موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

دموع الزهور الدامية … بقلم عصام الدين محمد أحمد

472

دموع الزهور الدامية …

بقلم عصام الدين محمد أحمد


دموع الزهور الدامية
مراد يؤجر محلًا لبيع الزهور بحي شبرا، الولد لسانه ينقط عسلًا.
يعتمد دخله على المواسم، مناسبة عيد الأم هي الأكثر رواجًا.
وفي العيد هاجمته قوة من الشرطة، اقتحموا المحل، قلبوا محتوياته في فوضى.
تتكاثر الأبواق الزاجرة، والقدود المتحفزة.
استغرق التفتيش ساعة، وفي نهاية المطاف سحب الضابط مرادًا وشريكه إلى القسم.
امرأة تجلس أمام ضابط كبير، تحكي:
جورجيت ذهبت إلى هذا المحل لشراء الزهور، فسحبها أحد العاملين إلى الداخل، تحسس جسدها الغض، جسد بكر لم تمسسه يد.
هيجته استدارات الأنوثة والطفولة.
تحاول إزاحة اليدين العابثتين.
تحيط بها الأنفاس الملتهبة ، تخشى الفضيحة فالعبث خلف الستار ربما يكون متواريا.
دفعتها اليدان المتشبثتان بعجين المهلبية إلى السندرة.
أزاح الأكوام الأوراق وبكرات السلوفان وأصص البلاستيك والفخار إلى جانب واحد صانعًا فراشًا وثيرًا.
فرد كراتينه على الأرض لتعلوها مرتبة إسفنجية.
الجو مشبع برائحة الطمي الرطب، الإضاءة خافتة لتقلل تلصص الزبائن.
تجرب الصراخ، الصوت يأبى الخروج.
تتخيل جنود داعش، وهم يجُرون العشرات ، تمهيدًا لذبحهم.
تستجير بالنهنهات الباهتة.
“يرتدي الأسرى أزياء صفراء موحدة، شكل البدل أخر شياكة، يجُرونهم على شاطئ صخري، المياه خلفهم ساكنة، زبد البحر يكسر قتامة المشهد.”
يخلع عنها ملابسها كاملة، تتفصده شهوة التمتع.
وجهها الأبيض يكتسي بالاحمرار ، يخفت أنينها.
“يُلقي المتحدث الرسمي المتسربل بالسواد بيانًا مقتضبًا باللكنة الإنجليزية الخالصة، يتوعد دول الغرب بالمصير الأسود.
يأمر السماء بألا تمطر إلا دمًا قانيًا.
خلفه صف الجنود شامخ، وأسفل كل جندي أسير راكع مطأطئ الرأس.”
تخشى النظرات المتلصصة، تضع منديلها الورقي فوق عينيها، يطيل فترات الاحتكاك متذوقًا الطعم، وهي عنه غائبة.
يستحضرها مشهد ذبح الجنود للأسرى.
يجيب مراد على المحقق:
حضرت لشراء وردتين، ثمنهما ثمانية جنيهات، لم أتقاضَ منها سوى خمسة جنيهات وهي كل ما كان معها، لففت الوردتين في سلوفان، بالطبع البنت زبونة دائمة بالمحل.
فما الذي يدعو أحد العاملين لهتك عرضها أواغتصابها؟
ولماذا الآن بالذات؟
كيف حدث ما تدعيه والناس مزدحمون للشراء بمناسبة عيد الأم؟
كما أن الحدث وقع حوالي الثانية ظهرًا كما تقول الشكوى وهذا مستحيل.
أفرج الضابط عن مراد.
ولم تمضِ نصف ساعة ويقتحم آخر ورهط من الأمناء والمخبرين أبواب المحل، مكثوا بالسندرة ساعة كاملة.
اُصطحب مراد وشريكه إلى القسم.
ثالث يتلقفهما، يسأل وقبل أن يرد أحد يدوِّن الإجابات.
صفعات وركلات أصبحت مفردات الاستجواب.
لا تعجبه الإجابات، فلم يكن بالمحل سوى مراد وشريكه ، ولم يزر المحل سوى مورد زهور ، حوالي الحادية عشرة صباحًا.
يصر على معرفة الجاني سواء كان الأمر حقيقيًا أم مفبركًا.
كاد جسد مراد يتفتت، لا مكان للعقل أو المنطق.
عقد مراد صفقة ، بإخلاء سبيل الشريك وقصر الاتهام عليه.
ربطوا العصابة على عينيه، خلعوا بنطلونه ولباسه الداخلي، ألبسوه بنطالًا واسعًا فضفاضًا.
أمضى ليال لا يتذكر ملامحها، عاش قصة حبكتها مهلهلة، لا تحتاج إلا إلى كاتب هاوٍ مبتدئ.
اليوم التالي ما أن استقبلني المحامي حتى استدعى مرادًا هاتفيًا.
بشرة وجهه بيضاء رائقة، عيناه خضراوان ، جلس فوق كنبة الأنتريه المواجهة للمكتب، استهل المحامي القول:
اتّصل شريكه ليحكي عما رآه في منامه، حيث رأى أنه يتكلم وأنا أزعق ولا أحد من القضاة يسمع.
شغلتني هذه الرؤية كثيرًا، فهمت إشاراتها، يستطرد الحكي:
التحفز يسيطر على القضاة، تغني الأوراق عن أي شيء.
لا يليق بهذا الداعشي سوى السجن المؤبد.
أعزف معسول الكلام حتى تلتفت المحكمة وتنصت.
الجلسة سرية، ترنمت بالزهور والورود، قلت شعراً، لأبين مدى رفاهة حس من يمتهن تنسيقها، فمن يصنع الجمال لا بد أن يكون جميلاً، أوضحت للمحكمة أن المتهم يزين الصلبان بالورود والرياحين وقت الاحتفالات، وما أكثرها! أتساءل:
أيُعقل أن يتخلى مراد عن عمله مقابل نزوة؟
ومع من؟
طفلة لم تتجاوز سنواتها السبع، وشكلها دميم لا يملك مقومات الإغراء.
أنفقت أكثر من عشر دقائق حتى تقتنع المحكمة باستجواب مراد، يسأل الرئيس:
احك:
أمارس مهنتي في نفس الحي منذ زمن ليس بالقصير، علاقاتي مع الجيران ممتازة، أفراد نوبات الحراسة يعرفونني جيدًا.
يلتقط المحامي الخيط مكملًا:
الحكاية المسبوكة في الأوراق قد تحدث مع الأم، صاحبة التدبير ، ولا أفشي سرًا حينما أعلن أن ثمة قرابة بين الأم ومالك البيت الذي به المحل.
يسأل القاضي:
أهناك خلافات مع صاحب البيت؟
يرد مراد:
أراد رفع قيمة الإيجار، ولكن دخلنا من المحل لا يفي بالزيادة المطلوبة.
يتدخل المحامي للإيضاح:
علاقة أسرة المجني عليها بالكنيسة قوية جدًا، وبالفعل لو تعرضت البنت لهذا الانتهاك، لكان لجوؤها إليها منطقيًا قبل الأهل، فهي الأقرب من بيتها.
يكتفي القاضي بهذا القدر، ولكن المحامي يعقب:
تعمدت النيابة ذكر (إن لم أرضَ سيذبحني بالسكين كما تفعل داعش مع المصريين) ثلاث عشرة مرة في صفحتين فقط من التحقيق، حتى يترسخ في الذهن إقدام الجاني على فعلته بإصرار وتوحش.
شعر المحامي بأنه أرغى وأزبد فابتسر القص طالبًا من مراد أن يكمل، لم يضف الكثير.
استغرق الحكي أكثر من نصف ساعة كاملة.
لكنني توقفت فجأة أمام اعترافه بتعاطفه مع الأم أول الأمر.
فقد أشكل عليه الأمر ، فصوت الأم ملتاع والنبرات متدرجة الانفعال:
همس، تمتمة، اعتدال، ارتفاع، بكاء ودموع.
سبكت الحبكة لتنطلي على أكثر العقول التماعًا.
الشريك لم يقترف أي شيء، فمن الجاني؟
ربما يكون إبليس تنكر ليفوز بفعلته!
تسعة شهور كاملة خلف القضبان .
غيبوه عن حضور الجلسات؛ لتهزمه التأجيلات، أثبت الطب الشرعي أن البنت بكر لم تمسها يد.
خرج ولم يجد محلًا، أصيب بنوبات اكتئاب حادة.
تمت بحمد الله

التعليقات مغلقة.