موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

دراسة نقدية تحليلية لقصيدة” عــذراء” للشاعر درويش جبل … نقـد وتحليل أسامـة نـور

494

دراسة نقدية تحليلية لقصيدة” عــذراء” للشاعر درويش جبل …

نقـد وتحليل أسامـة نـور

“الكشف الصوفي …وفلسفة الجمال والإبداع “
دراسة نقدية تحليلية لقصيدة” عــذراء”
للشاعر/ Darwish Gabal ..
نقـد وتحليل / أسامـة نـور

النص:-
“عذراء”
العودُ صَلبٌ لا يزالُ فتيَّا
والقلبُ مِنْ فَرْطِ الحَنَانِ صَبِيَّا

سَبْعُونَ هَمَّا فِى أتُونِ غَرَامِهَا
مَاضِقْتْ يَوْمًا ،ما كَفَفْتُ يَدَيَّا

صِدِيقَةٌ فَاقَتْ حُدَودَ الأصْطِفَاءِ(م)
وَقَلبُها بالحبِ دَامَ نَقِيَّا

مَرَّ الزمانُ بِجِيدِهَا مـرَُ النَسِيمِ(م)
مُقَبِّلَا وَرْدَ الجَبِينِ وَرِيَّا
وَشَقَائقُ النُعمَانِ تَسكنُ خَدَّهَا
بِحَبيبتِى كانَ الإلهُ حَفِيَّا

والعُمرُ يَمضِى كالربيعِ مُصَافِحًا
مَا نَالَ منْ عَبَقِ الأنُوثةِ شَيَّا

سُبحانَ منْ وَهَبَ الوُرودَ نَضَارَةً
أبْقَى الجَمالَ عَلى الشِفَاهِ نَدِيَّا

سَبحانَ من حَفِظَ الجَمَالَ وَزَادَهُ
بِالخَيرِ يَنضَحُ بُكْرَةً وَعَشِيَّا

القلبُ يَخْفِقُ حينَ يلمحُ طيفَهَا
وَأَرَاهُ فى دَفْقِ الغَرَامِ سَخِيَّا

وَالحُسْنُ ! يَالَلحسنِ إنْ هِىَ أشْرَقَتْ
وَبِطَرفِهَا تُلْقِى السَّلامَ عَلَيَّا

مِن شُرْفَةِ البيتِ العتيقِ فَأوْمَأتْ
أنْ ذَاكَ صبحُ قدْ هَدَتْهُ إليَّا

فِى رِقَّةِ الأطْفَالِ تَخْتَلِسُ الرُؤَى
وَالوَجْهُ يُصْبحُ أحْمَراً وَرْدِيَّا

يَهتَاجُ نَبضِى والمشَاعرُ تَرْتَقِى
فَأَخِرُّ مِن حُسْنِ البَهَاءِ بُكِيَّا

والنورُ أَبْرقَ فى العُيونِ وَخِلْتُنِى
فوقَ السحابِ وأَعْتَلِيهِ رُقِيَّا

والروحُ تسبحُ فِى لُجَينِ غَرَامِهَا
كَفَراشةٍ تَهْوَى الرَحِيقَ جَنِيَّا
فِى حَضْرَةِ الوَلَهِ المُعَانِقِ مُهْجَتِى
نَفْسِى تَسَامَتْ فى الغَرَامِ عَلِيَّا

والوحىُ يَنزلُ بالغرامِ كَأننِى
أصبحتُ بينَ العاشقينَ نَبيَّا

لَكنَّها الأقدارُ حَالَتْ بَيْنَنَا
حَكَمتْ عَلينَا لا نَكُونُ سَوِيَّا

فإذَا الزَمَانُ قَدِ ابْتَلانَا عُنْوَةً
إذْ كانَ أمرٌ بالنَّوى مَقْضِيَّا

هَىَ مَريمٌ وَأنَا المَسيحُ وَلَمْ أَزَلْ
فِى بِرِّهَا بينَ الخَلائقِ حَيَّا
………………………………….
كلمات / درويش جبل

———-؛؛؛؛؛؛؛؛———-
**مقدمة :-
إنَّ الإبداع هو التفرد والتميز ، هو الجمع بين المتناقضات في قالب يجمع بين رقي المشاعر ، ورهافة الإحساس ، وبين عمق الفكر والميتافيريقا”
أن يأتي المبدع بما لا يستطيعه الآخرون ..من الجديد الجميل ، الذي يلهبب المشاعر ويثير الذهن .
والشعر هو فن التعبير الذاتي ، مكمن فخار العرب، وزهوهم
وقديمًا قال عنترة بن شداد :-
“هل غادر الشعراء من متردم ….أم هل عرفت الدار بعد توهمِ”
وهنا يكمن التساؤل هل يتوقف الإبداع عند زمان أو مكان أو عند أشخاص دون غيرهم ..
في رأيي لا ..فالإبداع حالة مرتبطة بالطبيعة البشرية …
فطرة فطر الله عليها الخليقة ..منذ القدم ؛لتستمر الحياة
إلى ماشاء الله .
إن المنجز الإبداعي ، يؤسس الحضارة ،ويؤرخ لها ، ولولا الإبداع ..ما عرفنا التاريخ البشري بكل عصوره ..
ومن هنا كان من حق المبدع أن يكتب كيفما شاء ..على الشكل الذي يرتضيه ..شريطة إن يتحقق الإبداع شكلًا ومضمونًا ..وأن يأتي بالجديد الذي يميزه عما سواه .
—–؛؛؛؛؛؛——–
**”في ماهية النص ورمزيته “
إن للعنوان دوره المؤثر في النص ، فلم يعد العنوان مجرد كلمات ،تقال في بدايته ، إنما أصبح جزءًا من النص لا ينفصل عنه ،بل هو عتبة رئيسة من عتباته، وهو نص مصغر يدل على النص الأصلي ، وكلما كان العنوان مؤثرًا في عاطفة المتلقي ويثير فكره ،كان ذلك محفزًا له على قراءة النص واكتشافه..
لهذا ظهر حديثًا ” علم العنونة ” ودراسات كثيرة أشهرها
كتاب عتبات النص ” الناقد الفرنسي جيرار جينت ..وكذلك
دراسات الكاتب الناقد “ليو هويك “
والعنوان في قصيدتنا هو ” عذراء ” كلمة واحدة
جاءت نكرة للتعظيم ، تحمل دلالات جسيدية وروحية عديدة ..
فمن الناحية الجسدية العذراء هي الفتاة البكر التي لم يسبق لها الزواج أو إقامة علاقة جنسية ..أدت إلى فض غشاء البكارة …
كما أن العذراء ترمز للعفة والترفع عن الشهوات ..
ومن الناحية الروحية فترمز إلى الارتقاء الروحي ،والعلو النفسي ، فعذرية الروح صفاؤها ونقاؤها ،والترفع عن الدنايا ..
وأرقى مَن حلمن هذا اللقب ” السيدة مريم ” فقد اقترن بها اللقب ” مريم العذراء ” وقد جمعت السيدة مريم بين عذرية الجسد ،وعذرية الروح .
ومن هنا كان العنوان رغم كونه كلمة واحدة .لكنه يحمل أبعادًا جسدية وروحية ؛ فهو يجمع بين الوجودية الجسدية
وميتافيزيقا الروح .
كما يحمل الرمزية والإسقاط ..فهو رمز العفة والصفاء ..وعلو النفس والمكاشفة الروحية الصوفية في أبهي صورها وأجلها..
وبهذا يجمع العنوان بين التأثير الفكري والعاطفي، ويثير المتلقي لقراءة النص واكتشافه.
——–؛؛؛؛؛؛؛——–
** “من حيث الشكل والموسيقى الخارجية “
كتب الشاعر قصيدته على الشكل العمودي ؛ فهو يلتزم الوزن والقافية . وجاء الوزن على بحر الكامل التام
متفاعلن ..متفاعلن ..متفاعلن
وبحر الكامل من أرق وأعذب البحور الشعرية ، وهو من البحور الصافية ،ويفيض بالمشاعر والجزالة ،
ويتميز بالموسيقى العذبة الجزلة ..التي تلائم .الحالة النفسية وتتجاوب معها ..كما نجد التصريع في البيت الأول :-

“العود صَلبٌ لا يزالُ فتيَّا
والقلبُ مِنْ فَرْطِ الحَنَانِ صَبِيَّا”

وحرف الروي هنا هو الياء وبعدها ألف الإطلاق ..
والياء حرف يتميز بالرشاقة وخفة النطق .ومن صفاته الجهر ،والرخاوة ،والاستفال ،والانفتاح ..والترقيق..
لذلك فهو يعبر عن عمق العواطف والانفعالات ..
كما أنه يدل على التمام والاكتمال والسمو ..والحركة
والتسامي..وهذا يتناسب مع عنوان النص( العذراء)
ومضمونه..
وألف الاطلاق تدل على البعد الفكري والوجداني والتسامي النفسي ..
كما أن الياء والإطلاق لهماجرس موسيقي عذب متصاعد
..
وهكذا فالموسيقى الخارجية ( الوزن والقافية وحرف رويها )
تلائم مضمون النص والحالة الشعورية للشاعر ،ورؤيته ..
———-؛؛؛؛؛؛؛———–
**من حيث “التجربة الشعرية واللغة والمضمون “
يعبر الشاعر عن تجربة شعرية يؤججها الحب العذري ، وتسبح في عوالم الصفاء والنقاء ؛ فهو يرسم صورة للحب
العفيف في أسمى آيات العلا والرفعة ؛فهو حب يسمو بالمحبين ينزلهم منازل الأصفياء ..ويتخذ من العنوان كما أشرنا دلالات على ذلك ..
ويقر الشاعر بسمات محبوبته ..وعلو خصالها فيقول :-

العودُ صَلبٌ لا يزالُ فتيَّا
والقلبُ مِنْ فَرْطِ الحَنَانِ صَبِيَّا

سبعون هَمَّا فِى أتُونِ غَرَامِهَا
مَاضِقْتْ يَوْمًا ،م

صِدِيقَةٌ فَاقَتْ حُدَودَ الأصْطِفَاءِ(م)
وَقَلبُها بالحبِ دَامَ نَقِيَّا

مَرَّ الزمانُ بِجِيدِهَا مـرَُ النَسِيمِ(م)
مُقَبِّلَا وَرْدَ الجَبِينِ وَرِيَّا

وَشَقَائقُ النُعمَانِ تَسكنُ خَدَّهَا
بِحَبيبتِى كانَ الإلهُ حَفِيَّا

والعُمرُ يَمضِى كالربيعِ مُصَافِحًا
مَا نَالَ منْ عَبَقِ الأنُوثةِ شَيَّا
إن مرور الزمن وتقالباته .لم يؤثرا على المحبوبة ..وجمالها الجسدي ،وأنوثتها الطاغية ، كما أنه لم يؤثر على ، روحها الشفافة النقية ،فيجمع الشاعر هنا لمحبوبته الجمال الحسي والمعنوي ..
وقد استخدم التدوير في البيتين الثالث والرابع ..ويدل ذلك على المزامنة والاتصال .
ثم يعدد الشاعر محاسنها ..ونعم الله عليها ،وما حباها به
من جمال الشكل والروح فيقول :-

سَبحانَ من حَفِظَ الجَمَالَ وَزَادَهُ
بِالخَيرِ يَنضَحُ بُكْرَةً وَعَشِيَّا

القلبُ يَخْفِقُ حينَ يلمحُ طيفَهَا
وَأَرَاهُ فى دَفْقِ الغَرَامِ سَخِيَّا

وَالحُسْنُ ! يَالَلحسنِ إنْ هِىَ أشْرَقَتْ
وَبِطَرفِهَا تُلْقِى السَّلامَ عَلَيَّا

مِن شُرْفَةِ البيتِ العتيقِ فَأوْمَأتْ
أنْ ذَاكَ صبحُ قدْ هَدَتْهُ إليَّا

فِى رِقَّةِ الأطْفَالِ تَخْتَلِسُ الرُؤَى
وَالوَجْهُ يُصْبحُ أحْمَراً وَرْدِيَّا
فالحب هنا محفز للشاعر ، له هيبته ووقاره وعذريته، وصفاؤه
فهي الصبح وهي النقاء والحمال، وهي طفلة في البراءة والخجل والحياء ..
فهي صورة ملائكية شفافة ..
ويستمر الشاعر في هذا الوصف ليصل إلى الذوبان في العشق ، وأثر المحبوبة عليه ، وحالة الوجد والشوق ..
فيقول :-
يَهتَاجُ نَبضِى والمشَاعرُ تَرْتَقِى
فَأَخِرُّ مِن حُسْنِ البَهَاءِ بُكِيَّا

والنورُ أَبْرقَ فى العُيونِ وَخِلْتُنِى
فوقَ السحابِ وأَعْتَلِيهِ رُقِيَّا

والروحُ تسبحُ فِى لُجَينِ غَرَامِهَا
كَفَراشةٍ تَهْوَى الرَحِيقَ جَنِيَّا

فِى حَضْرَةِ الوَلَهِ المُعَانِقِ مُهْجَتِى
نَفْسِى تَسَامَتْ فى الغَرَامِ عَلِيَّا

والوحىُ يَنزلُ بالغرامِ كَأننِى
أصبحتُ بينَ العاشقينَ نَبيَّا
هو البكاء في حضرة العشق ، هو النور الذي يشع من عيون حبيبته فيعلو به ..ليصل إلى حد. المكاشفة الصوفية ..
والتسامي النفسي الروحي فيقول :-

“فِى حَضْرَةِ الوَلَهِ المُعَانِقِ مُهْجَتِى
نَفْسِى تَسَامَتْ فى الغَرَامِ عَلِيَّا”
والوحىُ يَنزلُ بالغرامِ كَأننِى
أصبحتُ بينَ العاشقينَ نَبيَّا
إنها ملهمته التي جعلته يسبح في العلا ،

ولكن حاله حال كثير من  العاشقين ، أحداث الدهر ،وتقلباته ..وهذا هو مشيئة الله ، وسنته في الكون 

؛ ليكون هذا الابداع والتماهي ، في العشق والهوى..
فيقول :-
لَكنَّها الأقدارُ حَالَتْ بَيْنَنَا
حَكَمتْ عَلينَا لا نَكُونُ سَوِيَّا

فإذَا الزَمَانُ قَدِ ابْتَلانَا عُنْوَةً
إذْ كانَ أمرٌ بالنَّوى مَقْضِيَّا

هَىَ مَريمٌ وَأنَا المَسيحُ وَلَمْ أَزَلْ
فِى بِرِهَا بينَ الخَلائق حيَّا
لكنه مستمر في الحب والبر ، فهي كمريم رمز الطهارة ،والعذرية والنقاء والصفاء ..
وهو كالمسيح “عيسى عليه السلام ” في مكابدته ومعاناته وآلامه ، وسمو روحه ، فهو رمز المحبة .
ونجد هنا التناص القرآني ،واستلهام التاريخ، واستخدام الرمز في إضفاء صورة الكمال والسمو على هذا الحب العذري ..
ويتناص ذلك مع قول الله سبحانه وتعالى :-
“قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا. وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ” (مريم: 30-34)
ونجد أن الشاعر قد استخدم اللغة الراقية الحية الشفافة
الزاخرة بالدلالات والإيحاء ، واستخدم المفردات التي تعكس عمق المشاعر ،وصفائها .
——–؛؛؛؛؛؛؛———-
** “من حيث الأساليب والصور وفنيات الإبداع “
استخدم الشاعر الشاعر الأسلوب الخبري بكثرة ؛ ليفيد
التقرير والتأكيد ، ويظهر البعدين الجسدي والروحي لمحبوبته..
من ذلك :- العودُ صَلبٌ لا يزالُ فتيَّا/سبعون هَمَّا فِى أتُونِ غَرَامِهَا/صِدِيقَةٌ فَاقَتْ حُدَودَ الأصْطِفَاءِ / وَقَلبُها بالحبِ دَامَ نَقِيَّا/وَأَرَاهُ فى دَفْقِ الغَرَامِ سَخِيَّا/ هَىَ مَريمٌ وَأنَا المَسيحُ وَلَمْ أَزَل/ فِى بِرِهَا بينَ الخَلائق حيَّا..
وقد استخدم الأسلوب الإنساني الصريح في قوله..
يَالَلحسنِ إنْ هِىَ أشْرَقَتْ هو نداء تعجبي ..
وكذلك قوله سبحان من حفظ الجمال للتعجب
ونجد التصوير الذي جعل الحالة شفافة ، ونقلها من السمعي للمرئي..وقد استخدم الشاعر الصور الكلية والجزئية ، التي يتخللها الإيحاء والرمز ..ومن أمثلة ذلك :-
العودُ صَلبٌ لا يزالُ فتيّ / والقلبُ مِنْ فَرْطِ الحَنَانِ صَبِيا/ سبعون هَمَّا فِى أتُونِ غَرَامِها/ مَاضِقْتْ يَوْمًا ،ما كَفَفْتُ يَدَيَّا/صِدِيقَةٌ فَاقَتْ حُدَودَ الأصْطِفَاءِ(م)/ وَقَلبُها بالحبِ دَامَ نَقِيَّا/والنورُ أَبْرقَ فى العُيونِ وَخِلْتُنِى / فوقَ السحابِ وأَعْتَلِيهِ رُقِيَا/والروحُ تسبحُ فِى لُجَينِ غَرَامِها/ كَفَراشةٍ تَهْوَى الرَحِيقَ جَنِيَّا/فِى حَضْرَةِ الوَلَهِ المُعَانِقِ مُهْجَتِى
نَفْسِى تَسَامَتْ فى الغَرَامِ عَلِيَّا
صور رائعة شفافة ..تصور الحالة وتتلائم مع الجو النفسي والشعوري والعاطفي ..
ونجد الصورة الرائعة في قوله :-
“والوحىُ يَنزلُ بالغرامِ كَأننِى
أصبحتُ بينَ العاشقينَ نَبيَّا”
وكذلك نجد الرمز والإسقاط في قوله ” صديقة ” نبيا”
“مريم “” المسيح “
وكذلك نجد التناص ، واستلهام التاريخ كما أشرنا ..
كما نجد الموسيقى الداخلية في تناسق الجمل ، والتصريع في البيت الأول ..كذلك في حسن التقسيم ، والتقديم والتأخير مما جعل النص يزخر بالجمال الموسيقي المتناغم
في حركة وحيوية بامتزاجه مع الموسيقى الخارجية .
———؛؛؛؛؛؛؛؛———
** “المؤثرات الحركية البصرية والبعد الخامس داخل النص “
يزخر النص بالمؤثرات الحركية التي تجعل النص حيويًا
وكأنه كائن حي ..مثل سبعون هَمَّا فِى أتُونِ غَرَامِهَا
مَاضِقْتْ يَوْمًا ،ما كَفَفْتُ يَدَيَّا
وكذلك فِى حَضْرَةِ الوَلَهِ المُعَانِقِ مُهْجَتِى
نَفْسِى تَسَامَتْ فى الغَرَامِ عَلِيَّا”
والوحىُ يَنزلُ بالغرامِ كَأننِى أصبحتُ بينَ العاشقينَ نَبيَّا

هَىَ مَريمٌ وَأنَا المَسيحُ وَلَمْ أَزَلْ
فِى بِرِهَا بينَ الخَلائق حيَّا
وكذلك نجد المؤثرات البصرية في الصورة ..ونقلها من السماعي للمرئي ..واستخدام الضوء كمؤثر خارجي
** ولكن البعد الخامس كان له حضوره في شفافية
وارتقاء بعد تجاوز البعدين الزماني والمكاني ..
فنجد التسامي الروحي للشاعر ومحبوبته
ويظهر ذلك البعد الروحاني والتجلي الصوفي في قوله
والوحىُ يَنزلُ بالغرامِ كَأننِى
أصبحتُ بينَ العاشقينَ نَبيَّا
وفي :-
صِدِيقَةٌ فَاقَتْ حُدَودَ الأصْطِفَاءِ(م)
وَقَلبُها بالحبِ دَامَ نَقِيَّا
وفي :-
هَىَ مَريمٌ وَأنَا المَسيحُ وَلَمْ أَزَلْ
فِى بِرِهَا بينَ الخَلائق حيَّا
———؛؛؛؛؛؛———
تبقي ما يلي :-
**الشاعر يتمتع بالدقة وبالسلاسة اللغوية ..ولكنه استخدم كلمة “الورود “في البيت السابع جمعًا لكلمة “وَرْدة” وهذا غير صحيح ؛فكلمة” ورْدة .” تجمع على. وَرْد..و وِراد….
أما “ورود “فهي مصدر لكلمة( وَرَدَ )بمعنى بمعنى أتى المكان
لغاية مثل ورود الماد أي إتيانه..
وكذلك” ورود ” جمع لكمة” وِرْد” بمعنى تخصيص وقت لعمل معين .
** لجأ الشاعر للضرورة الشعرية في صرف مالا يصرف
بتنوين مريم ( مريمٌ) وهو جائز في الشعر غير أن هناك مَن لا يحبذه
———-؛؛؛؛؛؛———-
نص جميل محلق في الصفاء والروحانية ، والكشف الصوفي
يزخر بفنيات البلاغة والإبداع …
يتسم بالحركة والتناغم الصوتي ..والأبعاد الأدبية
يتماس مع الآخر ..تحقق فيه الإبداع والإمتاع..
تحياتي أسامـة نــور

التعليقات مغلقة.