ذو النُّورينِ عثمانُ بقلم الشاعر محمد عبدالرحمن كفرجومي

ذو النُّورينِ عثمانُ بقلم الشاعر محمد عبدالرحمن كفرجومي.

(رضي الله عنه و أرضاه).
١-لِعُثْمانَ ذي النُّورَيْنِ في القلبِ مِنْبَرُ
فهل لي إلى التعبيرِ حرفٌ يُعَبِّرُ؟!
٢-إليك أميرَ المؤمنين محبَّتي
تفيضُ كموجٍ بالعواطفِ يهدِرُ..
٣-ألا ياشهيدَ الْحقِّ فدواكَ مهجتي
فهذا فؤادي بالمحبَّةِ يذخُرُ..
٤-حياؤك مشهورٌ ووجهك ناضرٌ
يُشعشِعُ بالتَّقوى بهاءً ويُسْفِرُ..
٦-مُتورِّدُ الخدَّيْنِ دومًا مِنَ الْحَيا
جليلٌ،بك الأخلاقُ تزهو وتُزْهِرُ..
………………………………………….
١١-رسولُ الْهُدى أولاكَ كلَّ محبَّةٍ
لِما لك مِنْ فضلٍ يزيدُ ويكْثُرُ..
١٢-ففي بيعةِ الرُّضْوانِ كنتَ بمكَّةٍ
تُفاوِضُ أهلَ الشِّركِ؛بالْحقِّ تَجْهَرُ..
١٣-فبايع عنكَ المصطفى بيمينِهِ
وهذا سُمُوٌّ بالثَّناءِ مُعَطَّرُ..
١٤-وأهدى لك العدنان بُشرى عظيمةً
هنيئًا لك الْفردوسُ؛أنتَ مُبَشَّرُ..
…………………………………………
١٥-تَزَوَّجتَ مِنْ بنتِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
لأنَّكَ حُبٌّ للرَّسولِ مُجَذَّرُ..
١٦-فلمَّا قضت نحبًا تزوَّجتَ أختَها
وهذا-وأيْمُ اللهِ-فضلٌ مُكَرَّرُ..
١٧-فلُقِّبتَ(ذا النُّورَيْنِ)عِزًّا ورِفْعَةً
ومن نورِ آلِ الْبَيْتِ وجهُكَ نَيِّرُ..
………………………………………..
١٩-تمثَّلَ فيكَ الْحُبُّ والْعَفْوُ والنَّدى
وأنتَ لِنَبعِ الْجودِ فَحوى ومَظْهَرُ..
٢٠-جوادٌ؛وذا عامُ الرَّمادَةِ شاهدٌ
ففيهِ أغثْتَ النَّاسَ والْكُلُّ مُعسِرُ..
٢٢-فمثلُكَ يسخو والسَّخاءُ سَجِيَّةٌ
لِأنَّكَ عن حالِ النَّدى لا تَأخَّرُ..
٢٤-وجهَّزْتَ جيْشًا كانَ قبلُ بِعُسْرَةٍ
فما عُسْرةٌ أزرت به أو تَعَثُّرُ..
٢٦-وفاطمةُ الزَّهْراءُ بنتُ محمّدٍ
وهبتَ عليًّا مَهْرَها ،ذاكَ يُذْكَرُ..
٢٧-وكانَ عليٌّ حينَ ذلكَ مُعسِرًا
و أنت-أيا عثمانُ-نعمَ الْمُيَسِّرُ..
٢٩-نقولُ:ألا كلُّ الصَّحابةِ أخوةٌ
أيا مَنْ أثاروا غيرَ هذا تَبَصَّروا..
……………………………………..
٣٠-حكمتَ-أياعثمانُ-دونَ تَلَكُّؤٍ
فمِن منهَجِ الْقرآنِ حكمُكَ يصدُرُ..
٣٢-جريءٌ بلا طيشٍ،شجاعٌ بحكمَةٍ
أبِيٌّ بلا كِبْرٍ ، نبيلٌ مُوَقَّرُ..
٣٤-سجاياكَ كالْغَيثِ الْبَهيجِ كريمَةٌ
سجاياكَ من وردِ الحدائقِ أعطَرُ..
٣٦-وقد كنتَ برًّا بالرَّعِيَّةِ راحمًا
تَسوسُ بِعَدلٍ بالمَحَبَّةِ يُثْمِرُ..
………………………………………….
٣٧-رِعاعٌ أتَوْا جَهْلًا،تمادَوْا بِغِيِّهِمْ
وعاثوا فسادًا والضَّلالَةَ أظهروا..
٣٩-تحمَّلْتَهُمْ كيلا تُريقَ دمًا وكيْ
يثوبوا إلى رشْدٍ، وميلُكَ يصبِرُ..
٤٣-فلم يرعَووا لِلْحَقِّ نَهيًا عنِ الَّذي
أثاروهُ من أمرٍ عظيمٍ يُكَدِّرُ..
…………………………………………..
٤٥-عليٌّ تصدَّى-كرَّمَ اللهُ وجهَهُ-
لِشَرٍّ عظيمٍ عنْ نيوبٍ يُكَشِّرُ..
٤٦-ودافعَ عن عثمانَ ما تأخَّرَ لحظَةً
و أبناؤُهُ عن نُصرةٍ ما تأخَّروا..
………………………………………….
٤٨-عجيبٌ لمن باتوا وَقودَ ضلالِهِمْ
باهوائهِمْ قيدوا وفيها تعَثَّروا..
٥٠-ولم يحفظوا في الدِّينِ للدَّارِ حرمةً
فما دُقَّ بابٌ والجدارَ تَسَوَّروا..
٥١-ولم يرحموا سِنًّا لشيخٍ مُعَمِّرٍ
ولا زوجةً للشَّيخِ تبكي وتجأرُ..
٥٢-ولكنَّهم أردوْهُ غدرًا وغيلَةً
وفي يدِهِ الْقرآنُ يتلو ويذكُرُ..
٥٣-وفاحَ على القرآنِ طُهْرُ دمائهِ
تلوَّنَتِ الآياتُ واللَّوْنُ أحمرُ..
٥٦-وعثمانُ لم يضعُفْ أمامَ عِصابَةٍ
تريدُ هلاكَ المسلمين وتمكُرُ..
٥٨-ولكن دماءُ المسلمين أرادَها
بصوْنٍ وحفظٍ لا تراقُ وتُهْدَرُ..
………………………………………………..
٥٩-فذلك عثمانُ الْخليفةُ إنَّهُ
منارٌ على التَّاريخِ مازالَ يُبْهِرُ..
٦٠-تداعت جيوشُ المسلمين بعهدِهِ
إلى كلِّ فجٍّ للهِدايةِ تنشُرُ..
٦١-إذا غيمةٌ سيقَت بريحٍ قَوِيَّةٍ
فحقًّا بأرضِ الْمُسلمينَ سَتُمْطِرُ..
٦٢-لأنَّ بلادَ الْمسلمينَ بعهْدِهِ
لَتَمْتَدُّ في كلِّ الجهاتِ و تَكْبُرُ..
٦٣-أيامَنْ على عثمانَ شِلْتَ ضَغينَةً
سَيَبْقى ندى عُثْمانَ عِزًّا يُسَطَّرُ..
٦٤-وليسَ لِحَيٍّ أنْ يُغَيِّبَ فضلَهُ
بلِ الشَّمْسُ في عليائها ليسَ تُنْكَرُ..
٦٥-ويامَنْ على الإسلامِ يُبدي عَداوَةً
ستبقى بِمِلْءِ الكونِ (أللهُ أكْبَرُ)..
……………………………………………….

من ديواني( إبحارٌ في محيط النور)..
الجمعة ١٤٣٠/١٠/٢٧هج. الموافق٢٠٠٩/١٠/١٦ م.
ملاحظة:حذفتٌ أبياتًا من القصيدة محتفظًا بها لديَّ مراعاةً لوقت القارئ الكريم واتِّقاءً لشر بعض لصوص الأدب حاشاكم أخوتي وأخواتي.. الحقوق جميعُها محفوظة .