ذكراهم الخالدة.بقلم.عائشة زغدار
لا زالت ذكراهم تراودني
وسط الضلوع
تربعت في الفؤاد
صادفتها ذات لقاء
في مخيمات اللاجئين
تطاردهم لعنات حرب ظالمة
و أقدار تملؤها الأحزان
من بين النساء .. أم حبيبة
حنونة القلب .. حليمة
تحتضن أبناءها
تحت خيمتها المهترئة
في عز الشتاء الماطر
بالبرد لا تبالي
تغطي صغارها كحمامة
تحتويهم بدفئها
كشمس النهار تشع ابنتها
زاهية تراقص الفراشة
مع تريباتها ترسم أحلام
و جميلة تختطف العقول
صنديدة لا تخشى المنية
و من بين الرياض تصادفكم
أخت لهم تتوسطهم زهرة
تضاهي عبق الورود
و طفلها الهيثم بين الجموع
يختزن قوة شأس
بالذود عن أمه يبادر أسعد
و الأمجد بأبيه الشهيد يفاخر
و بأخيه الهمام يتباهى جابر
تحت زخات المطر تأويهم
أم معطاءة كريمة
هي أرض غزة العزة
تنهال عليها القنابل
و قذائف مدافع العدى
بلا موعد تصطاد الفرائس
على خيمة أم حبيبة وقعت
قذيفة الغدر بلا رحمة
أهدتهم للموت .. تحت الأنقاض
أسكنتهم بلا عودة للحياة
على ذراعي تلفظت أنفاسها
أم الشهداء رددت كلماتها
مودعة هي و الأبناء موطنها
مخلفة في الروح وصية
و في العقل ذكراهم الخالدة
التعليقات مغلقة.