موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

خيوط لاتعرف الغَزْل… أليسكا ياشغف البحر… بقلم زينب عبد الكريم التميمي

592

خيوط لاتعرف الغَزْل
بقلم زينب عبد الكريم التميمي

هنا وعلى المرفا القديم.. رمت بثقل حقائبها وكأنها تودع اخر أحزانها ,تنفست الصعداء ,
تتشبث باخر أمل لها بعد صدأ قيح حياتها الممل ,
في رحلة طويلة من حي أجاكسيو إلى مرسيليا وحتى نيس , محطات أفرغت في كل واحدة زفرات عنائها المكبوت الذي صاحب قرقرة بطنها الفارغة لجوع امتد لثلاثة أيام دون أن تلتقم شي يسد رمق جوعها ..كانت رحلة شاقة على من في مثل حالها… هي حامل بطفلها الثالث المحصل لحصاد عشر سنين من العذاب والقهر الجسدي والمادي بعد ان اسقطت واحدا وتركت واحدا له ..
_على الرصيف الاخر… مقهى قديم كان هو قد ارتكن في أحد زواياه.. يعزف بنايه الذي دار الزمن على ثقوبه، حتى اتسعت وتاكلت قصبته تلك التي كان يلفها بخيوط الصوف المشحوح كيلا يظهر نشاز في صوتها، ورغم عتقها لازالت تصفر ذاك اللحن الحزين المختلط بنبرات صوته المبحوح، وهو يردد كلماته التي اعتادها منه جميع وافدي المقهى في ذلك المرفأ حتى حفظه المارة من السواح واهله الاصليين، فلا يبرح احدا المكان الا وقد طلب منه عزفه فيترطب عثقه اليابس بماء دموعه. وصوته الحزين يردد..
أليسكا ..أليسكا
ياشغف البحر المنسي
يالؤلؤة الخليج
تمايلي ..تمايلي
واسدلي من شعرك الاسود
خنج النهار
اليسكا ..أليسكا..
سرت الى مسامعها ذبذبات صوته كموجة انسلت باستقامة الخط الموازي لسنين عمرها المفقود . ..عبرت مسرعة تصارع خطواتها المكسورة، تمتطي صهوة
صبرها راجية لقاءه , ابصرت هنا وهنا ,لم تجد لضالتها المنشودة شيء يذكر ,بحثت عنه، ظلت تنظر في وجوه الجالسين وكذا المارة ,مرت دقائق وساعات تنتظر
“أين اختفى لقد سمعت صوته” ساءلت نفسها ,لملمت روحها، حاولت ولكن عبثا يصيبها الغثيان .

قدح ماء بارد كان كفيلا باعادتها لوعيها،
فتحت عينيها، لمحت أمامها شبابها الذي غار منذ أربعة عشر عاما ، لم تر فيه ذلك الوجه المتعب ذي العينين الغائرتين بل غاصت في معالمه التي عرفتها قبل كل هذا الزمن
مذ ان خرجا سويا من تلك المدينة القديمة
بعد قصة حب طويلة حاصرتها عقائد التخلف والانزياح نحو الفوارق المادية الطبقية…
سرحت في عينيه اخذتها ذكرياتها بعيدا،
هاهي تحمل جوازها الذي لفته بثوب حول بطنها تحت جاكيتها العريض مستأذنة أمها بالسماح لها لوداع صديقتها قبل التحاقها ببيت الزوجية الجديد .. تنزل مسرعة.. تلاقيه عند نهاية الشارع. يستقلان سيارة خاصة توصلهما الى حدود البلد. يلتقيا الرجل الدليل حيث اخر نقطة في الحدود بعد مشاق طريق صعب وعر من الجبال،
الشرطة الحدودية ومداهمة للعبارة، البعض يفر والبعض يتخبط مجهوله نحو البحر،
ثلاثة ايام تمر… تفتح عينيها هي في احد غرف مشفى لاتعرف ماذا حدث او كيف.. لا يحتضنها سوى ألم في الرأس يبدو انه نتيجة ضربة من أخمس مسدس.
تسيل منها دمعة وهي تحدق في عينيه.. ارتوتها، لم تكن ملوحتها لتمنعها من بلعها مع ريقها الناشف، وهو واضع يده على بطنها المنفوخ والتي امتلأت بمرار كل هذه السنين… كم ود لو عقرها ليخرج مافيها من بؤس يذكره بأن غيره من لمسها و اجتاح أرضه . وبغير وعي ارتدت اليه ذاكرته الى ذلك السجن الذي رموه به بعد عشرة أيام من التحقيق والمهانة إذ انتهى به الأمر بالخروج بكفالة من احد زوار السجن لقريب له كان يقبع معه في نفس الزنزانة.. واصطحابه معه الى فرنسا، هو نفسه صاحب المقهى الذي يديره الان… لم تنزاح عيناه عنها كان يود لو انها اخترقت ذلك الزمن المرسوم بسواد الهالات تحت عينيها.. وذلك البؤس الذي ملأ تلك الأخاديد التي رُسمت على وجنتيها الورديتين.. اخبرته كيف انها بحثت عنه كثيرا حتى ذات يوم عندما ظهر تحقيق صحفي وثائقي عن أهم مرافئ العالم وكانت نيس وتلك المقهى المشهورة باغنيتها تتصدر البرنامج… احتضنها ورافقها الى بيته يغمرهما حنين السنين. الان، وانا انظر اليهما.. ما زالت عيونهما تلمع تفيض
بشوق وكأنهما يلتقيان لأول مرة..
لم تكن خيوط الصوف تلك جديرة بأن تضمد شقوق نايه القديم فحسب بل تجمهرت لتخيط كل تلك الجروح الغائرة في أرواحهما
لم ابحث عن أبي، لا اعرف حقا لمَ…… ينتابني شعور بأنانيتي تجاهه، قد يكون تنعمي بفيض الحب الذي يغمرني به زوح أمي كفيل بأن ينسيني إياه
…..

التعليقات مغلقة.