دموع الغريب
بقلم سامح خير
فقد زوجته و ابنتيه فى إحدى الأحداث الإرهابية منذ بضعة أعوام التي أهتزت لها مصر و العالم أجمع لبشاعة الحادثة، فتوافدت جموع الشعب المصرى لزيارته بمدينته الساحلية قادمين من كل المحافظات ليعزوه و ليشدوا من أزره فى مصابه الأليم…حقاً كان إيمانه بربه قوى يهز الجبال و ثقته بأن أسرته تنعم حالياً فى مكان أفضل هو وقود تعزيته…
تمر الأعوام و أسمعه فى لقاء شخصى مع بعض الأصدقاء المقربين و يحكى عن يوم العزاء… فيقول “أتى الآلاف من البشر الذين أعرفهم و الذين لا أعرفهم… كلً منهم يحاول تصبيري بكلام التعازي، و لكن أذناى لم تكن لتنصت و لم تكن تلك الكلمات هى ما عزانى بحق… و لكن أكثر ما عزانى فكانت دموع شخص لا أعرفه أتى من القاهرة مخصوص ليعزينى فى محنتى… لم يتكلم معى كلمة واحدة و لكن كانت دموعه تنطق بما لم تقوى أعظم الكلمات على جذب إنتباهى و كانت قادرة على إختراق قلبى و تعزيتي …فكنت اسمع دموع هذا الشخص تقول لى هناك أناس تشعر بك و متألمة مثلك…و هو حقاً ما كنت أحتاجه فى هذه الفترة الأولى بعدما فقدت كل أسرتى..كل حياتى…”
حقاً مشاركتك الألم مع من يمر بمحنة هو أصدق من اعظم كلمات المواساة المكررة…وقد تكون لمسة حنية أو نظرة عطف أو كلمة طيبة أعمق فى أثرها من عطايك المادية الجزيلة
التعليقات مغلقة.