خدعة الغد بقلم إيمان أحيا
خدعة الغد ..
كثير منا فلايمكننا الاجمال بحال من الاحوال فلولا وجود من يختلفون عنا لما لاحظنا الخلل في انفسنا او الاختلاف بمجمله لنا كان او عليا ، اولئك الكثر منا يستيقظون كل صباح مستسلمين لما يوجبه عليهم اليوم من واجبات او حتى من فراغ، اشياء نراها في نهاية يومنا فراغ لايشبهه شيئ امتلا به حيز يومنا وكأنة شيئ له كتلة وحجم ومقدار، والحق انني لا اعلم هل هو حقا بهذه الضآلة ام انه شيئ اعمق من التعريف، ذلك الفراغ الذ ي يملا يومنا والذي نعد انفسنا في نهاية كل ليلة ونحن نتوسد ذات الاحلام التي لم نحققها بالامس انها ستكون حتما محققة في الغد ويأتي الغد ويمر على ذات شاكلة الامس .
ثم تنظر حولك فترى اولئك الاخرين الذين استطاعوا الوفاء بوعودهم لأحلامهم لم ينخدعوا بأبدية الغد ، والتزموا بواجبات يوم هم من وضعوها ولم يدعوا انفسهم كقطعة صلصال تلهو بها ساعات يومهم وتشكلها حسبما ارادت ،لم يتركوا انفسهم كما فعل غيرهم ممن كانوا يوما اقرانهم لواجبات لاتمنحهم سوى كهولة في الروح ولا تضيف اليهم اي تقدم تذكره سنواتهم ،محصلة تلك الصباحات الفارغة من اي وفاء لوعود تلك الامسيات التي تكدست فصارت سنوات من الفراغ لا تقوى عقولهم على تصديقها ولا تحتمل ارواحهم حقيقة واقعها الذي تعيشه ولايختلف كثيرا بل على الاطلاق وكأنها ليست سنوات ، لم تمر بطول السنوات بل بذات قصر الايام ولكن بذات ملامح السنوات ،مشكلة اياها آلام تكدست في الأروح فأرقتها وكست ملامح الوجوه فبدت للناظر محصلة آمس مليئ بالوعود وغد يملؤه الفراغ .
ثم يأتي مساء يصفع صاحبه وكأنه أخر مساء، مخبرا إياه لن تنتهي تلك الدائرة ولن تتوقف عن الدوران ،انت مركزها فإما أن تثقبها وتخرج لملاحقة مابقي امامك مهما كان مابقي ،واما ان تتابع الدوران في هذا الفراغ وفي هذا الفضاء من خدعة الغد حتى تنتهي لديك حتى رفاهية ذلك الغد الفارغ لتملؤه بالندم .
لايوجد عائق يمنعنا من ثقب الدائرة، ولا يحول بيننا وبين قتل الفراغ شيئ، فقط رغبة حقيقة وعزيمة صادقة وسلاح من قلم وكتاب ما من انتصار في حرب على هذه الارض دونهما ،وليكن مابيننا وبين زماننا محض ربح في دنيا تفنى فيها ارواحنا ويخلد فيها اثرما تركنا، فليكن ما نبتغيه اثرا طيبا نخلفه في سنوات طالت ام قصرت تبقى خير من عدم اولعنة توسم أعمارنا وأسمائنا .
التعليقات مغلقة.