دُرة الحلوى بقلم ولاء جمال
خرج من مكتبه مسرعاً وانطلق بسيارته فى محاولة للوصول إلى بيته قبل آذان الفجر كى يستطيع تناول وجبة السحور وفى مفاجئة لم يتوقعها نفذ بنزين السيارة وتوقفت به فى شارع مظلم إلا من أعمدة لها ضوء خافت لا أحد فيه ولا سيارات تمر منه حاول ان يتصل بأى صديق لكن دون جدوى لم يجيبه أحد ظل واقفاً بجوار السيارة وحاول أن يبحث فيها عن أى شئ يأكله أو زجاجة ماء لكن لم يجد ، اقترب الفجر وهو فى مكانه ثم سمع وقع خطوات حثيثة تخترق الصمت حاول أن يجد مصدر الصوت فأخذ يجول بناظريه حتى وقعت عيناه على رجل يجر عربة زجاجية ويبدو أنه أحد الباعة الجائلين اقترب منه عله يستطيع مساعدته فوجده شيخاً كبيراً فسأله : سلام عليكم يا حج ممكن تساعدنى ؟!
أجابه الرجل بكل هدوء : تحت أمرك يا ابنى أى خدمة
فشرح له الشاب مشكلته وسأله إن كان يستطيع أن يجد هنا من يساعده
صمت الشيخ لبرهه ثم طلب من الشاب أن يذهب ويجلس فى سيارته ولحقه الشيخ بعربته وأوقفها بجوار سيارة الشاب ثم احضر له طبقاً وقدمه إليه قائلاً : اتفضل اتسحر الاول الفجر قرب يأذن وبعد كده نشوف موضوع العربية
ابتسم الشاب للشيخ تعبيرا عن الامتنان ثم نظر إلى الطبق فى ذهول ورفع عينيه نحو الشيخ مرة اخرى وسأله متعجباً : كنافه هاتسحر كنافة ؟
ضحك الشيخ ثم قال : تعرف ان انت مش هتبقى اول واحد يتسحر كنافة انا يا ابنى دى صنعتى من سنين فى يوم كان واحد من زباينى مدرس تاريخ بعد ما اديتله الطبق لقيته بياخده كده وكله حماس وبيقول تعاليلى يا درة الحلوى فروحت سائله ايه درة الحلوى دى قالى الكنافة وحكالى انهم قالوا ان معاوية بن ابى سفيان اول واحد اتعملت له الكنافة مخصوص فى رمضان عشان يتسحر بيها ووقتها كان اسمها كنافة معاوية وناس تانية قالت ان الكنافة دى اتعرفت لما جه المعز لدين الله الفاطمى مصر والمصريين يوميها قدموا له الكنافة تحية منهم له ومن ساعتها انتشرت الكنافة واتعرفت كحلويات لرمضان …
فى هذه الأثناء كان الشاب قد تناول معظم الطبق وشكر الشيخ على مساعدته وعلى المعلومة القيمة واستمر الحديث حتى آذان الفجر وبالتزامن معه رن هاتف الشاب وكان المتصل أحد اصدقائه فحكى له ما حدث واخبره صديقه بأنه قادم إليه وطلب منه ان يرسل له موقعة … ودع الشاب الشيخ وكرر له شكره وانطلق الشيخ إلى حال سبيله حاملاً معه درة الحلوى ❤
التعليقات مغلقة.