دردشة على باب مصر
ألف ليلة وليلة إبداع على باب مصر.
الليلة الثامنة
عندما يأتي المساء نبدأ ورشتنا الأدبية لشعر العامية.
على جروب شعبة العامية
وكانت ورشتنا الليلة مع نص العامية :
” مستر حرنكش “
للشاعر الأستاذة :
مايسة إمام إبراهيم
مستر حرنكش
في يوم رجلي خدتني
لحد باب السوق
قلت أتهور وأجيب
لو حتي كيلو برقوق
وهناك شوفت العجب
ولا سوق أبولهب
جلالة الملكة مانجا
قعده ومتنكة
ماالسعر فرتكة
ويعيني ياال بطيخ
عامل شيخ الشيوخ
كرشه أدامه متر
فخامه وكله قدر
بس جواه ياعالم
سكر ولا مر
والسعرإييه…… بلاش
أحسن من الخوف تهرررر
والواد عنب الشقي
لألوانه نشتهي
تيجي تمد إيديك
يقولك ….إتلهي
معاك من تمني كام
قلت أجيب البرقوق
وكفايه ….وانتهي
روحت لقيت البرنس
قيمة وسيمة شياكة
بصلي بتناكه…….
وقال لي … اختفي
واخيرا …..قلت بس
عليك وع الحرنكش
حاجه علي أد ايدي
وعمره مايفتري
راجل عشره قديمة
من زمن المدرسة
وأخوه حب العزيز
ودوم طعمه لذيييييذ،
والصحبة كويسة
حتي الأستاذه كانوا
بيه مغرمين
أهي حاجة حلوة كانت
وكمان روووخيييصة
رقصت فرحتي
أول مافيه عترت
وقلبي كان بينط
وفخور بفاكهتي
هافرح العيال…
وكمان ام العيال…
بس ياعيني اااااه
.ياااادلهوتييييي
ايه دا ياعشرتي
ضيعت فرحتي
وسودت دنيتي
ايه دا المكتوب عليك
دا السعر دا ولااا
ديييه نايبتي
حتي انت ياعشرة عمري
تزود فيا قهري
وتقصف بدري عمري
خمسه وعشييين جنيه!!!
الكيلو ليك يابيه! !!
لا بيه بقي دا ايييييه! !!!
متلقش علي البوكيه
ودهبك اللي فيه
خلاص عديت ياعم
من الفقر اللي يغم
وبقيت م الكبار
وعليت علي الصغار
بقيت مستر حرنكش
أو مسيووو كمان أهم
لا هافرح….. العيال
ماهو أصله بقي هبال
بس هاقولهم….
وأكتب وصيتي
يبقوا يجيبوا حرنكش
….علي تربتي
جود باي عليك يامستر
وإبعتلي دعوتي.
إليكم القراءات النقدية التي دارت حول النص من السادة
الأساتذة الشعراء الأفاضل الآتي ذكرهم :
الشاعر
ا. مدحت رياض :
مستر حرنكش
عنوان مبتكر كاشف للنص
يتعرض النص لفئة اجتماعية ويسرد معاناتهم ولكن بشكل طريف مرح يحمل الكثير من الفكاهة
مزيج بين الحرمان والابتسامة في قالب كوميدي ساخر
فيه بعض الأخطاء الإملائية اعتقد كمثال
الأستاذة مقصود بيها الاساتذة
الوزن والموسيقى غابا عن بعض المناطق
قلت أجيب البرقوق الألف واللام واقفين
الأساتذة كانوا بيه مغرمين
قافية منفردة لوحدها عاوزة تعديل
إجمالا النص جميل وأضاف جو مبهج
أبدعتي يا مس مايسة.
الشاعر
ا. عبد السلام عبد النبي :
أستاذه مايسه إمام
صدقيني أنني في منتهي السعاده أن أكون ضمن أعضاء الورشه اليوم لقراءه موضوع له شقين
الشق الأول وهو يلمس قضيه الغلاء التي يعاني منها الكثير
والشق الثاني وهو.السرد الفكاهي الذي جذب انتباه كل الحاضرين وأخذهم الي دردشه جميله لا نراها في كل الأمسيات
سيدتي لقد استنارت بك الليله وأنا أعرفك عن قرب وأعرف قلمك ومقدرتك علي الكتابه تحياتي لشخصك الكريم.
الشاعرة
ا. عبير عبد المنعم :
أرى أن النص حاول التقرب من روح الشاعر العملاق بيرم التونسي.. واستخدام مصطلحات العامية الدارجة … ولذا فقد نجح في مناطق معينة في النص قلت اتهور.. متنكة.. الفاظ عامية مستخدمة.. لكن ضعف النص استخدام مفردات أخرى… روووخيصة، ياااادلهوتيييي، و تهررر، أضعفت النص واسقطت من جماله…وقد مزجت بين الأفرنجية والعامية في باديء النص ومنتهاه… النص في توصيفي هو نثري مسجوع.. الفكرة في حد ذاتها هايلة جدا هذا مجمل رأيي كقارئة بسيطة جدا
تحياتي أ/ مايسة.
الشاعرة
ا. اسماء البيطار :
اولاً النص من نوع جديد مذ أن بدأنا فكان غني جدا في النقاش .
أعجبني فيه البداية الإنجليزي بـ مستر حرنكش
و النهاية بـ جود باي
به بعض الكلمات اللي وقفت عندها زي فخامة و كله قدر .. قدر هنا كقارئ ما استوعبتهاش من أول مره .
النهاية بردوا مش منطقية قوي
إزاي مش قادرين نشتري الحرنكش و غالي علينا و عوزينه يتفرق على روحنا ؟؟!!
كان في حاجات ممكن تتذكر زي التوت أصيل و ابن حلال و سعره ما بيغلاش
النظرة سوداوية شوية لأن الكاتبة شافت كل حاجة غالية .
الشاعرة
ا. سيدة القصاص :
أولا بعد قراءتي مرة بعد مرة بدا لي النص يحاول يرتدي ثوب
الشعر ” الحلمنتيشي “
وسأوافيكم بشرح لماهية الشعر الحلمنتيشي كما يلي :
وُلد الشعر “الحلمنتيشي” في مصر خلال عشرينات القرن الماضي، على يد الشاعر المصري ذو الأصل التركي، حسين شفيق، وأطلق عليه هذا الاسم، ويعرف بأنه شعر فكاهي هزلي “المنولوجي”، يجمع بين العامية والفصحى، وقد جاءت البداية الحقيقية لكتابة هذا الشعر، متمثلة في معارضة شفيق “للمعلقات” السبع، التي نُظمت في العصر الجاهلي، من خلال المحاكاة الفكاهية الساخرة لها، وأطلق عليها “المشعلقات”، وطور شفيق الشعر الحلمنتيشي بمحاكاته لأمهات القصائد، وأطلق عليها اسم “المشهورات”.حمل على عاتقه هدف التعبير عن المشاعر الخاصة، فضلًا عن وصف الحالة الاجتماعية التي يمر الناس، وهناك من دمج بين اللغة العربية والإنجليزية في نظم القصائد “الحلمنتيشية”، واشتهر في منطقة حوض البحر المتوسط، وتحديدًا في السودان ومصر، ومنها انتشر إلى كافة الدول العربية.
وقد عارض سيد حجاب الشاعر أحمد شوقي
في قصيدته سلو قلبي بنص حلمنتيشي فقال :
سلوا قلبي وقولوا لي الجوابا .. لماذا حالنا أضحي هبابا .
لقد ساد الفساد وساد فينا .. فلم ينفع بوليس أو نيابة .
وشاع الجهل حتي أن بعضا .. من العلماء لم يفتح كتابا .
وكنا خير خلق الله صرنا .. في ديل القائمة وفي غاية الخيابة .
قفلنا البابا .. أحبطنا الشبابا .. فأدمن أو تطرف أو تغابي
أري أحلامنا طارت سرابا .. أري جناتنا أضحت خرابا .
وصرنا نعبد الدولار حتي .. نقول له انت ماما وإنت بابا .
ومليارتنا هربت سويسرا .. ونشحت من الخواجات الديابا .
ونهدي مصر حبا بالأغاني .. فتملؤنا أغانينا اغترابا
وسيما الهلس تشبعنا عذابا .. وتشبعنا جرائدنا اكتئابا
زمان يطحن الناس الغلابة .. ويحيا اللص محترما مهابا
فكن لصا اذا وعيش حمارا .. وكل مشا إذا أو كل كبابا
ودس ع الناس أو تنداس حتي .. تصير لنعل جزمتهم ترابا .
أمير الشعر عفوا واعتذارا .. لشعرك فيه أجريت انقلابا .
وما نيل المطالب بالطيابة .. دي مش دنيا ياشوقي بيه دي غابة .
و حلمنتيشي كلمة ساخرة ساحرة ويمكنك من خلالها قول ما تريد دون أن تتعرض لمقص الرقيب لأن الكلمة ساخرة كما أن اللغة الساخرة هي الاقرب لقلوب الناس ويمكن من خلالها مناقشة جميع القضايا حتى الشائكة منها .
والشعر الحلمنتيشي هو نوعا من الشعر تتضافر فيه العامية مع الفصحي والهزل مع الجد في توصيل الرسالة .
عموما….
ندخل على بعض الألفاظ
التي تكون شائعة في مجتمع ونادرة في آخر…
- مثل أعزكم الله ” تهرَّّ ” وكان يمكن استبدال هذا اللفظ بكلمة
تقرب المعنى؛ والمفروض عند إدراجها في النص توضع بين علامتي تنصيص….
ليعلم المتلقي أنها لفظ خاص؛ وهكذا كل ما شابه ذلك. - “قلت أتهور واجيب كيلو برقوق”
شايفة أنها تضبط الوزن بدون لو حتى. - ” وكأنه سوق أبو لهب “… توزن البيت أكتر
- “ما السعر بأه فرتكة “..كذلك الوضع…
وهكذا الوزن منضبط في أوضاع والبعض به هنات ناطقة
اقترح أن يتم قراءة النص مرات عدة ليتجلى مابه
من إيجابيات وسلبيات….وتحية للشاعرة :
ا. مايسة إمام..
أن وضعتنا على أعتاب الشعر الحلمنتيشي الذي يندر تواجده على الساحة الآن ونحب أن نتجول خلالة في نصوص أخر
الرؤية النقدية النهائية
للكاتب الناقد
د. وليد مجدي :
أعادتني الأستاذة مايسة إمام
بهذا النص بالزمن , فتخيلت كيف بدأ هذا النوع من الشعر ( الشعر الحلمنتيشي ) كما أطلق عليه الشاعر حسين شفيق رائد هذا اللون من الشعر ( نسبة إلى فرقة حلمنتيش التي قدمت هذا النوع من الشعر)
ولكني أرى أن هذا الصنف من الأدب قد انسل و أشتق من أحد ألوان الفنون السبعة في الأدب العربي وهو (الزجل) وهو شعر عامي لا يتقيد بقواعد اللغة والإعراب و صيغ واشتقاقات المفردات و جاءت تسميته من أصل كلمة زجل لغوياً وتعني اللعب و الجلبة و قد انتقل هذا اللون إلى مصر عبر الأندلسيون القادمون إلى الاسكندرية بعد أن طردهم الخليفة الأموي .
و ستجد أن القصيدة التي قدمتها لنا الأستاذة مايسة إمام تمتاز بالعديد من المميزات التي لا ينكرها أحد ومنها بساطة الألفاظ واقترابها كثيرا من اللهجات الدارجة في العامية المصرية حتى أنها تقترب كثيراً من لغة الشارع المصري و لهذا استطاعت الشاعرة الوصول إلى مبتغاها الأساسي و هو توحد المتلقي مع العمل و انسياب الكلمات إلى داخله دون أن يدري.
ويزيد قرب العمل من روح الرجل العامي مناقشته لأزمته اليومية الطاحنة (الغلاء) وهي همه الشاغل , فحلم البسطاء الكفا ف . أضف إلى ذلك الروح المرحة التي يلقيها النص والدعابة التي يواجه بها المصري الاصيل مشكلاته . فنحن نحارب الأزمات بالنكات , و نحارب الاكتئاب بالبهجة , نحن بلا شك شعب يصنع بهجته.
أما عن اختيار الفكرة فكانت حرفية جداً بحيث داعبت الشاعرة كل أنثى مصرية ووصلت إلى همها اليومي ( وإن كانت متعة النساء التسوق ) فهمها الأكبر الأسعار . وبذلك تمكنت الشاعرة من مخاطبة عقول و مشاعر النساء جميعاً حين فكرت كأنثى و هي تكتب .
وإن كان الشعر الحلمنتيشي كصنف من صنوف شعر العامية يعتمد على الموسيقى الصاخبة والفكاهة والتناول الساخر للأحداث , فقد برعت الشاعرة في ذلك إلا من بعض سقطات الوزن و هذا ما لن أطيل فيه فلقد تناوله الزملاء بالتفصيل .
في النهاية أعيب على النص الوصول أحيانا باللفظ إلي مستوى لا يليق برسالة الشاعر الحقيقي مثل ( تهر، يا دلهويتي) وغموض غيرها بحيث يصعب فهمها مثل (فخامة و كله قدر). فإن كنا بصدد الوصول الي العامة فلا يجب أن ننسي رسالة الشعر بحيث يسمو بذوق العامة لا أن يتدني هو لمستواهم.
و زيادة بعض الكلمات بحيث لا تفيد المعنى و هي تنتقص في بعض الأحيان من مهارة الشاعر، فالشاعر الحقيقي مبدع بحيث يجبر اللغة علي الانصياع له وليس أن ينصاع هو لها و ذلك كما في قولها :
ضيعت فرحتي
سودت دنيتي
و جمل أخري غير شاعرة بالمرة و لا تحمل معاني مثل :
لا بيه بقي دا ايه
ختاماً أشكر الشاعرة و جميع الزملاء علي جمال الحوار و المودة التي غمروني بها.
تحياتي و شكري.
انتهت هذه الليلة على أمل اللقاء في الليلة التاسعة
من ألف ليلة وليلة عامية على باب مصر
مع نص لشاعر العامية…
الأستاذ / خالد الحمصي.
في
دردشة على باب مصر
تحياتي
سيدة القصاص
.
التعليقات مغلقة.