دردشة على باب مصر
ألف ليلة وليلة إبداع على باب مصر”الليلة السادسة”
عندما يأتي المساء نبدأ ورشتنا الأدبية في شعبة العامية
وكانت ورشتنا أمس مع نص العامية :
” حداد على غصون الشجر “
“حداد على غصون الشجر “للشاعر الأستاذ :
مدحت رياض. :
كل الحكايةان الخريف
كان حجة لسقوط الورق
فالغصن بتفارقه الحياة
ما الوردة لما بتنقطف
مغصوبة روحها بتنخطف
ما تفيدش آه
غرقان في بحر من الألم
وأنتِ بترمي بعيد أوي
طوق النجاة
لا قدرت بالعوم ألحقه
ولا عمري لو قدري ابتدى
بالخطوة ممكن هسبقه
كل الحكاية في دنيتي
إن الخريف كان حجة
لسقوط الورق
من لحظة الحرمان بدأ
دقت طبولك للبعاد
والجرح زاد
مبقتش أصدق في العيون
أي اعتذار
ما الآهة جوة الجرح
زودتيها نار
جاتلك مواسم للخريف
من قبلها
بس الورق
كان لسه ماسك في الشجر
ولا الشجر فجأة انتحر؟؟
ولا المواسم غيرت شكل القدر؟؟
ولا الخريف اللي انطلق
يعلن رحيل كل الورق ؟؟
أو دوري محسوم في الغرق؟؟
سيف الربيع سرقه السفر
والثورة في غضون الشجر
بتنادي بسقوط المطر
بس الورود مبقتش
تسمح الندي
ينزل مع الفجر
اللي لامس خدها
مبقتش تفرق بعدها
نتيجة واحدة كلها
إعلان حداد
على كل أوراق الشجر
القراءات النقدية التي قدمها السادة الشعراء الأكارم
حول النص كانت كالتالي.
تعليق الأستاذ الشاعر عبد السلام عبد النبي
أستاذ مدحت بعد التحية
صدقني أنك قد قمت بصياغه كلمات هذا النص بحرفيه شديده
والصور الجماليه والتشبيهات فوق الوصف مثال
غرقان في بحرمن الألم
وأنت بترمي بعيد قوي
طوق النجاة.
تعليق الشاعر الأستاذ
وائل هيبة :
مدحت رياض فجر طاقات
وكتب في أنواع الغزل
مدحت رياض بكى البنات
في الشعر عمره ميبتزل
وكانه ترزي بتوب جميل
من خيط حرير فوقه اتغزل
صور رائعة معنى عميق يحير القارئ
عن المقصد الحقيقي لمعاني القصيدة
فيفهمها القارئ باسقاطه الذي يريده وهذا هو جمال الشعر.
تعليق الشاعرة الأستاذة
مايسة إمام إبراهيم :
ولا عمري لو قدرت ابتدى بالخطوة هسبقه تعبير يوحي بالإيمان الشديد.
الوردة لما بتتقطف مغصوبة تعبير يدل على القهر.
المواسم غيرت شكل القدر تعبير يشير لمدى القسوة.
الأستاذ كاتب النص له رؤية بعيدة ومساحة العمل أكبر بكتير من كلماته تسمح للمتلقي بالحرية في التفسير فتحية له.
تعليق الشاعرة الأستاذة
عبير عبد المنعم
هذه قصيدة تنحني لها الأقلام أولا..
ثانيا.. أنقد فيها أيه غير قولا واحدا فصل .. الله وكفى..
مبدع من البدء حتى الختام
سيف الربيع سرقه السفر
ااقول أيه واعيد أيه وانا
كل اللي فات من عمرها
مكتوب على ورق الشجر
فيهم اللي عايش لسه بسلام
وكتير خريفه جه وانتحر
انا اللي ببني في ورد عمري
وِرد السطور مني اتكسر
ياحلم ضاقت بيه الليالي
في كلمة حداد مات وانحسر
أستاذ مدحت يعظم علي لمسها وخدشها فهي ليست قصيدة إنما فراشة من نور.
تعليق الشاعرة الأستاذة
أسماء البيطار :
مش عارفة حسه البيت ده لو قرأته
ما الغصن بتفارقة الحياة
لما الوردة بتنقطف .
حسه الفاء وقفتي في الكلام
تعليق الشاعر الأستاذ
خالد الحمصي. :
تسمح للندي أفضل.
واكتب علي جدار الامل
كتر الدموع آخرتها اه
تعليق الشاعرة الأستاذة
سيدة القصاص :
ليه كده يا ا. مدحت …ليه قفلت الطريق
مش شايفة حاجة أمسكها على النص.
*ولا الفجر فجأة انتحر….صورة حلوة
- الفجر اللي لامس خدها…كذلك حلوة
- سيف الربيع سرقه الشعر….صورة جميلة
- دقت طبولك للبعاد،
وكأن البعاد حرب على القلب
تعليق الشاعرة الدكتورة ريهان القمري
ترى هل الخريف كان هو الحجة لسقوط الورق ؟
أرى أن الشاعر في هذا النص يحاور أن يشق عباب المحاذير جميعها
هل إلقاء اللوم على الخريف كان كافيا للخروج من الحالة التي سكنت قلم الشاعر و هو يكتب هذه القصيدة ليخرج بها من حالة شخصية بإسقاط عام رأيته في الوطن بنهاية القصيد
هناك العديد من الصور البلاغية الخاطفة للنبضات و منها :
•ما الوردة لما بتنقطف مغصوبة
روحها بتنخطف
هنا يلامس الشاعر حد الموات للزهور بقمة الرشاقة التعبيرية
•لما المواسم غيرت شكل القدر
صورة مرعبة لقارئها
•سيف الربيع سرقه السفر
ترى أي سفر هذا ؟
خاصة بعدما أعلن الشاعر أن الثورة في غصون الشجر؟
•الورود مبقتش تسمح للندى
ما هذا التعبير الرهيب الذي جعل الحداد هو الخيار الأوحد ؟
رأيي أن هذا النص عميق للغاية و له عدة أبعاد و أستطيع أن أتلمس بعده الرابع من بين الحروف
أستاذ مدحت رياض
أبدعت حد الإشباع
تعليق الشاعر الأستاذ
مدحت رياض
كل كلمات السعادة لا تصف حالتي الآن
تفاعل وروعة وانصهار بين نخبة من أروع من قابلت
شكرا من القلب لكل من شارك نقدا ومدحا وشعرا
استاذتنا سيدة القصاص
استاذ عبد السلام
استاذة اسماء
استاذة عبير
استاذة مايسة
استاذ وائل
استاذ خالد
دكتور وليد
دكتورة ريهان القمري
ارجو استاذة سيدة لو نسيت حد تفكرني
دكتور وليد حضرتك حللت النص كانك كاتبه بالظبط
حضرتك بتشرح تفصيلا احساسي بالقصيدة وقت كتابتها
الله عليك أضفت للنص جمالا وروعة
قراءة واعية شفافة استطعت كناقد ان تنفذ عبر الزمن وتقرأ لحظة الكتابة
شكرا من القلب
الرؤية النقدية النهائية للنص
للناقد البارع والكاتب المبدع
د. وليد مجدي :
أرى أن الشاعر مدحت رياض قد وصل من النضج الأدبي للتحول من مرحلة البحث عن الذات والصورة الشعرية إلى الفلسفة والتجريب والبحث عن أسباب غير مألوفة للأمور، و يتضح ذلك جلياً في بداية القصيدة حين تحدث عن سبب سقوط الأوراق أو الفراق الحادث بينها و بين الغصون، متحدياً بذلك القوانين الفيزيائية متعمقاً في غوصه بحثاً عن السبب الحقيقى، فالخريف ليس المسبب ولكنها الأوراق هي من أرادت الفراق :
- كل الحكاية إن الخريف كان حجة لسقوط الورق
ثم يتحول من السبب الفلسفي إلى النتيجة ( فالغصن بتفارقه الحياة).
ومن القاعدة البسيطة إلى التعميم، فيطبق ما استنتجه على جميع حالات الفراق و على حياته من أولها و سقوط العلاقات ( كل الحكاية في دنيتي ان الخريف كان حجة لسقوط الورق).
و من النتيجة البسيطة موت الغصن إلى النتيجة المركبة و هي موت الصدق والعلاقات (مبقتش اصدق في العيون أي اعتذار)
أما ما رأيته خلف النص كان يقينا لا يصدق، فالبرغم من هدم الشاعر للسب الفيزيائي لسقوط الأوراق إلا أنه مازال معتقداً في قوانين الميكانيكا بفرعيها.
فرعها الأول الديناميكا و هي دراسة الحركة حين تسقط الأوراق و تتحرك من أعلي الغصن إلى القاع حيث اختارت أن تنتمي.
والفرع الثاني الاستاتيكا وهي دراسة السكون وفيها تستقر جميع الأمور إلي نتيجة واحدة (نتيجة واحدة كلها)
أما عن ما رأيته من ضعف فهو لا يذكر.
أولاً كلمة في يتم تحويلها لحرف الفاء لتسهيل النطق وكمثال على ذلك (مبقتش اصدق في العيون أي اعتذار) تكون (مبقتش اصدق ف العيون أي اعتذار)
ثانيا جملة:
من لحظة الحرمان بدأ
فيها كسر واضح يرجي تعديلها بحرفيتك المعتادة.
نهاية أقول لك
دمت شاعراً، دمت مبدعاً، دمت صديقي.
إلى هنا انتهت مراسم الليلة السادسة
من ليالي ألف ليلة وليلة عامية على باب مصر
على أمل اللقاء في تمام الثامنة مساء السبت
الموافق : ١١١٢٠٢٠ يناير مع نص عامية جديد للشاعر الأستاذ
ا. عبد السلام عبد النبي ،آملين من الله التوفيق والرشاد
من خلال :
دردشة على باب مصر
تحياتي
سيدة القصاص
التعليقات مغلقة.