ذكريات الربيع
شعر مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
زمنٌ بديعٌ لايُقاسُ بثانِ …. زانَ الحقولَ وزانَ كلَّ مكانِ
فانظرْ إلى صنعِ الربيعِ وما كسى….. هذا الثراءَ بخضرةِ الألوانِ
والشمسُ ساطعةٌ جميلٌ دفؤها……بعدَ الشتاءِ ومُزنهِ الهتَّانِ
باللهِ هل هذا الجمالُ هو الذي…..وهبَ الوجودَ الحُسنَ في الأزمانِ
عادتْ شهورُ الحُسنِ بعدَ غيابِها…… وذكرتُ منها مشاهدَ الإحسانِ
وتجدَّدتْ تلكَ المشاهدُ مرَّةً…… أُخرى فصُغتُ فرائدَ التبيانِ
ما أجملَ الجوَّ البديعَ وحسنَهُ…… وتمايلَ الأوراقِ والأغصانِ
وكأنها للحُسنِ تاقتْ كالفتى……فتراقصتْ كتراقصِ الفرحانِ
قد كنتُ أضربُ في البلادِ كأنني….مُتسابقٌ والدهرُ من ساماني
واليومَ قد غزتِ الكورونا أرضَنا…..وقد استباحتْ سائرَ الأوطانِ
فجلستُ بينَ البيتِ من أكلٍ إلى….شربٍ إلى نومٍ وقد أوهاني
فغدوتُ للحقلِ الفسيحِ فلم أرَ…..غيرَ الطيورِ بأفقِها وتراني
فعلمتُ حقَّاً من أكونُ ومن أنا……أنا في البريةِ مُشبهُ العقبانِ
أنا كالصقورِ وكالنسورِ بذي الدنا…..الأُفْقُ وكري والفضاءُ مكاني
كم كنتُ أجلسُ في الحقولِ بما مضى……متغنِّياً بالشعرِ كلَّ آوانِ
ومتى ذكرتُ أولئكَ الأيامَ كم….. تهمي العيونُ بدمعِها الهتَّانِ
وكأنَّ هذا الداءَ عمَّ بلادَنا……ليُعيدَ ذكرى الحسنِ في أذهاني
كم كنتُ أعشقُ ذا الغروبَ فإنهُ…..عينُ الحقيقةِ في الوجودِ الفاني
وكأنهُ هذي الحياةُ قد انقضتْ…… والسعيُ في أرجائها أعياني
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
التعليقات مغلقة.