موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“ديناميكية النص بين التجديد والإبداع”دراسة نقدية تحليلية لقصيدة”مافيش ف الأوضه دى مصحف_؟ للشاعر الكاتب عماد سالمنقد وتحليل / أسـامـة نــور

849

**مقدمة :-
إن للشاعر مطلق الحرية في التعبير عن مشاعره وأحاسيسه بالطريقة التي تناسبه ،وتتوافق معها ذائقته ،
وتناسب ميوله ومشاعره ، ولكن يجب أن يدرك أن الأمر لن ينتهي به ؛ فبعد طرحه القصيدة ،أونشرها يتلقفها
المبدعون ،والمتلقون والمتذوقون ،والنقاد ، ويبقى الإبداع والتجديد والالتزام بفنيات وآليات الشكل الشعري ، والتجديد في المضمون ،والتصوير هو الفيصل في تلقى النص والإعجاب به ، فيجب أن يحقق النص الإبداع والإمتاع ..
وشعر العامية يرتبط بالواقع ،ويصوره بدقة ،فهو إنعكاس للواقع ،وآلامه وافراحه ،لذا نجد شعراء العامية ، يستخدمون التشكيل الصوتي والبنيوي ،بالتزامن مع قضايا واقعية عامة فيحدث ذلك صدي للمتلقي وتجاوبًا مع النص ،بالإضافة إلى اللهجة العامية المستخدمة التي يفهمها الجميع ،
ورغم الهجوم على الشعر العامي من بعض اللغويين ،وهذا الهجوم مبعثه حب اللغة العربية الفصحى ،والغيرة عليها وقد أدى ذلك إلى إهمال النقاد لشعر العامية ، لكنني أرى “أن لشعر العامية دورًا كبيرًافي الأدب ؛ فهو أدب شعبي يرتبط بالواقع والناس ،ويعبر عن آلام الأمة وأفراحها ،وقد تطور بفضل شعراء كبار ؛أثروا في حركة الشعر والأدب ،مثل صلاح جاهين ،بيرم التونسي ،فؤاد حداد ،عبد الرحمن الأبنودي ،ونبيه محفوظ وغيرهم ،
وقد تطور الشعر العامي على مستوى الشكل ،فانتقل من الزجل الذي يشبه القصيدة العمودية إلى التفعيلة الواحدة، كالشعر الحر ..
كما أن هناك شعراء يكتبون ( الشعر العامي النثري ) الذي لا يلتزم بوزن معين ..ويقابل ذلك شعر النثر بالفصحى
ومن هنانجد تطور شعر العامية كان متوازنًا مع الشعر الفصيح .
———-؛؛؛؛؛؛———–
**” في ماهية العنوان ودلالته “
إن للعنوان دوره المؤثر في النص ؛ فلم يعد العنوان مجرد كلمات ،تقال في بدايته ، إنما أصبح جزءًا من النص لا ينفصل عنه ،بل هو عتبة رئيسة من عتباته، وهو نص مصغر يدل على النص الأصلي ، وكلما كان العنوان مؤثرًا في عاطفة المتلقي ويثير فكره ،كان ذلك محفزًا له على قراءة النص واكتشافه..
لهذا ظهر حديثًا ” علم العنونة ” ودراسات كثيرة أشهرها
كتاب عتبات النص ” الناقد الفرنسي جيرار جينت ..وكذلك
دراسات الكاتب الناقد “ليو هويك “
والعنوان هنا “مفيش في الأوضة دي مصحف؟ “عنوان مؤثر هو تساؤل ورغبة في بعث الطمأنينة في النفس بعد ما اعتراها من حزن وحيرة ، هو بحث عن ثبات الذات و والاتكاء على كلام الله؛ ليشرحَ صدره ، ويعيد اتزانه ..فقد قال تعالى ” ألا بذكر الله تطمئن القلوب”..
العنوان هنا له دلالات متعددة ..الحيرة والقلق ..وما يعتري النفس من شك..وتذبذب ..الجزع أمام أهوال الحياة ..
النفس الأمارة بالسوء..ثم النفس اللوامة وهي تحتاج إلى ما يقومها ويثبتها وهل غير ذكر الله نحيا به فينجينا؟! …ثم النفس المطمئنة التي تستقي من نور الله فتحيا في ضياء الصبر والثبات واليقين ..
عنوان يدل على شاعر مطبوع هادئ الطبع يحترق داخليًا رغم هدوئه الظاهري ..يتمسك بالقيمة .ويبحث عما يدعمها ..يحاسب نفسه …ويتخذ من القرآن منهجًا وحياة …
علاجًا، وصحة للنفس …
———–؛؛؛؛؛————
**”من حيث الشكل والموسيقى “
ينتمي النص من حيث الشكل إلى الشعر العامي
لكنه يستخدم المفردات القريبة من الفصحى فهي عامية متفصحة ..
فنجد اللهجة العامية الراقية التي تعبر بسلاسة عن تجربته ،وعن حالته ..وتصور رؤيته وفلسفته
وهي مستقاة من الواقع ومن الوجدان الشاعري ، والوعي الذهني لدى الشاعر ..
فنجد ذلك في قوله في بداية النص”
مافيش في الأوضة دي مصحف ؟
مفيش منديل
سحابه بيضاء تخطفني
ترجعني أكون نطفه
في ضهر أبويا واطمن
مكاني قبل ما يعرف طريق أمي
ولا تحبه ولا تشفني
نلحظ هنا قرب العامية من الفصحى
ونجد الاتكاء على المفردة والجملة الشاعرية والصورة إصافة إلى بعض القوافي الداخلية …
ونجد الموسيقى المتناغمة ..بإيقاع سريع ..ويعكس ذلك الرغبة في التحرر من الواقع حتى ولو بالرجوع إلى بداية التكوين ..وهو رغبة في التطهر ..والعودة إلى الأصل ..
ونجد الموسيقى الداخلية ..من خلال الألفاظ المتجانسة ..والجمل المتناغمة ..والترادف والتضاد ..
———–؛؛؛؛؛؛؛؛———–
**”من حيث المضمون التجربة واتجاهات النص “
نشعر بعمق التجربة الشعرية في النص ، والصدق الفني والصراع والدراما داخل النص ، فتمني “النكوص ” العودة للماضي بل لما قبل التكوين يدل على رفض الواقع ..وما مر به الشاعر من تجارب مريرة ،حاول خلالها التأقلم ،لكن للشاعر ذات مغايرة؛ فهو يبحث عن الصدق والحق والنور في عالم يعج بالشر والظلام ..
“ونجد ذلك في قوله “
مافيش في الأوضة دي مصحف ؟
مفيش منديل
سحابه بيضاء تخطفني
ترجعني أكون نطفه
في ضهر أبويا واطمن
مكاني قبل ما يعرف طريق أمي
ولا تحبه ولا تشفني
نجد كلمة” مصحف”تدل على الإيمان ..والرغبة في لَمِّ شتات النفس بالقرآن ، “ومنديل” يدل على البكاء إما بسبب الندم أو بسسب ما يراه من آلام وأحزان ..وهذا يدل على نفس شفافة ..سريعة التأثر ..
ونجد ذلك في تكرار التساؤل :-
“مفيش قنديل ؟”…
يخلصني من الضلمة اللي حوطتني
وخلتني أحب الليل
مفيش واحد مصدقني ؟!
مصدق إن انا عاشق
ويجرى معايا يلحقني
لحد مدينة العشاق ..
رغبة في التحرر من ظلام النفس والواقع ..والرغبة في الخلاصة..ونجد قوة المعاناة
حيث الضلمة اللي حوطتني
وخلتني أحب الليل “
ثم ينتقل إلى الحديث عن العشق ..وأحلام العشاق ..وهنا يتحدث الشاعر عن ماهية العشق وأثره ..هو عشق الحبيبة ممزوج بعشق الوطن ..وعشق الحب والجمال ..
فالشاعر ذو روح محبة عاشقة ..
فيقول :-
حقيقي …
كنت باعشقها
وانا ديما يصدقها
وتكدب ليه
مدام ف اديها نور الشمس
وهي مالكة تكويني
ولو عايزة توديني لآخر نجمه في السموات ..
توديني
إنه عشق أقرب للعشق الصوفي حيث الذوبان في الحبيب ..
ثم يتحدث الشاعر عن رفضه اللوم والعتاب فيقول :-
“أنا راضي
ومش فاضي
لحد يزوم وينصحني
ويحرحني
يقول : مين اللي تستاهل ؟
يقول انساها بالساهل
عشان ولا مره كان ساكن
مع العشاق في أحلمهم
ولا داق المرار والويل ..”
نجد سرعة الإيقاع ..ورفض اللوم والعتاب ..وذكر سبب ذلك ..ثم نجد العودة إلى التساؤل الأول في قوله :-
مفيش في الأوضه دي مصحف
ما فيش منديل
يداوي قلب بيعيط
وتأتي مره بيخبط
تاني حلمه ميت تانيه
عشان يصغر ومايبانشي
لعين سحريه واقفه له في قلب البيت ..
سمعت عيوني بتقول له
خلاص ارجع فيعمل نفسه مش سامع ..”
جمل متسارعة متشابكة ..حوار مع النفس و الآخر ..
صراع الأنا….التخبط ..
يكمل الشاعر حواره التخيلي حيث يقول :-
هاتوه..
وأتوه وأيه يعني
يمد عنيه ولا باب وراه أحباب
وواقف وحده جوه سراب
بتتسرسب دموع القلب
تتبخر وتبقى سحاب
وتملى البحر بقصائد
ويرجع قلبي يرسمها
دموع ع الباب ..
صورة كلية رائعة ..تصور الألم ..إن الإبداع يولد من الألم ..
هنا يركز الشاعر على الارتقاء الروحي ..إعلاء الذات فنجد ..سحابة بيضا …ويقابلها سحابه تشبه الأيام في قسوتها ..
فيقول :-
كأن الليل عباية سودا بتخبي
مطب فب شارع العودة
عشان يمنع كلام من قلبي كان طالع
سحابه تشبه الأيام في قسوتها
اعد لعمرها سته
وفي السابع
بتولد نجمه بتعيط
وبتدمع نجوم سودا
ثم يعود الشاعر في نهاية قصيدة لنقطة البداية ..
فمازال يتساءل يبحث ذاته ..وأمنه وأمانه .
———-؛؛؛؛؛——–
**”من حيث الأساليب والصور الجمالية “
استخدم الشاعر الأساليب الخبرية للتقرير والتأكيد ..لكن الشاعر أكثر من استخدام الأسلوب الإنشائي وخاصة الاستفهام ..فالنص عبارة عن تساؤلات ..يطرحها لنفسه وللآخر ..لحبيبته ..ولمن يلومه على حبه وعشقه ..
والاستفهام هنا كان له دور في كشف ذات الكاتب ومعاناته وحيرته ..وأيضًا كان له دوره في إثارة الذهن وجذب المتلقي ،ودفع الملل ..
ونجد من ذلك:-
مافيش في الأوضة دي مصحف ؟
السؤال هنا للالتماس ..التوق لما يعطيه الأمن والطمأنينه ..
وما تلا ذلك تساؤلات متتابعة ..

مافيش في الأوضه دي مصحف؟ /ما فيش منديل ؟
سحابه بيضاء تخطفني ؟/ترجعني أكون نطفه..؟
ثم :-
مافيش قنديل ..؟ البحث عن النور
ثم مافيش واحد مصدقنى ؟!
..وتكدب ايه ؟! التعجب والاستنكار
وكذلك مين اللي يستاهل ؟!
والاستفهام هنا غرضه النفي ….
ثم.ينتهي النص بالتساؤلات التي بدأ بها ..ليؤكد أنه مازال في حيرة التساؤل ..وفي البحث االأمن والنفس المطمىنة..
واستخدم الأسلوب الخيري مثل :-
كأن الليل عباية يأس بتخبي
مطب ف شارع العودة
سحابه تشبه الأيام في قسوتها
اعد لعمرها سته ..
**للصورة مكانة كبيرة في الشعر ..فالشعر خيال وشعور ..
ونجد أن النص يحتوي على صور طريفة ..واستطاع الشاعر أن ينتقل بالصورة من السمع إلى الرؤية ..فأصبحت الصور “سمعمرئية اتسمت بالحركة والخيال والأفق الواسع ..والصدق الفني
مما جعلها تظهر الحالة.. والرؤية ..وتؤثر فى المتلقي
ومن هذه الصور :-
سحابه بيضا تخطفني
ترجعني أكون نطفة..
وكذلك ..ولو عايزة توديني لآخر نجمه في السموات توديني….والصورة الكلية المؤثرة
مافيش منديل
يداوي قلب بيعيط
وتأتي مره بيخبط.
وتاني حلمه ميت تانيه
عشان يصغر ومايبنشي..
وتستمر الصور تشكل الألم وتظهر الحالة ..ومن ذلك ..
مافيش ولا باب وراه احباب
وواقف وحده جوه سراب
بتتسرسب دموع القلب
تتبخر وتبقى سحاب
وتملى البحر بقصايد ..
————-؛؛؛؛؛؛———–
شاعر يمتلك دقة الصورة ..وتوليد الصور الحركية فى أسلوب مؤثر ..يجمع بين عمق الفكر ،والعاطفة المتأججة .
قصيدة رائعة تحمل فنيات شعر العامية
فنجد استخدام شكل القصيدة العامية في إطار حداثي..
جاء المضمون أيضًا حداثيًا من خلال التجديد في البنية والتناول،فالشاعر من “رواد مدرسة العامية الجديدة “
كما نجد التجديد في الصور والتراكيب ،فحقق الإبداع من خلال تصوير وطرح الفكرة في إطار يجمع بين الواقع والخيال .وفي مشهدية و تشكيل درامي ،وصور رائعة طريفة ، وصدق فني …ونجد الحركة والحيوية والتناغم الموسيقى ،وتنوع الإيقاع، ..مما جعل النص يتماس مع الآخر .
فتحقق الإبداع والإمتاع .
تحياتي/ أســامـة نــور

التعليقات مغلقة.