ديب فريزر
بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
زمان قبل الدُنيا تتغير قوي كده و لما كنت بروح عند جدتي في أجازة الصيف كنا كل يوم و بدون مُبالغة ننزل السوق نجيب طلبات البيت اليومية من أول وجبة الفطار لوجبة العشاء و يومياتي على الله نفس الحكاية كان روتين يومي عُمرنا ما زهقنا .
و لما كبرت شويتين في رمضان و قبل الفطار كنت بروح عند خالي اجيب منه التلج اللي كنا بنعمل منه الميه السقعة و العرق سوس
و ياااه على دي أيام .
لحد ما ربنا كرمنا كده و أبويا الله يرحمه قدم لنا على تلاجة إيديل على شرط كانت بالدور و أنت و حظك بقى آه و الله .
بس أبويا جابها علشان بقت عند الناس كلها مش أكتر و نعمل فيها بقى تلج زي ما إحنا عوزين و بلاها مشوار خالي ده .
بس بردوا أمي ربنا يديها الصحة و لحد دلوقتي زي جدتي بتجيب أكل اليوم بيومه مش مقتنعه بالحاجة اللي بتتجمد دي زي الفراخ و اللحمة و السمك
كنا حافظين زي أسامينا منتجات الصيف و الشتا الزراعية و استحالة نتلخبط فيهم .
كان الأكل بيبقى ليه طعم تاني و شوقه عجيبة سبحان الله .
لحد ما انتشر الديب فريزر في البيوت على وجه الخصوص صحيح كان موجود في المحلات بس نادر جداً لما كنا نشوفه في أي بيت .
و تقريباً من وقتها و حرفياً الواحد ما بقى عارف ايه اللي بيطلع في الصيف و لا اللي بيتاكل في الشتا .
لحد يمكن وقت قريب الأختراع ده أمي ما كانت جيباه بس جابته علشان خاطري كنت مسافرة برة و طبعاً كنت بنزل مشتاقه لأكلات كتير مش بتبقى موجودة في البلد اللي كنت فيها فكانت بتفرزها و أخدها معايا
بس كنت أمشي من هنا و تفصله من هنا ههههههههههه يا حبيتي سبيه بدل ما تنزلي كل يوم و تعب عليكِ بس سبحان الله طبعها كده
و على فكرة لحد ما توفت جدتي رحمة الله عليها و عُمرها ما اقتنعت بمية التلاجة و كان جنبها التلاجة بتاعتها ( القلة )
المهم كانت الأسعار قبل الديب فريزر ده في متناول الجميع
كانت يا دوب تبقى شدة شويه في بداية الموسم بس بعد كده لحد ما وقتها يخلص سعرها ما بيتغير و بينزل كمان .
و اكيد اللي من جيلي جيل السبعينات واعي للكلام ده كويس .
و مش من ثقافتنا إننا نخزن أكل و نفرزه و المواسم تدخل في بعضها لحد ما نسينا طعم الحاجة في وقتها .
و تقريباً من وقت ما بدأنا نخزن و الأسعار بقت في السما و بقى المنتج من وقت ما يطلع لحد ما يروح نفس الأسعار و الغريبة اكتر إنها بتزيد و بتشد قبل ما الموسم بتاعها يخلص لأن طبعاً ستات البيوت كلها إلا من رحم ربي بيخزنوا الصيف في الشتا و الشتا في الصيف !!
مع إن من عظمة الخالق نوع المحاصيل اللي بيطلع في كل فصل بيناسب الجو فيه اللي بيرطب و فيه اللي بيدفي .
المهم أنا كنت في السوق و لقيت البائع بيقولي في شوية بسلة اهيه صابحه علشان خلاص مروحه
قولت له على كام قالي بكل بساطة على 15جنيه فضحكت و قولتله و مالك كده بتقولها كأنها على 5 جنيه و تقريباً الشويه اللي بيقول عليهم دوول كانوا مش أقل من عشرة كيلو !!
بس الحمد لله طلعت لأمي و جدتي و مش بخزن
و كل حاجة في وقتها حلوة على فكرة و ليها طعم تاااني
كتير بنبقي إحنا السبب في أصل الأشياء بس بنجبها في غيرنا .
و كله من الديب فريزر ده .
فهمنا القصة جت منين بقى .
التعليقات مغلقة.