درس الحال الجزء الأول : د. وجيهة السطل
درس الحال الجزء الأول : د. وجيهة السطل
السلام عليكم ورحمة الله..
أعددت لكم درس الحال ،وهو أطول درس على الإطلاق في النحو .فأرجو أن تعذروني . وضعت فيه كل ما يمكن أن يخطر على بال طالب العلم أو مدرس اللغة العربية .وأرى أن أطرحه في خمسة أجزاء ، لأنه سيكون متعبًا في استيعابه مفصَّلًا،كما كان متعبًا لي في إعداده، جمعًا وصياغة وعرضًا .
وأرجو أن تستفيدوا وتستمتعوا
التعريف:
الحال هي وصف فضلةٌ، منصوبٌ ،نكرة؛ يُذكر مع عاملِه لبيان هيئة صاحبه المعرفة،عند وقوع الحدث.
ولنحلّل هذا التعريف جيِّدًا كلمة كلمة .
أولًا – الوصف(يعني الحال مشتق)
ولا فرق في المشتق بين أن يكون صفة متغيرة كاسم الفاعل ومبالغاته واسم المفعول نحو :
- قابلتُ الصديقَ باسمًا
- مشى اللص حذِرًا.
-نام الرجل مهمومًا )
وقوله تعالى : - {وهو الذي أَنزلَ إليكم الكتابَ مُفَصَّلًا }سورة الأنعام /١١٤ .
أو صفة ثابتة ،ملازمة لصاحبها لا تفارقه،كالصفة المشبهة .
نحو :
- هذا أَبوكَ رحيمًا.
-خَلَقَ اللهُ الزَّرافةَ يَدَيها أطولَ من رِجلَيها
ونحو قول الشاعر
فَجَاءَتْ بهِ سَبْطَ العِظامِ، كأَنما عِمامتُهُ بَيْنَ الرِّجالِ لِواءُ
ونحو(حيًّا ) في قوله تعالى : - {والسلام عليّ يوم ولدت ، ويوم أموت ، ويومَ أُبعثُ حيّاً } سورة مريم /٣٣
و(ضعيفًا)في قوله: - { يريد الله أن يخفِّف عنكم وخُلِقَ الإنسانُ ضعيفاً } سورة النساء/٢٨
وتقع الحال جامدةً ،إذا صح تأويلها ُ بمشتقّ، وذلك في ثلاث حالات:
الأولى: أن تكون اسم ذات يصح تأويله بمشتق ،كأن تدُلَّ على تشبيهٍ ، نحو: (وضَحَ الحقُّ شمسًا ) ، أي مضيئًا كالشَّمس. و (جرى سعيدٌ غزالًا) أي مسرعًا كالغزال ..
أو اسم معنى يُحمَل على معنى مشتق مرادفه نحو قوله تعالى :
{وهو الذي يرسل الرياح بشرًا بين يدي رحمته} سورةالفرقان/٤٨
على قراءة من قرأ (بَشْرًا) بفتح الباء مصدر بشَرَه يبْشُرُه بَشرًا بمعنى يُبَشِّرُه.
الثانية:ُ أن تَدُلُّ على مُفاعلةٍ ، نحو (بِعتُكَ الفرَسَ يداً بيدٍ)، أي متقابِضَينِ، ونحو (كلّمتُه فمًا لفم)، أي مُتشافهَينِ .
ونحو أتمنى لو أراك وجهًا لوجه ) أي متقابلين متعاينين .
الثالثةُ:
أن تدلَّ على ترتيبٍ، نحو
(دخلَ القومُ رجلًا رجلًا )، أي مُترَتّبينَ.
و(قرأتُ الكتابَ بابًا بابًا ) ، أي مرتَّبًا.
الرابعة : أن تكون مصدرًا صريحًا لايصح أن يعرب مفعولًا له نحو :
تحدثت في الحفل ارتجالًا أي :مرتجلًا .
فائدة : تَرِدُ الحال جامدةً ، غيرَ مُؤوَّلةٍ بوصفٍ مُشتق ،
وذلك في سبع حالاتٍ:
*الأولى: أن تكونَ موصوفةً ، كقوله تعالى { إنّا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلكم تعقلون} سورة يوسف /٢
وقولهِ {فتَمثَّلَ لها بَشراً سَوياً }سورة مريم /١٧ .
قرآنًا، بشرًا.حال لأن كلا منهما اسم ذات تبعها صفة.
*الثانية:ُ أن تدلَّ على تسعيرٍ ، نحو:( بعتُ القمحَ مُدًّا بِعشرةِ قُروشٍ )، (واشتريتُ الثوبَ ذِراعاً بدينارِ ) أيْ :مُسعَّراً …. .
مدًّا: حال.
*الثالثةُ: أن تدُلَّ على عددٍ ، كقوله تعالى { فَتَمَّ مِيقاتُ رَبكَ أربعينَ ليلةً } سورة الأعراف /١٤٢ .أربعين حال.
*الرابعة: ُأن تَدُلَّ على مرحلة معينة ، أو ،معنى معين واقعٍ ،فيه تفضيلٌ ، نحو :
(خالدٌ غلاماً أحسنُ منهُ رجلًا ) ونحو: (العِنَبُ زبيبًا أطيبُ منه دِبسًا) .
ونحو: (هندٌ أمًّا أفضل منها زوجةً )
(الفكرة نظريةً أحكمُ منها تطبيقًا ).
غلامًا زبيبًا،أمًّا،نظرية،
كلها أسماء ذات جامدة وتعرب حالًا.
*الخامسةُ: أن تكون نوعًا لصاحبها ، نحو : (هذا مالُكَ ذهبًا). ذهبًا: حال.
السادسة: أن تكونَ فرعًا لصاحبها ، نحو (هذا ذَهبُكَ خاتمًا )، ومنه عند بعض المفسرين ، قوله تعالى: {وتنحِتونَ الجبالَ بُيوتًا } سورة الأعراف/٧٤
خاتمًا،بيوتًا: حال.
السابعة: أن تكون أصلًا لصاحبها ، نحو (هذا خاتُمكَ ذَهبًا. وهذا ثوبُك حريرًا ) ، ومنه قوله تعالى { أأسجُدُ لِمن خَلقتَ طيناً }سورة الإسراء/٦١
ذهبًا،حريرًا،طينًا: حال
إلى اللقاء مع الجزءالثاني ولكم تحياتي
التعليقات مغلقة.