خدعة الزمان…بقلم مدحت رياض
خدعة الزمان بقلم مدحت رياض
اليومَ يأْتيني الزمانُ بخدعةٍ
وكأنني عشتُ الحياةَ مُنعَّمَا
لم أرْتشفْ مُرَّ الكئوسِ
ولم يزدْنيَّ كلَ يومٍ علقمَا
وكأن عمري للجراحِ متاهةً
ويظنُ أني للخداعِ مسلمَا
في ثوبِ أنثي مكرُها متوهجٌ
كالذئبِ ينسجُ فخَهُ مُسْتَحْكِمَا
لا لست شاهَك كي أزِلَّ مجددًا
ويضيعُ عمريَ تائهًا أو هائمَا
لا القلبُ باتَ كدميةٍ في كفِها
والعقلُ ليس لذورِها مستسلمَا
والروحُ طافتْ في الحياةِ دروبَها
والجرحُ إنْ شاءَ الفؤادُ تكلمَ
مرتْ علي عيني الدموعُ جميعُها
والجفنُ صارَ معاندًا ومخضرمَا
لم يبقْ في حمَّى الخداعِ مرارةً
ما عادَ فيها الغدر شيئًا مبهمَا
لا نظرةٍ لتزيلَ عني رهبتي
لا حُسنَ فيها فضَ بابٍا محكمَا
أغلقتُ قلبي مذُ جُرِحْتُ ولمُ أزَلْ
أبقي الفؤاد مخافة ان يُظْلَمَ
ويسلمَ الروحَ البريئةَ سلعةً
في سوق أوهام الضياع لتندمَ
لا لن يضيع مجددا عمر مضي
يكفي لينْأَي من أرادَ تعلمَا
لن ينطلِ لونُ البراءةِ ساترًا
يخفي خداعَكِ حيةً أو أرقما
لا والنعومةُ لن تكونَ خليلةً
إن كنت أبغي للربيعِ تنسمَا
إني هجرتً الحبَ طوعًا عندمَا
للشوقِ صارت في المشاعرِ مأْتمَا
نُصبَ العزاءِ بيوم غدرٍ فاحشٍ
قُتِلَ البرئُ وكانَ غرًا حالمَا
ما كان عِشْقيَ للعيونِ جريمةً
حتي يموتَ براءةً لا ظالمَا
والقلبُ من نارِ الفراقِ مكابدٌ
والعمرُ من زيفِ الخداعِ تحطمَ
وجمعتُ أشلاءَ السنينِ وصغْتُها
عمرًا جديدًا صار فظا صارمَا
ما كان في نفسِ الفؤادِ ملامةً
لكنه ما بات غضًا ناعمَا
كي يُسْتَبَاحُ بنظرةٍ أو لمسةٍ
قلبي علي تِلْكَ الأمورِ تَرَحَمَ
التعليقات مغلقة.