دع ما يريبك إلي مالا يريبك… فتحي محمد علي
“دع مايريبك إلى مالايريبك”
فتحي محمد علي
يعد هذا الحديث الصحيح من جوامع كلمهصلى الله عليه وسلم.
بل هو اساس الورع واصل اصيل من اصول الدين الحنيف.
إن قمة الإعجاز تكمن في طباق السلب بين”يريبكلايريبك”. فبضدها تتميز الاشياء. وما ابلغها من لفظة تنأى بالورع التقي عن كل مابه مظنة؛حيث ينسحب الريب على ماهو ادنى من الشك:”ذلك الكتاب لاريب فيه”. يقول ابو تمام: السيف اصدق انباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب بيض الصفائح؛لاسود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريب وينسحب جلال اللفظ على غاية المرام من غرس الورع في نفس كل تقي. ويمثل كاتم سر الرسول سيدنا”حذيفة بن اليمان”ابلغ وسيلة إيضاح لتطبيق هذا الحديث بقوله:”كان الناس يسألون رسول اللهصلى الله عليه وسلم_ عن الخير؛وكنت اساله عن الشر؛مخافة الوقوع فيه”.
والمؤمن الحصيف الذي يستثمر هذا الحديث في شؤون دينه ودنياه؛يسعدايما سعادةفي دنياه وأخراهحيث إن هذا الحديث يعد خير وسيلة لسد الذرائع في العبادات والمعاملات؛فإن ارتاب مؤمن في اداء عبادة فليترك خلاف الاولى وليعمد إلى الاورع. وفيما يتعلق بالمعاملات فليكن متورعا عن كل مسلك به مظنة؛ويحلو لي هنا ان اذكر بابا من المعاملات يترجح فيه جانب الورع المستمد من ذلك الحديث؛الا وهو مايتعلق بتحريم الزواج بسبب الرضاع. من العلماء من جعل سببا للتحريم خمس ركعات مشبعات ومنهم من قال باقل من ذلك؛بل إنه قد وردلدى من يقرون النسخ في القرآنانه قد كان يوجد آية بالقرآنتذكر عدد الرضعات التي تكون سببا لحرمة الزواجلكنها نسخت لفظا لاحكما. ومن منطلق الورع المستمد من فقه الحديث فإن من يريد الزواج بفتاة وعلم انها اشتركت معه في الرضاع؛فليعزف عن تلك الزيجة ولو كان الرضاع مرة واحدة؛وهذا بالطبع على عكس من علم بذلك بعد الزواج؛فلن تتحقق الفرقة إلا بالعلم بخمس رضعات مشبعات حيث يترتب على ذلك هدم بيت وربما كان هناك اولاد لذا رجح العلماءوالحالة تلك_ان يؤخذ برأي من قال بخمس رضعات مشبعات.
وبعد فهذا نزر يسير مما ينطوي عليه هذا الحديث الجامع المانع،ولمثل هذا فليعمل العاملون.
التعليقات مغلقة.