دردشة على باب مصر تديرها الأستاذة سيدة القصاص “اللقاء الرابع “
هيا بنا نتتبع بشوق ما حدث من تدارس وتناقش
حول “نص” الليلة في ورشتنا الأدبية لشعر العامية.
كان تحت مقصلة النقد :
نص :
” عروسة البحور “
للشاعرة القديرة الدكتورة
ريهان القمري.
“عروسة البحور”
ضفايرك تنادي على الفجر يضوي
يدوِّب نسيمه بشمس البكور ْ
و يضحك لبحرك و يحضن سماكي
يزين هدومك زمرد و نورْ
و يحلف ببسمةْ ولمسةْ لموجك
و ضمةْ حنونةْ لقلب الصخور ْ
ألِفّ الشوارع وريحةْ نسيمكْ
مباخر بتسقي لروحي البخورْ
أنادي الشوارع ، أكلم طفولتي
ويومي و أمسي ؛ لنفسي أزورْ
على الشط ببني و من يوم ولادتي
مساجد ، كنايس ، ممالك ،قصورْ
وأسكن بروحي فتسكن جروحي
و أبذر جناين و تطرح زهور ْ
سنيني قضيتها بعيدة و لكن
ببحرك وطن يا أراضي البدور ْ
رمالك بتحضن شذى ذكرياتي
حكاوي تزود لعمري عصورْ
و ريحة الأماكن تأذِّن بقلبي
وتفرض بدربي صلاةْ و طهور ْ
بغني و بعزف لعينك ، لرمشك
و شكلك ،و رسمك ، عروسة البحورْ
بحبك و مهما بعدني زماني
هيفضل بقلبي هواكي يدور ْ
بحبك و إسمك بقلبي تملِّي
أنا من شذاكي بكل العطورْ
/ريهان القمري/
……………………
والآن مع قراءات للنص من السادة الشعراء
الذين شرفونا في ورشة الليلة..
تعليق الشاعر الأستاذ مدحت رياض :
النص في مجمله رووووووعة
وأنا كقارئ يحسبها بموسيقى النص
تقريبا كله متوازن باستثناء
سنيني قضيتها بعيدة ولكن
ببحرك وطن
حاسسها وقفت الموسيقى
أنا الصور البلاغية والتشبيهات ولا أروع يا دكتورة
اسكندرية عشقنا كلنا مفيش حد مكتبلهاش
أبدعتي.
………………
تعليق الشاعر الأستاذ عبد السلام عبد النبي :
حقا الاسكندريه تستحق كل هذا الحديث الطيب سلمت يداك د ريهان…
اسكندريه يا عظيمه
يا ضحكه صافيه
علي مر العصور
يا بسمه حلوه
يا كريمه
يا زهره ناديه
وارض تشع نور
مدي ايديكي
احضنيني
ايا ست الحبايب
صدرك حنين
طببيني
انا ابنك ولكن
ولكن كنت غايب
نفسي اغني لك
واغني
نفسي اظهر
ابتسامه
كلمه واحده
من شفايفك
تبقي في عيوني
علامه
علامه حب.
مرسومه
علي صدري
وجوا القلب
منحوته علامة
…………..
تعليق الشاعر الأستاذ خالد الحمصي :
إبداع فوق العادة.
………………
تعليق الشاعرة الأستاذة عبير عبد المنعم :
ألف الشوارع وريحة نسيمك مباخر بتسقي لروحي البخور.. أي صورة هذه أجمل من الجمال والروعة.. أنسنة الشوارع وهي تطفي عليها صفة السمع فتنادي عليها.. هذه العامية الأقرب لأن تكون فصحى او ما نطلق عليها العامية المهذبة الراقية.. قصيدة من طراز راقي وأكمل معكم فيها نجمع درها
وأسكن بروحي.. فتسكن جروحي.. صوفية المعنى دليل العشق لا الحب فقط…وريحة الأماكن تأذن بقلبي ..جعلت القلب منبرا ورائحة الاماكن مؤذن فيا طهر المنبر والمؤذن..
التناغم بين عطرها وعطرك وأن كلك منها وكلها منك فهذا انما هو تمام التماهي وهو من الوصف للعشاق حد الغرام .. دكتورة قصيدتك بريئة طبيعية من القلب لذا فهو للقلب أسعدك الله دائما
…………………
تعليق الشاعرة الأستاذة أسماء البيطار :
الف الشوارع و ريحة نسيمك بتسقي لروحي البخور
و لا اروع حاجة كده تشد القلب حنين
اكلم طفولتي و يومي و امسي . (لنفسي ازور ) دي مش مستوعبها بس يعني ايه في اللي قبلها و اللي بعدها حاسه اني وقفت شويه عندها
الف الشوارع و ريحة نسيمك مباخر بتسقي لروحي البخور
من أروع الجُمل اللي اتكتبت بقرأ النص و برجع اقرأها تاني و تالت فيها تصوف راااقي و جميل.
………………..
تعليق الشاعرة الأستاذة سيدة القصاص :
النص مناسب الحجم
صوره البلاغية روووعة
وزنه مضبوط.. جميل
إلا :
*ببحرك وطن يا اراضي البدور
*وتفرض بدربي صلاة وطهور.
……………………
تعليق الشاعرة صاحبة النص
د. ريهان القمري :
- شكرا جزيلا أساتذتنا الكرام على هذا النقد المكثف لهذا العمل القريب جدا من قلبي
فقد قرأتم بين طياته ما تفيض به الروح من عشق لمدينتي الساحرة و صديقى “البحر “ - و شكر خاص للأستاذة عبير على التنويه اللغوي الخاص بكلمة (شذا ) جزاك الله ألف ألف خير حبيبتي
أما الهنات التي اتفقتم عليها جميعا فأنتم أدرى مني بها لأني؛ كما أشرت صادقة أني فعلا غير متمكنة من اللهجة العامية بالقدر الذي يجعلني أخوض في كتابتها بحرية ؛
أو بمعنى أدق فإني أكتبها على استحياء .
سعيدة جدا بتواجدي معكم المجموعة الأقرب إلى قلبي
بارك الله فيكم أحبتي
*و شكرا جزيلا للناقد المحترف دكتور وليد الذي شق عباب القصيد بكل مهارة - أما الأستاذة سيدة القصاص فإني أقف عاجزة الشكر امام اصرارها على اقامة المناقشة في موعدها رغم ظروفها الأسرية الصعبة التي أحيطت بحالة وفاة
- شكرا أستاذة اسماء البيطار ذات الشغف المعرفي العالي و الحضور الرشيق
- و شكرا للشاعر مدحت متعدد الصور و الكتابات أسعدتني مداخلته جدا
- وشكرا للأستاذ النبيل عبد السلام عبد النبي الذي حضر معنا رغم انشغاله الشديد
- أخيرا شكري للأستاذ خالد الذي تفاعل معنا في اول يوم له بالمجموعة.
خالص تحايا الود و التقدير لكم اسرة العامية على باب مصر.
والآن الرؤية النقدية للدكتور وليد مجدي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل علي محمد و علي آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد
عروسة البحور
وتحول إلي نص حداثي بكل ما تحمل الكلمة من معاني
فطوال القصيدة لن تجد كلمة الاسكندرية و لكنك ستدرك أنك حقاً بين رمال شواطئها.
فبالترميز البسيط الذي لا يجهد المتلقي تتحرك د. ريهان في خفة مداعبة عقل القارئ كما داعبت خياله و مشاعره تماماً متمايلة بين صور شعرية فائقة الروعة، فكرت كثيراً كيف استطاعت أن تكسر الجمود بأن تأتي بصور بكر جديدة مبدعة وهي تتحدث عن مدينة داعبت وجدان الكثيرين من الشعراء قبلها ولكني مع التوغل بين سطور القصيدة عرفت.
فكان المنظور الذي تناولته الشاعرة هو سبب الاختلاف
فاستغلت العنوان و هو الإسم الشائع للاسكندرية واستخدمته الإستخدام الأمثل في تصويرها لها و تجسيدها و شخصنتها في صورة بشرية (صورة عروس البحور)
مابين (ضفايرك – هدومك) كانت البداية الكاسرة للجمود
و مروراً بصور بكر لا تنبع إلا من شاعر محترف :
وضمة حنونة لقلب الصخور
مباخر بتسقي لروحي البخور
أنادي الشوارع
أسكن بروحي فتسكن جروحي
وهكذا طوال النص
ولكن لي توقف عند بعض الصور بعينها مثل :
بضمة حنونة لقلب الصخور
حين يجتمع الصلب مع اللين
الصخر والحنان تتحسد صورة ولا أروع.
و ريحة الأماكن تأذن بدربي
وهنا صورة صوفية ولا أروع
وهو ما لاحظته ا. عبير في تعليقها
أما عن الشاعرة
فحقيقة قد استخلصت نقطة هامة تميز كتاباتها بعيد عن الشاعرية و اللغة ولكن عن الفكر أتحدث
فالوطن عندها ساكن ومسكون، مسكون بذكرياتنا وأرواحنا و ساكن في قلوبنا و عقولنا :
-وأسكن بروحي فتسكن جروحي
-ويحضن سماكي
وضمة حنونة.
وهكذا كانت توقفي عند قصيدتها المتميزة، في حضرة شاعرة تُشكل الشعر و يشَكلها؛
تصوغه بحرفية و روعة لا مثيل لها، و يصوغ لها صوراً لا يجود علي غيرها بمثل تلك الصور.
لها مني كل التحية والتقدير.
…………………..
إلى هنا انتهت ورشتنا لهذه الليلة الماتعة .
ويتجدد اللقاء غدا الخميس في تمام الثامنة مساء
بنص أدبي من نصوص العامية للشاعرة الجميلة :
ا. أسماء البيطار…آملين من الله التوفيق والرشاد.
في
دردشة على باب مصر
تحياتي :
سيدة القصاص
.
التعليقات مغلقة.