دردشة على باب مصر
ألف ليلة وليلة إبداع على باب مصر الحلقة الثانية عشر
تقدمها لكم الأستاذة سيدة القصاص
كلما يأتي المساء نبدأ ورشتنا الأدبية لشعر العامية
على جروب شعبة العامية
في ليلة من ألف ليلة وليلة عامية على باب مصر
وهكذا… ورشتنا الليلة
مولاي القارئ الهمام ،سلام عليك سلام ،أتيت لك بكأس المُدام؛
في هذا المساء الذي يحفه الوئام ؛وحكايتي الليلة عن :
نص شعر عامية لمبدع رسام، يرسم الكلمة لحن كأنها الأنغام.
مع الليلة الثانية عشر
والفنان الكاتب والناقد الشاعر :
د. وليد مجدي ونصه :
( على لوحة حب )
على لوحة حب نص للدكتور وليد مجدي
ف معادلة كيميا
على السبورة
على هامش لوحة
ف اخر الفصل
على تختة اول تلميذ
ف الصف التاني
شخابيط مرسومة
أقلع نضَّارتي
أدوَّر تاني
أتأكد يمكن أكون غلطان
هي الشخابيط
تتجمع كل خطوط اللوحة
يتحول كل كلامها أغاني
يتحول كل الفصل
غُنا و زغاريد
و تمد الكلمة الأولى ايديها
يلمسها جبيني
يتسقَّط كل الدم الناشف
و يدق القلب بغنوة جديدة
على لوحة حُب
على قهوة مُسعد
مع آخر شفطة
ف فنجان القهوة المظبوطة
مع صوت الست ف غنوتها
الهوى غلاب
مع هيصة كل القاعدين
مع إني مابينهم
متعلق فكري بشئ واحد
مربوط ف ايديكي
متعلق بأغاني الأطفال
قعدتنا زمان
علي عتبة بيتنا
أحلامنا الساذجة
مع إني…
مش أول عصفور ف الدنيا
من غير جناحين
وليد مجدي.
إليكم القراءات النقدية حول النص للسادة الشعراء الأفاضل
على التوالي…يتبعه الرؤية النهائية للكاتب الشاعر :
ا. مدحت رياض .
الشاعر
ا. عبد السلام عبد النبي :
سيدي وليد بك اخذتني بومضاتك الشعريه الي عالمك المتغير مابين المدرس المتفحص لشخابيط الاولادالياللوحه المرسومهبخطوط رسم الاولادثمتبحر بي الي عالم حيثمقهي مسعدوفنجان القهوهواغاني السيده ام كلثوم
وخروجك من هذا العالم الي عالم اخر وهو التعلق باغاني الاطفال المفقودة علي عتبات البيت واعتبار
الختام بعباره
مع اني
مش اول عصفور في الدنيا
من غير جناحين
هذا الاسقاط الذي اختتم به هذه القصاصات التي اخذتني الي عالمك ساعه اراك تكتب فنتازيا واخري اراك متعمق في كتابه امور مجرده
صديقي يامن اخذت فكري الي عالمك الذي ترسمه بريشه فنان يرسم لوحاته بتعمق تحياتي
الشاعر
ا. وائل هيبة
جميل جداً يا دكتور للأسف الناقد المحترف مجاش
الصور جميلة واستحضار الزمن رائع جدا ادخلنا في أحداث وكأنها مرئية للقارئ ولكني لم استسغ كلمة الدم الناشف.
الدكتور
محمد عبد النبي :
استوعبت من القصيدة أن بها فلسفة لكن ماذا يريد أن يقول من خلالها فلم أستوعب ولكن أحسست انها منافسة مع أشخاص معينة.
الله ينور د. وليد .. بالإلقاء أوضح.
الشاعرة
ا. عبير عبد المنعم :
المكان مدرسة..
الزمن حصة كيميا
الكاتب مدرس كيميا تفاعلات..
يربط كل مادة بأخرى ليستخلص شيئا. اخر..
تفاعلات الاتموسفير مع حالته..
جعلته يخلع نظارته ليتأكد من نتيجة التفاعل..
تتحول الشخابيط في ثلاثية رمزية معادلة كيميا على هامش لوحة في اخر الفصل على تختة اول تلميذ..يتحول الفصل إلى أغاني حيث نغم والحان الحروف وكأنها دوو ري مي فا صو لا سي دو فنسمع أغاني تتساقط فوق جبينه فيسقط الدم الناشف .. وعادة هو الذي يحول دون الرؤية .. فيرى يرى بقلبه ما ترجمته روحه..غنوة حب..
ولي عودة مع رائعة الليلة والرائع الدكتور وليد
أعودُ للرائعة ( على لوحة حب)
تكرار مفردات بعينها يحدد حالة الكتاب بين الماضي والحاضر وهو مكانه يدور ٣٦٠ من. نقطة واحدة الفصل الثاني الابتدائي
وتلك المفردات هي..
(ف اخر الفصل ) ( أول تلميذ)
(أدور تاني) ( أتأكد يمكن)
مما خلق لهفة للقاريء وشغفا كي يتابع ويبحث معه
وتكرار كلمة على على يدل على توليفة الأحداث كتوليفة التجارب والتفاعلات .. وايضا موسيقي داخلية رائعة راقية ولي عودة ” على قهوة مسعد” :
هنا خرجت من اتموسفير لاخر.. نقلة أضاعتني .. اقرها الكاتب..
بناء على ملازمة الحالة حتى بعدما غادر حصة الكيمياء.. (وف اخر شفطة ) والتي تولي متذوق القهوة صحوة أشواق..ولحظة صمت لان الفنجان سيغادر يده.. الهوى غلاب والست مع هيصة كل القاعدين.. توليفة اخرى ورغم ان مواد التفاعلات اختلفت الا انه مازال هو هو قارورة التفاعلات.. لينسى كل هذا وفكره هناك فقط مع شاشة عرض خياله والاغاني والشخابيط واحلامنا الساذجة..لم لم يقل الجميلة.. هل لانه مر العمر وعرفنا انه الواقع وفقط ومع قفلة النص والدهشة
(مع إني مش أول عصفور ف الدنيا من غير جناحين)
نعم ولن تكون اخر عصفور كلنا نحمل الاجنحة في طيات الواقع تحاول لكن دون جدوى..
شكرا لهذه الروعة والجمال..
أما عن العنوان: فهو أجنحة النص التي طار بها إلينا ..
(على لوحة حب)
تقبلوا تحياتي
الشاعرة
ا. أسماء البيطار. :
اولا النص محتاج تعمق في القراءة كي تُفك رموزه و شفراته التي وضعها الكاتب بأحتراف جعلني اقرأه عشرات المرات ليس غباء و لكنه محترف .
أما عن جزء ..
يسقط كل الدم الناشف ؟!
ليه مش الهم مثلاً خصوصًا بعدها دقة قلب و غنوة و حاجات حلوة ؟!
لأن الدم بطبعه منظر مؤذي للعين
و كريه للنفس إذا جف .
أما عن رؤيتي المتواضعة للنص إن لم اكن مخطئه
أن الشاعر ظل فترة طويلة في مرحلة محلك سر حياتة شبه راكده يخلع النظارة ليتأكد فيجدها كما هي .
فيعود لأحلامه التي ترسم له السعادة و الفرح و الزغاريد .
و يعود ليسمع الست و هواه في الأحلام التي دائما تغلبه فما زالت أحلامه بكر في مرحلة الطفولة على عتابات البيت و اغاني الأطفال .
تحياتي لحضرتك د/ وليد و اتمنى أن اكون فهمت جزء من المقصود
الشاعرة
ا. زينب عبد الكريم ( أمل البيلسان ) :
قصيدة سردية رائعة اخذتني الى ذلك الصف وذكرياته الجميلة كما اخذت الشاعر نفسه . صورة جميلة استطاع الشاعر ان يتخلل من خلالها الى مكامن القاريء فتلك السبورة ومعادلة الكيميا والرحلة الاولى رمزيات اجاد الشاعر استخدامها وتوظيفها
في نقل تاثير الحب على الاشياء الجامدة وتحويلها الي اشياء حية ملؤها جمالا وبهجة حتي انها نطقت وتغنت للحب
(تتجمع كل خطوط اللوحة
يتحول كل كلامها أغاني
يتحول كل الفصل
غُنا و زغاريد)
ولم يتوقف تاثيره عند هذا الحد بل تعداه الى قلبه ودمه االناشف الذي استعار الشاعر بتركيبته..(يتسقط كل الدم الناشف) هذه ليعبر عن حالة البرود العاطفي الذي كان مخيما عليه .حيث تحول الى قلب نابض
بدم جديد يتغنى بالحب
( يتسقَّط كل الدم الناشف
و يدق القلب بغنوة جديدة
على لوحة حُب )
لكن تبقى في النهاية هي مجرد ذكريات
تنتهي عند حدود المقهي واغنية الست
التي حددها بالهوي غلاب التي ترمز الي لوعة الحب ومرارة الهجران وكأنه يلخصها في كلمة (وعلى المكتوب.ميفيدش ندم)
ثم يرجع ليواسي نفسه ان الخسارة واردة
حتى في الحب( مع اني مش أول عصفور ف الدنيا من غير جناحين)موضحا حالة العجز لكثير من الشباب الذي يخسرون احلامهم وحبهم لعجز مادي او حتي معنوي…
حقا صورة رائعة رسمت باتقان بانامل فنان متمرس
كل التحايا لك استاذ.
الشاعرة
ا. سيدة القصاص :
أنا كشاعرة بوجهة نظري الفقيرة أرى أن النص هذا :
شعر حداثي رائع ؛ ومن أهم شعراء الحداثة :
نازك الملائكة
بدر السياب
أبو القاسم الشابي وغيرهم الكثير لا تتسع الساحة هنا لذكرهم.
أما الشخابيط هذه :
برؤيتي هي خريطة الآمال الدفينة التي كان يبحث لها الشاعر عن منفذ….
والتلميذ الأول هذا الذي في الصف الثاني
ما زال محبوس في زنزانة أحلامه وآماله
يهيأ لي أنه ( محشور ) في عنق زجاجة
ورغم أنه الأول إلا أنه مازال ف الصف الثاني اجتماعيا
ماشاء الله رمزية فوق الرائعة.
اما اللوحة التي كان على هامشها الشخابيط كما ذكر الشاعر
ما هي إلا صورة الحياة او النموذج للحياة التي كان يتمناها ورسم بها آماله
يالا وجع القلب الذي بهذه الصورة الباكية
الله عليك قلم يرتدي فكر تنويري.
أما قول الشاعر :
أقلع نضارتي
أدور تاني
أتأكد يمكن أكون غلطان
هي الشخابيط
هذه صورة عالية الجودة
الشاعر ليس مستوعبا فكرة التمييز العنصري المجتمعي…وحالة التضاد الشاذة التي يوصم بها مجتمعه…بأن أهل الصف الأول منزلة وعلما وقدرا يُنَحون جانبا ويتربع على عرش الصورة الرويبضة والعالة المتسلقين.
نضَّارته هذه هي أداة تعجبه واشمئزازه
من تلك الأحوال…ويلف يلف…ويقدم
ركائز وتفاعلات ويمتطي جواد العلم والحلم ولكن يجد نفسه محلك سر.
ما هذه العظمة ما هذه الرمزية؟
هذا النص يلبس ثوبا رمزيا كالجوخ.
النص غني بالصور البلاغية والمعاني المتوارية التي ربما لا تبدو للقارئ بل يجب أن يستشفها.
أحسنت ياشاعر والله إن لك باع عال في الإبداع .
تحياتي لحضرتك.
الشاعرة الدكتورة
ريهان القمري :
الفجوة الزمنية العميقة بين بين الصف الثاني و تختة أول تلميذ
و قهوة مسعد تختصر حياة
و تضغط العمر بين السبابة و الوسطى لكنها أيضا تستحث فضول القارئ و تجعله نهما ظمئا للمزيد من التفاصيل التي تعمد الشاعر ان يخفيها و يظهر القليل من علاماتها مداعبا خيال القارئ ليأتي بالمزيد بل يتركه هو يقود المعنى بخياله حيثما يريد.
رؤية صاحب النص الكاتب الكبير والناقد
د. وليد مجدي:
فكرت كثيراً كيف أشكركم، كيف لي أن أصف سعادتي بكم، فلم أجد ما يكفيكم.
كنتم كفراشات رقيقة، رأيتم الكلمات كما لم يراها أحد، ما بين غوص في أعماق النص و دلالاته و ما بين تحليق في فضاء الشخصية و المشاعر و المكنونات.
أقول أنكم رأيتم القصيدة كبشر يتفاعلون و يشعرون، رأيتم القصيدة بإنسانيتكم التي ليس لها حدود لمستم في عقلي الأفكار و تحسستم مشاعري أثناء الكتابة فأخذتموني من يدي و ارتحلتم إلي ماض ولى، في زمن كتبتها فيه منذ ما يزيد عن عشرين عاماً.
أعدتموني إلى روحي التي أكهلها الزمن و رسم في نبضاتها تجاعيده.
كيف أشكركم و قد ابتعدتم بي عن جمود النقد الأكاديمي إلى رقة الاحساس و دقة الرؤية و تعمق الفكر والتحليل.
لن يكفيني أن أشكر كل منكم باسمه، بل سأكتفي بقولي :
أحبكم في الله، دمتم لي أهلاً و أصدقاء و معلمين و أقماراً ونجوم استرشد بها أينما ارتحلت
الرؤية النقدية للشاعر المبدع
ا. مدحت رياض :
بما انني البس عباءة الناقد الليلة فاسمح لي ان البسك عباءة الشاعر التي تستحقها دكتور وليد
رؤيتي أن
الشاعر في هذا النص تميز بالاهتمام بعنصر المكان
وهذا مما يحمد للنص والشاعر فالبداية تنقل القارئ عنوة للمكان الذي تجلس فيه أفكار الشاعر
ثم لا تلبس ان تتحسس المكان وأبعاده فيدفعك دفعا لا يخلو من فضولك انت
لركن بعينه يصوره ومنه تبدأ الأحداث
الربط بين أشياء بالعادة غير مرتبطة لكنك تستسيغها في طيات النص
الشخابيط المعادلة
الشخابيط الاغاني
لوحة الكيمياء الزغاريد
عبقرية الشاعر في الربط جعلت كل شئ برغم الاختلاف مقبول وليس فقط بل ويسرع القارئ متطلعا لتالي الأبيات ويستمتع بالمزيج الرائع
جزئية الكلمة الاولي تمد ايديها ولمس الجبين
سقوط الدم
جزئية روحانية او صوفية لانها تحوي إسقاط لاسلوب علاج بخروج الدم الفاسد وعودة الحيوية والطبيعية للجسم
اعتقد ده اللي وصلني منها كقارئ قبل اي نظرة نقدية
العشق في الجزئية الأخيرة
القهوة وام كلثوم والغنوة بعينها
صخب المجاورين الانفصال عن الواقع
كرغبة في الوحدة بظاهرها
وباطنها أنه ليس وحيدا فبرغم الجو السابق بصخبه واغانيه العاطفية
واعتقاد أن الشاعر في حالة هيام
يصدمك تعلقه بأغاني الأطفال
وتلك العبقرية أعادتنا للنقطة الأولى والصف الثاني والشخابيط
بربط رائع وسلاسة الانتقال في فضاء زمني شاسع في لحظات
اعتقد أن الشاعر يعبر بومضات وتلميحات فقط عن مكنون كبير في داخل الروح ولكن بذكاء تركها للقارئ يسبح مع الشاعر بخياله وكل على ليلاه
النص رائع والفكرة مدهشة والسرد برغم تناقضات لفظية مرتب ترتيبا لا يخلو من التشويق والرغبة في الا تنتهي القصيدة
أبدعت شاعرنا الجميل واخي الحبيب.
إلى هنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح…
مولاي القارئ :
قد انتهت الليلة الحادية عشر من ألف ليلة وليلة عامية على باب مصر شاكرين الشاعر د. وليد مجدي علي سعة صدره.
على أمل اللقاء في ليلة أخري لشاعر آخر بنص جديد
والليلة الثانية عشر من ليالي ألف ليلة وليلة على باب مصر.
في
دردشة على باب مصر.
مع تحيات : سيدة القصاص.
التعليقات مغلقة.