دور الأسرة والمدرسة في تعميق الوعي المروري لدى الأطفال.بقلم..ايمن دراوشة
تلعب الأسرة والمدرسة دوراً كبيراً في سلوك الفرد، ولا سيما في مرحلة الطفولة حيث تمثل هذه المرحلة بداية الاستعداد للطفل بما يدور حوله، فالطفل في مرحلة النمو يحرص علي تقليد من حوله لا سيما والديه، لذلك ينبغي علي الآباء أن يوجهوا أبناءهم التوجيه السليم وان يكونوا لهم القدوة الحسنة والأسرة الصالحة لذا فإنَّ الأب الذي لا يحترم قواعد المرور ويستخف بتعليماتها، وغير ذلك من التصرفات السيئة التي تتصف بالطيش والرعونة أثناء قيادة السيارة من شأنها ان تترك في نفس الطفل تصورا وتوجها خاطئا بالنسبة له، الأمر الذي يصعب تغيير هذا السلوك عند الكبر لقناعة الطفل في صحة هذا السلوك.
ويمكن للآباء أن يؤدوا دورا ايجابيا في ميدان التوعية المرورية من خلال حرصهم الشديد علي الالتزام بقواعد المرور وآدابه ونظامه الذي يعود بالخير علي الفرد والمجتمع علي حد سواء، لذلك فإنّ تعويد الأبناء علي احترام القانون وقواعد السير في مجال استخدام المركبات مسؤولية تقع علي عاتق الآباء أولا وأخيرا، هذا بالنسبة للأسرة، اما بالنسبة للمدرسة فهي لا تقل أهمية في هذا المجال عن البيئة الأسرية، لأنها المؤسسة الاجتماعية المهمة التي ينقل إليها الطفل بعد نشأته الأولي في الأسرة، وهنا فإنّ لسلوك المعلمين تأثيرا بالغا في نفوس الطلبة ذلك انهم ينظرون الي معلميهم بأنهم القدوة الحسنة الملزمة للتقليد.
لذا ينبغي أن تتولي إدارة المدرسة غرس القيم والمفاهيم السليمة المتمثلة في حب النظام وطاعته ونبذ السلوك السيئ وبهذا نري من الأفضل تحقيق الوعي المروري بأسلوب علمي، وذلك بإدخال مادة تدريسية خاصة بالمرور لمختلف مراحل الدراسة تتناسب مع وعي الطالب وثقافته وسنه، وينبغي أن تكون هذه المادة إلزامية لا تقل أهمية عن بقية المواد الأخرى، وبذلك تسهم في بناء شخصية هذا الطفل وتعوده علي حب احترام نظام المرور.
وبعد، هذه دعوة مخلصة لوزارة التربية والتعليم من اجل طبع كتاب المرور وجعله مادة أساسية وليس كمادة مساعدة أو كتاب للمطالعة الإضافية بل يجب تدريسه واحتساب علامات مدرسية له مما يسهم في تحقيق الهدف المرجو تحقيقه، وهو الحد من حوادث السير المؤسفة.. ونأمل المزيد من الخطوات الهادفة لتحقيق الوعي المروري بين صفوف أعزائنا الطلبة والله ولي التوفيق، وهو الهادي إلي سواء السبيل.
التعليقات مغلقة.