دون سابق إنذار بقلم : د. محمد محي الدين أبوبيه
ذهب إلى البيت ولم ينس قراره الذي اتخذه بالتخلص من زيجته التي لم يخترها هو بل اختارها له أبوه من أجل عيون المحل الذي يمتلكه والد زوجته ويشارك في تجارته بالأدوات الصحية معه ..
فهي تكبره بعام ولايوجد تجانس بينهما بالأفكار أو طريقة المعيشة أو التطلعات حتى الأولاد كان يريد أولاده بشكل آخر …كلامهم… سلوكهم.. تعليمهم…
حلمه بالزواج من زميلة الدراسه( نوال) مازال يعشش برأسه.
لكم حلم بها ومازال حتى هذه اللحظة يتخيلها معه في بيته كيفية العلاقة بينهما… ظرفها.. لطفها …كلامها الرقيق …احتوائها له في كل لحظاته ومشاكله …حتي تخيل أولادهما وتدليلها لهم واهتمامها باسلوبهم وتعليمهم…
حياة كاملة يعيشها مع نوال .
هو لا يعلم عنها شيئا الآن ..لكنه بمجرد أن يتخلص من حياته تلك سوف يبحث عنها فهو يتذكر عنوان بيت أهلها من أيام الدراسة..سيذهب إليها ويبدأ حياة جديدة معها
.وفي خِضم تلك التخيلات الهادئة جاءه إعصار على الباب فبمجرد أن فتح الباب ليدخل الشقة وجدها خاوية على عروشها.
ماهذا…أين( العفش)…أين كل شىء…ليجد من خلفه مَن يجيب على أسئلته…( أهل المدام جم حملوا كل حاجه ومشيوا…وبيقولوا لازم تبعت ورقة الطلاق وإلا هيبهدلوك في المحاكم.)
لم يتوقع من زوجته ما حدث رغم كثرة المشاكل بينهما وتدخل أسرتها وتهديدهم له إن لم يحسن عشرتها بأن يفعلوا مالا يحمد عقباه.
أليس هذا مايريده…التخلص من هذه الزيجة…لكن ليس بهذه الطريقة…بطريقة يكون هو فيها صاحب القرار…
أخذته قدماه إلى بيت والده الذي عنفه لما آلت إليه الأمور مع زوجته.وتركه وحيداً في صالة البيت كي يواجه مصيره وحيداً مع أهل زوجته فمصالحه معهم تجعله يقف في صفهم هم وليس معه.
خرج من بيت والده لا يدري وجهته
أراد أن ينظر إلى نصف الكوب الممتلئ وهو حبيبته القديمة ملازمة خياله والتي من أجلها كره زوجته وعاملها بمنتهى السوء فأخذ يجمع عنوان منزلها القديم ذهب إليه وأخذ يسأل عنها..
وبعد مشقة وصل للمنزل وتحاور مع صاحب سوبر ماركت
بجواره وبعد حديث ودود سأله عنها وكيفية أحوالها …فزفر صاحب السوبرماركت زفرة فيها حسرة وألم يا أستاذ ربنا يفك سجنها
سجنها…ليه.؟..إيه اللي حصل؟
مفيش هي كانت متجوزة من راجل من أهل المنطقة بس حصلت مشاكل بينهم وضربته جابتله عاهة مستديمة واتحبست
نوال عملت كدة
أيوه يا أستاذ..دي كانت مفترية عليه دايما وهو راجل سُكرة لكن تقول إيه المخدة ماتسعش اتنين حلوين مع بعض
غُصة زُرِعتْ في قلبه وهو يستمع حكاوي الرجل عنها وعن عصبيتها الزائدة وعن سلوكها الفظيع مع الجميع
حتى أنتِ يانوال ذهبتِ مع الريح وانهار الحلم وتحول إلى كابوس دون سابق إنذار
التعليقات مغلقة.