خذيني معك
بقلم/ محمد كمال سالم
لاقاني بعد غيبةٍ،بعظيمِ قوتِه،عانقني في شدةٍ،حتي كدتُ أن ألفظَ أنفاسي الأخيرة.
لحظتها…جالَ بخاطري،مالم يطف بخاطر.
ماكان يجب أن يكونَ في دربي،حين لاقيته علي هذا الدرب كانت رسالةً من السماء،ماوعيتُها في حينها، كان يجب أن أعود وقتها،واختصر من العمر ما قد راح سدى.
عمرٌ جالَ بخاطري،مَرَق الحاضرُ والماضي من أمامي،مروقَ السهمِ من القوس.
كأوراقِ الخريفِ الجافة،تساقطت الأماني،تحطمت تحتَ أقدامِ مَن مروا بين أيامي.
هِبَات منحتُها،بعضا من عمري،لمن يريدها،ولمن زهدها.
سألني: كم لبثتَ؟
قلت: يومًا أو بعض يوم.
قال: وما أنفقتَ؟
قلت: مالًا لُبَدا.
قال: وماذا جنيتَ؟!
فكرت كثيرًا في إجابة،نظرت لراحتي،وجدتُها فارغةً،إلا من ندبة لجرح قد دَمل،وخطوطِ خطوبٍ مرت،بعضها لم يمرْ،أيامٌ خوالٍ مضت، فيها الحلو،وكثيرُها مُر.
لم ينتظرْ إجابتي.
فتشبثتُ بذيلِ رداءِ رُوحي،
خُذيني معك،
وعَفّت نفسي نفسي،نتلاومُ. وجهًا لوجه مع ضميري.
تكشفت الحجُب،وبصري اليومَ حديد.
تمثّل أمامَ ناظري من رحلوا، هم أجملُ كثيرًا ممن بقوا،لم يملأْ مكانهم أحدٌ.
يدٌ قوية تشدني،تعانقني بقوة،تعتصرني،تطرد الماء المالح من جوفي،قلبي يرتجف،كفراشة هامت حول النار،تحسبُه ضوءا.
شُكرٌ كاذبٌ في عيني،لمن أخرجني من هذا اليمِ،لما عانقني البحرُ بعظيم قوته.
تُحدثه نفسي: أيا من أنقذتَ حياتي! ليتك لم تفعل.
التعليقات مغلقة.