دون كيشوت بعقال.بقلم.مدحت رحال
دون كيشوت ,
رواية للروائي الإسباني الشهير / سيرفانتس ،
رجل في الخمسين من عمره ،
مولع بقراءة كتب الفروسية إلى درجة الهوس ،
أوصلته أوهامه وخياله إلى أن يقرر استعادة أمجاد فرسان القرون الوسطى ومحاكاتهم في التنقل لنشر العدل ومحاربة الظلم والدفاع عن المستضعفين،
ممتطيا جوادا هزيلا ،
لابسا عدة حرب مهترئة ،
متخيلا أنه الفارس المغوار الذي لا يُشَق له غبار ،
والذي سيطهر الأرض من الشرور والأشرار ،
وكعادة الفرسان ، فقد اتخذ له رفيقا تابعا من الفلاحين السذخ ، وقد وعده أن يجعله حاكما على إحدى الجزائر المفتوحة ،
ولتكتمل صورة الفارس المغوار ، فلا بد أن يكون له حبيبة تشاطره أمجاده ويُهدي إليها فتوحاته ،
فتذكر أنه وقع في شبابه في غرام فتاة قروية،
فجعل منها محبوبته الموعودة ،
ومضى دون كيشوت في طريقه الذي صوره له خياله إلى المجد ،
وقد حفل هذا الطريق بالعشرات من القصص والحوادث الطريفة التي يزجها بها خياله ،
ولعل من أشهرها صراعه مع الطواحين الهوائية التي تصورها شياطينا لها أذرع هائلة ، تنشر الشر ببن البشر ،
قام دون كيشوت بمهاجمة هذه الطواحين ،
وغرس فيها رمحه ،
ولكنه علق بها ، فرفعته في الهواء ثم طرحته أرضا ،
فرضّت أضلاعه وكسرت عظامه ،
وهكذا ،
ما كان دون كيشوت يخرج من خطر إلا ليقع في خطر أكبر .
ولم يسلم تابعه المسكين من عشرات الضربات واللكمات التي كانت تناله من المهمات الصغيرة التي كان يوكلها إليه سيده ،
ويقعده المرض والإجهاد من المغامرات الدونكيشوتية ،
ثم يثوب إلى رشده ،
ويخلع الخوذة .
ولكنه يلبس
التعليقات مغلقة.