خالتك صباح تحمل السر بقلم .حاتم الغيطاني
يذهب عمي محسن جاري في المنزل المقابل إلى عمله كعادته مبكرا ، وأراه دائما يحمل لفافتين من الورق في يده، ثم يضعهما في صندوق على دراجته القديمة متجها إلى دكانه الخشبي (الُكشْك) الذي يبيع فيه الجرائد، والحلوى للأطفال.
وقد رزقه الله بطفلة اسمها زهرة، ثم بطفل اسمه محمود سماهما على اسمي والديه فقد كان بارا بهما برا جميلا حتى ماتا… ظل عمي محسن يكد، ويتعب في عمله البسيط ، وزوجته تساعده بصنع الخبز على يديها وتبيعه للجيران… وكبر ابنه وبنته وتدرجا في سنوات الدراسة ودخلا كلية الطب وأصبحا طبيبن ماهرين ..
ويتعجب الجيران ولاسيما الأغنياء منهم كيف يتفوق ولداه على كل أولاد الجيران فلم يدخل كلية الطب من أولاد الجيران إلا ولداه.. حتى عرفت السر فعندما مات قابلت امرأة مسنة يبدو عليها أثر الفقر الشديد تتكئ على عكاز تبحث عن بيته لتعزي زوجته وقد صادفتني فحسبتها من أقاربه حتى أخبرتني قائلة :. ( لأ أنا يابني خالتك صباح سكنه جنب كشك عمك محسن يرحمه ربنا كان راااجل طيييب قوي.. كل يوم الصبح يجبلي من بيته سندوتشين يحطهم في صندوق العجلة بتاعته ويركنها في مدخل البيت عندي..ولما أقوم من النوم أخدهم من غير ما حد من الجيران يشفني.. يكفوني للفطار والغدا أكلهم وأدعيله ربنا يستره ويسعده في ولاده… هو البيت فين يابني يُه إنت سرحت وتوهتني ولا إيه ) .
التعليقات مغلقة.