دعوة إلى التفاؤل
بقلم الشاعر/ مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
دعوة إلي التفاؤل
تُراقبُني في كلِّ حينٍ كأنها…..أرادتْ ترى عزمي صريحاً بلا نُكْرِ
ولم تدرِ أفعالي ولم تدرِ همَّتي…..وأني بأُفْقِ الكونِ كالبازِ في الطيرِ
شُموخٌ وإيمانٌ وبأسٌ وقوةٌ……وألمعُ في الأكوانِ كالأنجُمِ الزُّهرِ
وصدقٌ وإخلاصٌ ومجدٌ مُؤثَّلٌ…..وأعرفُ من نفسي الأبيَّةِ ما أدري
وما احتقرتْ عينايَ في الأرضِ مُسلماً……ولكنني أربو بنفسي مدى الدهرِ
ولم أيأسَنْ واليأسُ شرُّ مطيَّةٍ…….تزُجُّ إلى الخسرانِ والكُفرِ والفقرِ
تفاءلْ فإنَّ الفألَ يدعو إلى الخيرِ…….وكنْ مُؤمناً باللهِ في السرِّ والجهرِ
ولاتيأسنْ فاليأسُ يقطعُ بالفتى…….ويوردُهُ دربَ التسخُّطِ والكفرِ
وهلْ يقنطُ الإنسانُ من روحِ ربِّهِ…….ولم يدرِ مخلوقٌ بغيبٍ لهُ يجري
ولو يعلمُ الناسُ الغيوبَ لأكثروا.. …من الذكرِ والتسبيحِ ليلاً وفي الفجرِ
ولكنهُ أخفى الغيوبَ لحكمةٍ ……فدارتْ أُمورُ الخلقِ والخلقُ لايدري
ألا فابتسمْ للكونِ واتركْ زمامَهُ…… إلى صُنعِ جبَّارٍ بصيرٍ بنا بَرِّ
وهشَّ إلى الدنيا وسُرَّ بما بها……فما فازَ في الآنامِ إلا أخو بِشْرِ
وخيرُ بني الدنيا بشوشٌ بوجهِهِ……سماحةُ أهلِ السلمِ دوماً بها يسري
وكم يجهلُ الإنسانُ نصرَ مليكِهِ……ولم يدرِ أنَّ اللهَ من يأتي بالنصرِ
فلا بُدَّ من عقدِ الفؤادِ على الرضا…… وإلا أصابَ المرءَ شيءٌ من الشرِّ
يرومُ عبوسُ الدارِ تخويفَ أهلِها………وجَدَّ لوهمِ الناسِ شيئاً
من الهذرِ
وكم غرَّهُ قولٌ عيِّيٌ يسوقُهُ…….وفي عينِهِ كلُّ التشاؤمِ والذُّعرِ
وكم يزعُمُ الأفَّاكُ أنَّ بني الدنا…….تصيرُ إلى جُرْفٍ أبالغيبِ ذا يدري
فلمَّا رأى المقدورَ عكسَ ظنونِهِ………تحوَّلَ كالثعبانِ في قمَّةِ الغدرِ
وقد كانَ قبلَ الآنِ ألطفَ كائنٍ ……فما بالُ ذا المخلوقِ أمسى بذا المكرِ
التعليقات مغلقة.