خروج من الحياة…بقلم محمد كامل
عزل نفسه فى بيت ريفي صغير على أطراف البحر، حاول
َّ أن يكدّ فى عمله؛ ليحقق ما يرنو إليه، ويصل إلى مكانة
رفيعة. ولكنه لم يستطع، أفنى حياته في حب فتاة؛ ولكنها
تركته وتزوجت غيره، ارتبط بأخرى لم يحبها، ولكنه لاحظ ميلّها إليه، كانت رقيقة المشاعر وجميلة الملامح، كانت تبدو طفوليّة، قرر أن يرافقها، تبددت جميع أحلامه، فقرر أن ينأى بها عن الأعين.
اختار مكانًا جديدًا؛ لا يعرفه أحدٌ، اتخذ مسكنًا بجوار البحر،
بث إليه أوجاعه، واغتسل بمائه الصافى، قرر أن يقتنص
السعادة التي هربت منه، تسلل بعيدًا عن حسابات الزمان
والمكان، تعلق قلبه بفتاته العذبة، كانت تقترب منه فالتصق
بها بقلب منكسرٍ.
يجلس فى الغروب على شاطئ البحر، يراقب الأسماك التى
َّتقفز حوله، تتدافع الأمواج بحرّية، يمد بصره في المياه الزرقاء غير المتناهية، وأشعة الشمس تسقط عليها فى مشهد بديع، يشيد قصورًا على الرمال، تفنيها الأمواج المتلاطمة.
يعانق فتاته، ويلتف حول جسدها، فتدفئه في أوقات الشتاء القارصة، يداعب شعرها الأسود، يحدّق فى عينيها، ويحاول أن يفك طلاسم الألغاز التى تفيض منهما.
تخفف من أعباء المدينة، قضى أعوام فى عزلته المصطنعة،
ولكنه قرر أن يخرج منها؛ ليواجه الحياة من جديد، فتركها
بمفردها فى أحضان الطبيعة الساحرة.
محمد كامل محمد
التعليقات مغلقة.