريعة، اقترح أحدهم إحضار كرتونه ووضع الجثمان فيها، وقف الجوكر يتقدمنا حتى انتهت مراسم سريعة، كسا الحزن والأسي ملامحنا، ولكنها حقيقة نعيشها نحن كلاب الشوارع؛ فلا نعلم مَن منا يغادر ومَن يبقى.

التعليقات مغلقة.