دوامات الذكرى … بقلم عبير عبدالمنعم
في الباص اتكأت على كتفه ، وأحاطته بذراعيها ، ظلت تستنشق أنسام أمانيها العظام ، بادرها بالصمتِ رغم حمم تعلو وتهبط آخرها ترقوته ، فقد كان يعلم أن الموت الذي لأجله يعيش(الثأر) وقسوة والده في تزويجه من أبنة عمه لأجل الميراث ؛ كل هذا يحول بينهما ، حاولت انتشال الطفل الباكي بداخله ، حاولت رشف الجحيم منه حتى يهدأ ، جابت ظهره الذي يشبه الجبل بكف حنون ، وكأنها تقول لذاك الطفل بجانبك أنا في هذا الهيكل القوي حد الوهن ، أمسك بيديها وربت عليها عامل الباص : وصلنا المحطة الأخيرة يا آنسة ، وهي تحتض ما تبقى منه ؛ كتب أهداها لها ؛ أولها ” الحب في زمن الكوليرا ” ، وآخرها ” الجريمة والعقاب ” ، وكان الأخير مخضبا بدمه …..
التعليقات مغلقة.