خاطرة حكايتي مع الجمال بقلم صلاح عويسات-فلسطين.
عن جمال الحرف فحدث ولا حرج ،فإن من البيان لسحرا،فكم من نص جميل لا تملك إلا أن تصيح أمامه (الله) ،وهناك أناس حباهم الله حسن صنعة الحروف، فيصنعون منها جمالا وابداعا مالا يستطيعه غيرهم،وقد يصدر الحرف الجميل من دميم الوجه قبيح المنظر ،وهذا والله هو العجب ، وقد ترى أناسا تظن الواحد منهم مهين ولا يكاد يبين فتعجب لبلاغته وفصاحته، أما إذا اجتمع جمال الخلق بجمال الحرف ، فهذا ما ترتاح إليه القلوب، وتصفو بفضله النفوس ،المهم أن الحرف الجميل يتألق ويفرض نفسه، وصاحب الذائقة المتميزة تراه كالنحلة يطوف بساتين اﻷدب،فيلفته الحرف الجميل بغض النظر عن قائلة، فقد يكون لا يعرفه، ولم يره في حياته ،ولكن جمال نصه ورونقه، جعلاه يتماهى مع صاحبه، ويأتلف مع روحه ،ويشعر بالخسارة الفادحة التي لحقته لما فاته من جمال ومتعة قبل معرفته لصاحبه، هكذا هي النصوص الجميلة واحات يتفيأ صاحب الذوق الرفيع واﻹحساس المرهف ظلالها،في وسط كل ذاك اللغو والتأثيم الذي نعيشه في واقعنا اﻷليم، فلا عجب أن جعل ذلك جزاء حسنا من جزاءات اﻵخرة ﻷهل اﻹيمان الذين يؤذيهم فحش القول وبذاءته،الذين من أبرز صفاتهم، أنهم لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما فكان من جزائهم في الجنة أنهم لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما.
التعليقات مغلقة.