“رأى البصرية ورأى القلبية” خاطرة نحوية للدكتورة وجيهة السطل
(رأى) فعل يليه اسمان منصوبان، وله ثلاث صور تعبيرية، يتحدد إعراب المنصوب الثاني وفقها:
١- الأولى: كلا المنصوبين مما يرى بالعين.
- رأيت الكتابَ مفتوحًا.
- رأيت الشجرةَ مزهرةً.
وهنا لا لبس، والمنصوب الثاني حال.
٢-كلا المنصوبين مما يدرك بالعقل. ورأى من الرأي والبصيرة وليس من البصر والإبصار.
أيضًا لا لبس، وهما مفعولان.والمنصوب الثاني مفعول به ثانٍ.
- رأيتُ الحقَّ أبلجَ.
- رأيتُ العلمَ مفخرةً للمرء.
٣- أول المنصوبين بعد فعل رأى مما يرى بالعين المجردة،والثاني مما يدرك بالعقل.. وهنا يخضع إعراب المنصوب الثاني لمعيار آخر؛ وهو هل يصح وقوعه خبرًا مطلقًا في جملة اسمية أم لا ؟؟؟
وللتوضيح لنقرأ قوله تعالى:{لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }سورة الحشر:٢١
فقولنا : الجبل خاشع
جملة اسمية.المبتدأ يرى بالعين والخبر يدرك بالعقل. ولكن الخبر فيها غير مطلق، بل الرؤية فيه مرتبطة بالرؤية البصرية للجبل في وقت معين. وفاعل اسم الفاعل هو يعود على الجبل .وليس على الرؤية.
لذا خاشعًا: حال منصوبة.
أما في قولنا: رأيت الكتاب مفيدًا . فالفائدة ترجع إلى الرأي وليس إلى الكتاب.
فخبر الجملة الاسمية .الكتاب مفيد خبر مطلق.
لذا،مفيدًا: مفعول به ثانٍ.
أرجو أن أكون قد أوضحت.
طاب يومكم .
ولكم تحياتي
التعليقات مغلقة.