درس نتعلمه من العدوان الأخير على الفلسطينيين بالقدس أو غزة بقلم د.محمود الذكي
تخيلوا أن الدرس ليس بجديد، ومع كل حقبةٍ تاريخيةٍ تثبت لنا الأحداثُ أن نستوعب هذا الدرس. لكن مع الأسف لا نستوعبه
الدرس يقول:ليس السلاح الأخطر في العالم أو عبر التاريخ هو السلاح الكيماوي أو الذري أو الصواريخ الدقيقة وبعيدة الهدف.
السلاح الأخطر بالفعل يا أصدقائي هو أن تغرس في ذهن وعقيدة عدوك أنه عاجزٌ عن عدم فعل شيء أو ترسخ لديه مبدأ عدم المقاومة لضعف سلاحه بالمقارنة مع سلاح العدو
اليأس والخنوع بالفعل هما الجراثيم الحقيقية التي تقتلنا وتجعلنا عاجزين عن مواجهة أي شيء في الحياة.
تأمل التاريخ وسوف ترى كيف انتصر المصريون على الحملات الصليبية بقيادة لويس وأذلوه وأسروه رغم أنه حينما جاء وعد زوجته أن يقدم لها شجرة الدر ملكة مصر جارية لها، وفي النهاية ظلت تتوسل زوجة لويس لملكة مصر حتى تفرج عن زوجها مقابل بعض الأموال.
تذكروا الحملة الفرنسية بقيادة نابليون وما فعله سكان القاهره ودمياط والمنصورة والصعيد بهم،
تذكروا مصر في اكتوبر التي كانت تحارب الدول الكبرى بأكملها وليس العدو الصهيوني فقط.
تذكروا الشعوب الإفريقية البسيطة المسكينة وكيف حررت أرضها من الإستعمار الفرنسي أو الإنجليزي
تذكروا فيتنام التي حررت أرضها من المحتل الأمريكي.
تذكروا وتذكروا وسوف تلاحظون ان الإعلام الصهيوني يركز دوما على فكرة الفوارق العسكرية بينه وبين الدول العربية والأخبار المسربة عن عقود صفقات مع الولايات المتحدة على أحدث نوعيات الطيران والصواريخ وعن قدرة الأجهزة لرصد أي شيء
هذا التعمد ليس من فراغ، ولكن المقصد منه هو قتل فكرة المقاومة في نفوس الفلسطينين وجعل الشعوب العربية تتيقن أن السلام هو الخيار الوحيد مع هذا الكيان واستبعاد خيار الحرب أو المقاومة.
لكن الحقيقة تقول أن اسرائيل دخلت في حرب مع مصر وخسرتها وعادت الأرض، ودخلت حرب مع حزب الله وهو ليس بجيش منظم وخسرتها وعاد الجنوب للبنان، ولو ظل السوريون يحاربون عن أرضهم المفقودة لأعادوها
حذاري يا صديقي ويا صديقتي أن تسخر من المقاومة وبساطة أدواتها، وحذاري أن تعتقد أن عدوك يملك كل شيء وانت لا تملك شيئاً، فما انتصرت الصين على المستعمر الإنجليزي إلا عندما قرر زعماء الصين كثرة البشر عندهم والعدو بالنسبة لنا نحن العرب لا يمثل سكانه إلا عدد سكان محافظة واحدة في مصر
سيظل الإنسان العنصر الأقوى والأهم في أي حرب فهو من يصنع السلاح والآلة فكيف يكون السلاح أقوى منه!؟
لابد أن نستوعب الدرس حتى نستفيق ولا نترك غيرنا يتلاعب بمشاعرنا وعقيدتنا
إنه الأمل الذي كلما أشعر أنني افتقده يأتي حدث ويُحييه مرةً أخرى حتى أصبحت على يقين أن الأمل موجود ولكنه قد يتوارى خلف قسوة الأحداث وظلالها
التعليقات مغلقة.