خط الفقر !
بقلم: زين ممدوح
ولد فقيرا وعاش حياة أشد فقرا،هؤلاء العمال الذين يقضون اليوم بيومه لا يقعون فقط تحت خط الفقر ،بل حفرت لهم حفرة كبيرة،ثم أهيل عليها التراب،وأضيف عليها نصف طن أسمنت من أجود أنواع الأسمنت،مع الكثير من البلوك الأبيض مقاس 25،حتى يتأكد أنهم لا ولن يخرجوا من تحت الخط
ولو بالطبل البلدى.
ولكن من لم يحب صعود الجبال،يعيش أبدا الدهر بين الحفر !
استطاع أن يكافح ويعمل ليل نهار،وربط كثيرا على بطنه
لكى يصل إلى هذه النتيجة
فلم يكن يتوقع أن يصل إلى ما وصل إليه،فقد أصبح حديث المنطقة،وصار يحسده الجيران،يقولون هذا جزاء الصبر،فمن مزايا هذه القرية وإن كانت هى الميزة الوحيدة،أنك لا تستطيع أن تخرج منها بشيء غير الصبر !.
فالغد الذى طال انتظاره!.ها قد جاء ومعه كل الخير .
لذلك أخذ التبذير منهج حياة، فقد شوهد ذات يوم فى إحدى محال الجزارة،يشترى ربع كيلو لحمه !.
اوو ربع كيلو ما أجمل التبذير وما أحلى حياة البزخ
نسى حالة العوز والفقر المدقع الذى عاش وترعرع فيه !.
ولكن هذه الكمية الكبيرة إذا حاذها فماذا يترك للغير؟!
كانت تكفيه نظره ،كما كان يفعل فى السنين العجاف ،وكانت هذه المحال ،من أحب الأشياء إلى قلبه،ومن الأماكن التى يحب أن يلتقط فيها الصور الجميلة.
بل كان يغال ويضعها خلفية على هاتفه
فما أجمل حياة البذخ التى ينعم بها العمال
فوداعا للفقر وخطه !
التعليقات مغلقة.