خواطر مع النفس بقلم.منى الشوربجي
غريب أنت ياانسان
تكون غريباً إذا تاهت منك أوصالك وغربت عن روحك الحياة ومرضت ذاتك عن تقبل الواقع ؛ ذلك وبرغم وجودك بين أحبتك وليس محبيك..يُفْلق قلبك قطعاً مبعثرة تلملم بعضها وبعضاً منها لا يصلح للصق ليعاود الحياة فتضطر العيش بجزء وتلقى بباقيه بصندوق قمامة القلوب ربما يجده مَن يُريد جزءً ليكمل ذاته بك أنت وهي عادة القدر معك فليس بجديد عليك ؛ وللأسف لا زلت أنت مكسوراً وتبحث عن جابر ؛ أكذوبة حب من حولك تتصدر مشهد الحدث وأنت الساعي لإسعاد الآخر ظناً منك أنك أنت قُبلة الحياة له وجرعتها التي ينهلها وكأنها العسل المصفي ويستطيع السير بعدها بأقدام ثابتة على الأرض بروح تسبح في ملكوت جسد عقيم لا تزال معتقداً إن غبت أو تواريت عنه فكأنما تغيب أجنحة الصيف وترفرف محلها عناقيد الشتاء المطيرة.. أو كأن الحياة سُلفة من القدر والحرية مستعارة من جبين الحياة ولابد من ردها في وقت لاحق فلا وجود زمني للمشاعر وسيحل السحاب الماطر والأجواء الخافتة محل شروق كان خلاباً ساطعاً بوهج شمس سماء صافية….
أحياناً تحلو لك الحياة بعد مرارٍ ملوحة لك بالرحيل الزائف.. تمضي متباهياً برقي ذاتك ؛ حاملاً بطياتها لوعة أناتك ؛ مودعاً ليلك القاسي لتسبل عيناك بهبات نسيم عالقة في حناجر صماء تعارك مستحيلاً يعانق الحياة… تشعر بغربتك رغم وجودك بجوار أحبتك .. وتبرق أوصالك وترى أكذوبة المؤامرة على رفاهية ذاتك وكأنها الحقيقة والواقع رأي العين .. ظناً أنك وفقط ؛ أنت الحبيب الأوحد والحقيقة أنك واهم بل أنت الوهم ذاته… ها هي النقطة الأخيرة من كتاب حياتك بآخر السطر وبنقطة بغيضة تجد نفسك وحيداً في عالم لا يعلمه سواك ولا يستشعر وجوده غيرك وتظل تطرق بابه فلا تجد سوي الغربة والوحشة وتحاول الرحيل منها فيالها من نقطة بداية نهايتك.. وكأن الرحلة كانت مع نفسك وكفى.. فأي ذنب اقترفت وأي روح لم تجد طريقها إلى جسدك وأنت تبحث طويلاً عن ذاتك المجهول.. فلا هُوية لك ولا ملجأ سوي الضياع .. هيهات بينك وبين الحياة.
التعليقات مغلقة.