دلالة الاصوات على المعاني في”القرآن الكريم”
فتحي محمد علي
هذا وجهمن وجوه إعجاز القرآن،وجه يدعو إلى مزيد من التدبر في كل كلمة من كتاب المولىسبحانه؛بل إلى مزيد من التدبر في كل حرف من حروفه؛بل في حركاته وسكناته. فالمتدبر في قوله تعالى في سورة”يس”:”ألم أعهد إليكم يابني آدم ان لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين”؛يستوقفه في كلمة”اعهد”توالي ثلاثة حروف حلقية في اولها؛مما حدا ببعض البله إلى القول:إن الكلمة بها تنافر حروف،وليتهم يدركون ان ذلك وجه من وجوه الإعجاز يدق؛حيث إن الكلمة لايتحقق نطقها نطقا صائبا إلا بالتأني والتمهل وذلك يتواءم مع خطورة ذاكم العهد لبني آدم وان الامر يستلزم تأنيا ووقفات مع النفس. فإذا ماذهبنا إلى قولهتعالىفي سورة”النجم”:ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى”لاستشعرنا لأول وهلة ثقل كلمة”ضيزى”بمعنى: (جائرة)ولاشك أن المعني لايتحقق معه الإعجاز الذي يتحقق مع كلمة”ضيزى”فالمعروف لدى دارسي الاصوات اللغوية ان الضاد في صدارة الحروف القوية في اللغة وأن لها نطقا خاصا اشتهر به معدودون مما كان سببا في تسمية اللغة العربية بلغة الضاد؛وإذا كان الامر كذلك فلينتبه لاستخدام القرآن لهذه التي لايدل على استبشاع ذلك المسلك من معظم الجاهليين إلاها. وتدبركذلك قوله تعالى في سورة”الغاشية”بشان طعام اهل النار”ليس لهم طعام إلا من ضريع”،فكلمة”ضريع”
تحتوي على كل سوء وضرر يمكن ان يوجد في طعام،فهوبتقريب اللغة لنامن شجر شوك إذا جف اصبح ساما ضارا ذا رائحة نتنة تعافهاعزكم اللهالبهائم؛كل هذه المعاني وغيرها اختزلت في كلمة”ضريع”التي بدئت بأقوى حرف واصعبه وختمت ايضا باقوى حروف الحلق.
وبعد فهذا وجه ممتع من وجوه إعجاز القرآن ولمن اراد المزيد فليرجع لأمهات التفاسير.
مع ارق تحياتي.
التعليقات مغلقة.