دفء الأيس كريم
بقلم المهندس أسامه أنيس
بنظرة ساحرة لا تنسى … رفعت رأسها لآعلى وغيناها مثبتتان على شفتاى تنتظر موافقتى على مصاحبتها فى رحلتها … ثوان قليلة ولم أستطع الصمود أمام النظرة الساحرة ورضخت لها فقد كانت تريد مرافقتى لها فقط لتشترى آيس كريم
وبيديها الأثنتين أحتضنت يدى وألصقت خدها بيدى … وأنطلقنا ومشينا مشوار طويل … لم يزد طوله عن مئة خطوة ولكنه طويل طويل على قدميها الناعمتين وخطواتها الرقيقة الصغيرة
فى أثناء الرحلة حاولت كسر الصمت والخجل بيننا ولكنها لا تجيب أبداً إلا بأبتساماتها التى تزيدها سحراً وتذهب العقل مع سحرها … وأخيراً وصلنا … وبصبر نافذ وتوتر وقلق بالغ وقفت تنتظر بينما أفتح ثلاجة الآيس كريم وأنتقى لها ما تحبه … عيناها معلقتان لأعلى فى لهفة تتمنى لو تمتلك النظرة لداخل الثلاجة المملوءة بالآيس كريم وتحلم بأن تقفز بداخلها بل وتعيش فى عالم كله آيس كريم … حبيبها
ما أن أخرجت لها قطعة الآيس كريم التى تنتظرها حتى أطلقت تنهيدة رائعة وألتقطتها بيديها الناعمتين والرقيقتين وبقبلة من شفتيها الدقيقتين … وتحولت لعصفور جنة رائع يرفرف بجناحيه ويزقزق ويدور ويرقص …
وأخذنا طريق العودة الطويل وهى مشغولة بالآيس كريم … تتوقف كل لحظة … وأختصاراً للوقت حملتها بين ذراعى سعيداً بالحمل المثقل ببراءته … كان منظرها وهى تأكل الآيس كريم وهى بين ذراعى رائعاً وكفيلاً بأن يبتسم لى كل من أمر عليه أو مر بى فى الطريق
عدنا لنقطة البداية لأودعها وأحصل على نظرة أمتنان وحب لا يشوبها شائبة … ومنحتنى قبلة مغموسة طبعا بالآيس كريم …
قبلة مثلجة وسط هذا الجو البارد ولكنها تشع حرارة ودفءً … وأحسست بنقاء رائع وسمو روحى … حالة ترتقى بى … وأرتفعت … ولم تعد قدماى تلامسان الأرض … وتمنيت أن تكون نهاية حياتى فى لحظة رضا وسعادة وسمو روحى كهذه اللحظة
التعليقات مغلقة.