خضر الشعر…شعر إبراهيم محمد دسوقي
جاورت خضرًا لعلّي أستقي خبرًا
لم يأتني العلم في تلك الدنا سحرًا
إنّي على عجلٍ أصبو إلى خُلقٍ
والدرب في صحبة الأخيار قد نضرَا
جلستُ عند عليمٍ تاركًا بصري
كأنّ تلك الدنا لم تُهْدِ لي نظرَا
فقلت زدني علومًا إنّني نَهِمٌ
والقلب في المنتهى قد بات منكسرَا
يا صاحب العلم إنَّ الجهل منقصةٌ
هل عاش من مات بعد الموت منتحرَا
لا تبخلنَّ صنيعًا في متابعتي
إنّي جهولٌ فلا تكثر بيَ الضجرَا
ألقى سلامًا وقال الصبر يا رجلًا
ما كلُّ صخرٍ هوى قد ظنّهُ حجرَا
كيف الصمود ونفس العبد جاهلةٌ
هل يعرف الحقَّ من بالعلم قد سخرَا
أهديك منّي ثلاثًا صرن معذرةً
بعد الفراق جلاء الفهم إن عثرَا
فقلت مهلًا فذاك القول مهلكةٌ
لا تعتبنَّ على عبدٍ إذا كدرَا
سرنا طريقًا؛ دروب الشعر مظلمة
كتبت بيت قصيدٍ؛ كنت مفتخرا
إذا بهِ حارقًا بيتي ممزّقهُ
فقلت مهلًا فكن أنت الذي عذرَا
فجئت بيتًا من الأشعار منتشيًا
كأنّ شيطان حرفي حاضرًا؛ سطرَا
فقام يلهو ولا يلقي بناظرهِ
كمن رأى شاعرًا في الشعر محتضرَا
ألقيت قولًا وظنّي أنهُ شرفٌ
يعلو كأنّ قصيدي أصبحت دررَا
فقال هذا فراقٌ؛ تلك فاحشةٌ
فما كلُّ شعرٍ يقال اليوم منتصرَا
أين العروض وأين النحو في كلمٍ
أين البيان إذا كنت الذي هجرَا
الزم علومًا وقل شعرًا ندارسهُ
فالشعر فَنٌّ، وبالإحساس ما فجرَا
الشعر يا ولدي إحساسُ قائلِهِ
والحرف دومًا بحبٍ يلمس الوترَا
التعليقات مغلقة.