دنكيرك…بقلم د.أحمد دبيان
دنكيرك
بقلم د.أحمد دبيان
بعد أكتر من ٧٧ عاماً
خرجت السينما العالمية لتسلط دائرة الضوء
على دنكيرك .
” دنكيرك ١٩٤٠”،
وبعد ان أعلنت إنجلترا وفرنسا الحرب على ألمانيا بعد غزو هتلر لبولندا .
اجتاحت القوات الألمانية وعبر الأردين فرنسا ، متفادية حصون خط ماجينو فى خطة عبقرية وضعها هتلر وقواده ،
انهزمت فرنسا واجتاحها النازى ،
وحوصر ،أربعمائة ألف جندى بريطانى وفرنسى فى دنكيرك .
كانت الهزيمة مروعة وفادحة ،
ووقف تشرتشل ينادى كل من لديه سفينة او قارب ، ان يذهب لدنكيرك ويعبر القنال الانجليزى ليساعد فى اخلاء الجنود المحاصرين .
كان القصف الألمانى لا يتوقف اثناء الحصار والإخلاء .
كانت الأمة فى خطر ، ومن قلب الخطر والهزيمة ولدت روح دنكرك .
قتل اكثر من أربعين الف جندى بريطانى وفرنسى أثناء عملية الإخلاء .
وقف تشرتشل ورغم الهزيمة ليخطب :
سنحاربهم فى البر والبحر والجو .
لم ينكسر ولم يخرج متثقفو بريطانيا ، ودهماءها ليمارسوا عملية سلخ الذات ويطالبوه بالانتحار والمحاكمة جراء قراره بالانسحاب وإخلاء دنكيرك .
ولدت ومن روح الاجتياح والانكسار إرادة صنع الانتصار .
قادت إنجلترا عملية تصنيع كبرى لتعوض فارق القوة .
وقف جنرال فرنسى ” ديجول “ضد تيار اشمل وأعم يقوده جنرال كان بطلاً فى الحرب الاولى ” بيتان ” ثم فقد إرادة المقاومة وخان واستسلم باسم السلام وآخر الحروب .
قاد ديجول قوات فرنسا الحرة رغم ان كافة جيوش فرنسا ومستعمراتها انضمت للنازى ، وفى بير حكيم حفر لفرنسا المنتهكة مكاناً وسط القوى المتحاربة وواصل النضال .
من دنكيرك ووسط الهزيمة ولد الانتصار ،ومن قلب دنكيرك بدأت المقاومة.
الفيلم كتكنيك سينمائى يسلط الضوء على تفاصيل معاناة الجنود اثناء الحصار والإخلاء ، ويبرز غرائز البقاء والصمود ، رغم الاجتياح .
السيناريو محكم ،
التصوير رائع ،
تفاصيل المعارك فوق الوصف تجعلك تتفاعل مع تفاصيل الحدث .
دنكرك بالنسبة لى تستحضر فى الذاكرة رأس العش .
تسعة وثلاثون مقاتل يوقفون تقدم كتيبة إسرائيلية وبعد ايام قليلة من العدوان فى ١٩٦٧.
خرج الزعيم ليتنحى ، وخرج الشعب ليصرخ بارادة الصمود والبقاء
“حنحارب”
وكانت اللاءات الثلاث تمثل إرادة الانتصار
” لا صلح ، لا اعتراف ، لا تفاوض “،
وكانت الجولة الرابعة ” الاستنزاف “.
أغرقت إيلات وأغرقت داكار وتم نسف ميناء إيلات وتحطيم خط بارليف الأول ،.
وتم اعادة بناء الجيش وبناء وتحريك حائط الصواريخ .
ولأن الهزائم العظيمة تصنع الانتصارات العظيمة .
يطل سؤال هنا وسط هزيمتنا الحضارية الكبرى ومن بعد ١٩٧٤.
ونحن اليوم نحاول ان ننهض إن كانت هناك إرادة للنهوض والانتصار .
أين العمل السينمائي الذى يزيح أدران السبكى ومشتقاته ويعيد تشكيل وعى وذاكرة الأجيال الجديدة؟ مسلطاً الضوء على تفاصيل بطولات المجموعة ٣٩ قتال ،ومنظمة سيناء العربية ورأس العش وغيرها من بطولات الاستنزاف وأكتوبر .
محاولاً ، مع اجيال تم تجريف الوعى لديها استعادة واستحضار روح دنكيرك المصرية .
التعليقات مغلقة.