خبايا الظنون.. “الفصل الأول من سلسلة احتار دليلي” بقلم… سنية أبوالنصر رسم… نورهان كحيلة
خبايا الظنون الفصل الأول من سلسلة احتار دليلي
بقلم… سنية أبوالنصر رسم… نورهان كحيلة
أشرقت العروس بنورها في الصباح وملأت الدنيا بضيها… انشرح صدري لرؤيتها هذا ماكنت اتمناه من زمن
تحمل مالذ وطاب من الكحك وبسكوتات العرس الجميلة… وهدية ملفوفة لا اعلم مابداخلها … ربما كان شالا قطيفة أسمر او عباءة جديدة… تبوح عن هديتها الحقيبة التي تحملها… يالها من فتاة رائعة قد احسنت أمها تربيتها… كنت أظنها لاتغادر الفراش الا بعد أسبوع… فدب النشاط في بيتي بقدومها
اقتربت مني بتودد وابتسامة ساحرة تخطف قلبك بمجرد ان تراها… وأعطتني ماتحمل… أخذتها بين أحضاني فقبلتها وأنا مبتهجة…
اشكرك
ثم أجلستها بجواري… وهمست لها بحب
ماالذي أتى بك الأن ياابنتي؛فبالأمس كان زفافك!! ومازال الصباح في مخدعه… لابد ان تكوني الأن بين احضان زوجك
إنها عادة قد اعتدتها في بيت أبي ان اصحى مبكراً ياحماتي… ولهذا أتيت من شقتي حتي أعطيك هديتك ولو أنها ليست من مقامك …
ولماذا كل هذا التعب ياعروسة الغالي… هذا كثير والله ياطيبة القلب
تعبك راحه ياأمي
فرحت بتلك الفتاة الرائعة… ففي قلبي سعادة لم اشعر بها من قبل …
لم تحمل بطني الإناث فكانت منبتا للذكورفقط… فجعلتها ابنتي
وشعرت بما تشعر به أم البنات… فكانت لي سند ويد
كانت مثل الفراشة تتنقل من غرفة لغرفة وتقوم باعمال المنزل في لمح البصر… وخفة ظلها تجعلك دائما مبتسما تستقبل الضيوف بترحاب تعامل عمر مثل اخيها وتعامل حماه كأبيها…
دائما البدايات مشرقة وكل شيء يكون في موضعه الصحيح
ياليتها دامت…
للأسف لم يستمر الحال كثيراً وبعد الشهور الأولي من الزواج بدأت اشعر بتغييرات طرأت علي زوجة ابني…
تنهر احمد وتحادثه بسوء أدب أمامي وهذا الأمر يزعجني…
تدب المشاجرات بيننا كثيراً لهذا السبب… فهو ابني وقرة عيني لا احب ان أرى زوجته تهينه بهذا الشكل أمامي
فهو طيب جداً وقد ربيته علي حسن معاملة الناس فلا يخرج من بين شفتيه إلا كل طيب… فهو رجل البيت وعائلنا الوحيد بعد دخول عمر الجيش…
ومرض أبيه وشقاء علاجه … حمل مضاف علي حمله…
ولكن طيبته الزائدة مع زوجته تقلل من رجولته…
وكأني اسمع احدكم يقول لي:إنها وظيفة الحمي ان تقلل من شأن زوجة ابنها…
لا والله لم اظلمها في كلمة…
كنت أري عليها تصرفات مريبة … مكالمات في اوقات غريبة
وهمسات خفية بالهاتف وكأنها تخفي شيئا ما… وبدأت تضيق مني ومن هموم البيت المعتادة فتكاسلت عن النظافة
والنظام فتراكمت الأوساخ بين حنايا الأماكن الضيقة فهبت رائحة كريها تخترق أنفي كلما اقتربت منها … إن حدثتها ان تهتم… تغضب وتتأُفف وتحملني تقصيرها…
انت نفسك حامي ياحماتي وتريدين مكنة بدون فصل…
هذا لا يشغلني إطلاقا فكلنا في البدايات كذلك…
كان يشغلني امر المكالمات المريبة،مع من تتحدث
بدأت اراقبها بدون ان أشعر عندما وجدت هاتفها كثير الرنين… ولا تحدث صاحب الرنين أمامنا… ومازاد من حيرتي وجعلها تشتعل… انها لا تفعل ذلك مع أفراد أسرتها …
ماذا افعل في شكي وحيرتي تلك … وانا لا املك الدليل علي ظنوني
وذات يوم سمعتها تلوك لأمها بالهاتف وهي منزعجه تتردد بالكلمات التي تجعلني اشمئز من نفسي انها كانت محل اختياري في يوم من الأيام… تقول لأمها بغضب
كانت غلطة عمري إني وافقتكم علي هذا الزواج التعيس… الله يسامحكم… انا هنا في جحيم
مع هذا الزوج الأبله
امسكتها وانا منفعله ارميها بالتهم … إن كنت لاترغبين ان تكوني زوجة محترمة فلدينا باب كبير.. يمر منه الجمال…
وإذا بحماقة تحدثني بالند وتقول لي …
إن كنت لا تعلمين انك في شقتي وليس من حقك التجسس لأنها من افعال اللصوص فأنا الأن اعلمك ان هذا غير لائق بكبار السن ياحماتي…
تملكني الغضب من برودها المستفز… وتعالت أصواتي من جديد… فجاء احمد من عمله منزعجا علي اصواتنا المنكرة
ماالأمر؟!
فبكت واستمالت بدلال وقلبت الطاولة فوق رأسي…
لقد اوقعتني بنت الأصول في فخ الكذب والأبتلاء… وانكرت كل ماحدث…
ثم أمرني ابني ان اغادر الشقة حتي ينهي المعركة التي نتناوب فيها الاتهامات …
فكسر بخاطري أمامها… وغادرت المكان باكية لزوجي اشكو له أبنه بما فعله بأمه… فقال لي
اتركيهم وشأنهم ياام أحمد واسكني بيتك واتركي الأمر كله لله
انا الأن خائفة علي ولدي… لم يعلم بما يدور وراء ظهره … معروف ان الحماة دائما غير ثقة… فلن يسمعني احد
لم أنم هذه الليلة…
وكيف أنام وهناك بالبيت خائن…
لم يريحني قلبي…
في الصباح فتحت النافذة التي تطل علي سيارة ولدي تحت البيت … ماأكثر اللصوص في ذلك الوقت… وهي مأوانا الوحيد… لقد تأخر في نومه… سوف اذهب لإيقاظة… لقد اقترب تسديد القسط… وكل يوم بثمنه
اسمع احدكم يقول لي… انه احتكاك بزوجة ولدك…
نعم هو كذلك بكل صراحة… سوف اصالحها … وبهذا استطيع ان اعرف مايدور في الخفاء…
وفعلت ماخطط له… وصارات الأمور أمام الجميع معتدلة…
وتركتها تطمئن للعجوز البلهاء…
وزاد الأمر سوءا… يخرج ولدي في الصباح ليطرق أبواب رزقه… ويركب الطريق… وتختلق هي الحجج حتي تخرج من البيت لأسباب تافهة.
ياربي سوف أكون الحماة القرشانه لو أخبرتهما بسوء، ظني…
فتلصصت الطريق خلفها وانا راجي الله ان يخلف ظني
فأخذت مسارا مخالفا لبائع الخضار… ثم وقف أحدهم بسيارة فاستقلتها معه واختفت في لمح البصر…
لطمت وجهي وانا اكز غيظا منها… اولول علي خيبة املي
وانتظرتها امام البيت وصممت انا اراها وهي تعود…
وإذا بها تتبختر عوجا بعد ساعة وتقول لي ببررود… ماالذي اجلسك الطريق هكذا ياحماتي هل ضاع منك شئ
يالك من وقحة… لقد رأيتكم في تلك السيارة معا كيف تجرؤي…ومن هذا الرجل؟؟ فتستعماني بنت الخباز وتطلق لسانها المستفز وتقول
الجنان قد اصاب رأسك ياحماتي… وإن لم تكفي عن هذا الهراء والكذب سوف اترك لك هذا القصر ويكون خراب البيت من فعلتك
زوجة ولدي كان من المفترض ان تكون ممثلة رائعة وتستغل تلك المواهب في طريقها المشروع…
يالها من ذكية تتلون أمامهم بالطيبه والأخلاق الرائعه وتحتفظ بسلاطة لسانها لي وحدي
اقنعتهم … بهواجسي وسوء ظني الدائم لها واني اخترع اشياء غير طبيعية…
كان يصدقها احمد وينهرني من أجلها… حاولت مرارا ان أنبهه بما يدور من وراء ظهره… وهو اصم لا يسمع غيرها
وذات يوم رأيتها من النافذة مسرعة وهي تتلفت خلفها… وتحمل في يدها حقيبة وكأنها تخفي بداخلها شيئا ما
تسرب الي قلبي خوف اربكني علي احمد …
ماالذي جرى؟!… ايقظت زوجي
انهض وصحي ولدك ، كان يقول أمس إن لديه مشوارا مهما.
ورأيت زوجته من لحظات تهرول بالشارع
كفاك ان تشغلي بالك بها ونامي ياام احمد…
كيف انام يارجل… ليس من عادتها ان تخرج قبل زوجها… والساعة الأن في طريقها للتاسعة لقد تأخر علي عمله
ربما متعب او به مكروه … انهضي بسرعة الي أعلي… وطمنيني عليه
صعدت السلم في وهن وانا التقط انفاسي بصعوبة… فقدماي وظهري يؤلماني كثيراً هذه الأيام…
نقرت جرس الباب وانا انادي: افتح يااحمد لقد تأخرت عن عملك فلم يرد… واصلت الرنين بالطرق علي الباب وقد زاد قلقي فلم يرد… نزلت الي أسفل ابحث عن نسخة المفتاح وابلغت زوجي بما جرى…
ثم صعد معي وهو يجر قدميه الثقيلة الي اعلي وفتحنا بالمفتاح… فرأينا مالا يسر خاطرنا…
ابني ملقى علي السرير غائب عن الوعي ولا يسمع صراخنا حوله…
رباه هل فعلت به شيئا!
كاد قلبي ان يقف
افقناه بعطره وبعض المياه الباردة…
فسألته باكية… مابك ياولدي؟!
لم تكن كذلك بالأمس
لا شئ ياأمي انه الضغط لا داعي للقلق … لقد ارسلت زوجتي للصيدلية …
تلهفت خوفا عليه والشك كاد
يقتلني….
نظرت بجواره فوجدت كوبا من العصير منتصفه فارغ… وبجواره بعض الحبواب غير المعروف مصدرها… فسألته ماهذا ؟!
مسكنات ياأمي اعطتها لي سماح فكانت بطني تتقطع بعد الفجر…
اصبح بداخلي حقول من الشك تجاه زوجته
لم يعد احمد كعهده أمس… تحول بعد أيام الي جثة هامدة لا حول له ولا قوة… وان فاق كانه مخمورا لا يعي شيئا مما يقوله…
لا يتحدث مع احد …
قليل الطعام والحكي
اخذناه الي أكثر من طبيب لم يتوصل احد لعلته…
فقالت لي عمتي وهي في ارذل العمر… ربما كان ولدك مسحورا…
انا لم اقتنع بهذا الأمر أبداً…
فقالت لي… لن نخسري شيئا لو ذهبنا الي الشيخ عطية…
كلهم دجالون ونصابون ياعمتي
لا تقولي هذا علي الشيخ عطية ياام احمد… فهو محفظ قرأن وله بركات يعلمها كثيراً من الناس وعنده من العلم مايبلغنا اذا كان ابنك مسحورا ام لا
كان الأمر ليس بالسهل
ولكن كلما رأيت احمد في سكرته دفعني هذا ان افعل اي شئ
ذهبنا الي الشيخ عطية …
كنت أظنه كالباقين ولكن من الوهله الأولي زرع في صدري الطمأنينه والأمان…
ففي لحيته البيضاء وتجاعيد الزمن علي وجهه المشرق وسبحته التي لا تفارق يده ولسانه بالتسابيح… جعلني استريح له…
فسألني عن حال ولدي
فأبلغته بماجرى… فقال اريد ان اذهب اليه لأراه
إن علم احمد بالأمر لن يقبل التدخل من هذا الشيخ…
فاتفقنا انا وزوجي ان نقدمه له علي اساس انه صديق قديم يريد رؤيته…
فجلس الرجل بجواره وقرأ عليه بعض الأيات واذا به يفزعنا بسعال قدا اصابه فجأة وخرج من حلقه دماء تميل الي السواد … وبعدها دخل في سكرته…
كانت تقف بالخلف وترمقنا بنظرات ترقب
فأمرتها ان تنظف المكان وتتركه يرتاح
ثم تركناه وذهبنا الي شقتنا بالأسفل لنتحدث للشيخ عطية بعيدا عنها
قال الرجل بهدوء
اسمعاني جيداً…
احمد يسكن بمعدته سحر أسود…
وهذا الأمر ليس بالسهل… لابد ان نعرف مصدره حتي نستطيع ايقافه…
بكيت وانا اقسم بالله… انها لم تخرج بعيداً عن زوجته… فهي مصدره… قال زوجي الطيب
اتق الله ياام احمد لم نرى منها شيئا
انا رأيت؛ لماذا لم تصدقني الم احك لك عن المكالمة وركوبها السيارة مع ذلك الرجل… فقال الشيخ عطية…
هدي من روعك ياام احمد… لن نستطيع اتهامها الا بدليل… خذي بعض الأعشاب هذه اعطيها له بانتظام… حتي يفيق قليلا … وسوف اعود له مرة ثانية
وعندما جاءت عمتي في المساء امرتني أن احتضن ولدي في فراشه القديم في بيت ابيه حتي نبعده عن ظننا بزوجته
وقفت كالمسعور تقاتل من أجل ان يبقي زوجها في فراشه… ومنعتنا ان نقترب منه الا في الضرورة. لقد اغلقت كل الأبواب في وجهي…
كان قلبي يحدثني بأشياء مسيئة
انتظرت عمر في الإجازة وقصصت له ماحدث فهو خلاصي الوحيد…
لكم بقبضة يده علي المنضده كاد أن يكسرها ويصيب يده … وقال بغضب …
وكيف نمنعها من أذيته وهي الأقرب اليه… إن كانت ظنونك حقا فتلك مصيبة قد ابتلي بها أخي… ولماذا تفعل به هذا من الأساس…
إن كانت لاتريده فباب الطلاق مفتوح … فماالدافع ياأمي؟
أنا أيضاً ياولدي احتار في أمرها وأسأل نفسي ذلك السؤال ولم اجد رداً
وماالعمل ياأمي إن رفض ولدك ان يأتي معي إلي هنا… وانت تعلمين مدى حبه لها…
ليس أمامنا سوي ان نراقبها ياعمر ونأتي بأخيك إلي هنا ولن يستطيع فعل هذا غيرك انت؛ فهي تهابك
ولماذا كل هذا الشقاء؛ فلنا حق فيه قبلها… انت من امرقتها علينا ياأمي… فلم تكن بهذا السواد من قبل… سوف اذهب وأجلبه معي ولو بالقوة…
صعد عمر اليها مندفعا يطلب اخاه فمنعته زوجة أخيه ان يقترب… وقالت له مندفعة… اتركه مستريحا فلن يجد الراحة الا في فراشه ، كفاكم تكبير الأمور لقد عيشتموه الوهم حتي صار كالمجنون
وتابعها احمد بالحديث
مابكم تشغلون عقولكم بحياتي… فهي لم تقصر في خدمتي…
اتركوني لفراشي وكفاكم مهاترات فارغة…
ثم دخل في سكرته…
كان يفقد كل يوم من صحته ووزنه مايبكيك…
ماذا نفعل ونحن عاجزون ان نصد البلاء عنه…
تدهور الحال وزاد غضبه منا بل كاد ان يمنعنا من ان نتدخل…
لم يبق لي الا باب الله اطلب منه راجيا ان يعفو عنه
وبعد ايام سمعت حركة تدب فوقنا من اقدامهم بشقة ولدي في الدور الأعلي… وانا انظر الي السقف وأطلب من الله الستر…
وبعد دقائق دق الجرس بهمجية… افاقت كل من في البيت… سارعت قدمي انفاسي ودبت بهما صحة فجأة…
واذا بها تنادينا …
أحمد لا يتحرك…
علمت اني علي وشك فقدان ابني
ذهبت اليه وقلبي ينزف انينا والخوف يتملكني اسمع دقاته تسارع أنفاسي…
يارب لا تسؤني في إبني…
واذا به… جثة هامدة تسيل بقايا الدماء علي شفتيه… فركعت أمامه وأمسكت برأسه أزلزلها حتي يفيق
أفق ياولدي ولا تخلع قلبي عليك… هل انت مسكور ام نائم… استيقظ ورد علي أمك ياأحمد… ماهذه الدماء؟!
هل انت ميت؟!
فارقتنا بهذه السرعة؟! قتلتك اللعينة المجرمة ونحن بالأسفل نائمون؟!
لم اتمالك نفسي وأن أصب عليها غضبي
قتلت ولدي ياسعاد؟!
قتلت فلذة كبدي وارتاح بالك؟! وجعلت منه طعاما للقبور…
اخوك قد مات ياعمر قتلته زوجته بمكرها… الم انبهك ياأبو أحمد… لقد مات ولدي غدرا ولن أترك قاتله الأ جثة مثله
كدت أن أقتلها… نزعوها من بين يدي تبكي بدموع التماسيح وتحلف كذبا انها لم تفعل…
وفي لمح البصر تحول البيت الي قرافة… وجاء الطبيب مؤكدا انه بالفعل فارق الحياة… وجاؤوا بالكفن… فصرخت في وجوههم امنع عنه ثياب القبور…
لا والله لن يدفن ابني ابدا قبل ان يذهب الي المستشفى لأعلم ماسبب وفاته… ابني مات مقتولا…
تركت زوجته البيت هاربا الي بيت أبيها لم تستطع ان تواجهني بتلك الحالة فكان القهر في صدري اقوى من اية اعتبارات
ساعدني عمر في طلبي وحملنا جثة أخيه الي المستشفى
وبعد الإجراءات المتبعة… تأكدنا ان سبب الوفاه تسمم علي المدي البطئ… فهو السحر الأسود كما قال الشيخ
فأبلغنا الشرطة واتهمتها بقتل ولدي… ولم تتحمل ضغط التحقيقات… فاعترفت بفعلتها…
صممت ان أراها وفعلت المستحيل لكي يتركونني لها…
فواجهتها… لماذا قتلت القلب الطاهر الذي لم يتحمل عليك الهواء لماذا ؟؟ لم لم تطلبي الطلاق وذهبت الي حال سبيلك وتركت لي ولدي بين أحضاني
فكان سند أبيه وقرة عينه…
قتلته بدون ذنب فما كان ذنبه ياغادرة
ولأول مرة أري الدموع تنهال من عينيها… وكأنها البريئة المجني عليها
انا لم اقتله ياحماتي ، أبي هذا هو من قتله…
ثم نظر الرجل لابنته بغضب
هل جننت ياسعاد كيف اقتله وأنا لم أره من شهور…
قتلته ياأبي
عندما اغلظت علي بالزواج منه وحرمتني ممن احب…
قتلته أمي عندما جئت اليها أتوسل اليها الطلاق فتنهرني وتجبرني ان أعود وانا كارهة مضطرة
كنت أكره طيبته الزائدة ورجولته الباردو… لم اشعر بالسعادة بين أحضانه لحظة…كانت الحياة سوداء لا طعم لها بالمرة…
تخلصت منه وأنا كارهة…ولكنه الشيطان قد لعب برأسي فدمرت حياتي قبل أن أدمره… وانا الأن نادمة…
ومافائدة الندم بعد فقد روحي وفلذة كبدي… وددت لو قتلتك بيدي الف مرة … حسبي الله ونعم الوكيل فأنت وكيلي ياالله… انتقم لي من هذه المجرمة…
ثم تركتها لله والقضاء ليأخذ حقي منها… ورحلت يائسة ادعو الله ان يلطف بي وبوالده… وفتحت باب شقته أنظر الي الجدران في اسف… اصبح البيت خربا بعدك يااحمد لا نشعر الحياة بدونك ياولدي…
مرت الأيام
وطوى الزمان ذكراه… ولم يطوه من قلبي…
فجلسنا نحن الثلاثة علي المائدة واذا بزوجي يقول لي … لابد ان يتزوج عمر ياأم إحمد… حتي نسعد بأولاده ونراهم قبل ان نموت… ابحثي له عن عروس تكون بنت حلال تتقي الله فينا واحسني الأختيار هذه المرة
وكيف نخترق القلوب يازوجي لنعلم نواياها… لا والله لن افعل
… ياولدي لن أبحث لك عن عروس وأعيد خطئى في أخيك رحمه الله…
لا تتزوج الا اذا اخترت وكانت تحبك وراضية…
حتي وإن جلست بجواري العمر كله بدون زواج…
فكان هناك أمر يخفيه عنا …
يرغب الزواج من إحدى الفتيات من زمن وكان مترددا ان يبلغنا…
فسألته هل تعرفها ياعمر
نعم ياأمي اعرفها جيدا وانت أيضا تعرفينها… وبيننا مشاعر طيبة من قبل حادثة أحمد رحمه الله…
من هي ياولدي…
لقد افرحت قلبي بهذا الخبر…
أخاف ان لا يفرحك الأمر إن علمت من هي ياأمي
فلا ذنب لها بالمرة بما فعلته أختها وهي الأن بين يدي الرحمن لا يجوز عليها غير الرحمة…
تمت بحمد الله
مع تحياتيوتقديري
سنيةأبوالنصر
التعليقات مغلقة.