رأيتكِ صدفةً بقلم الشاعر وائل هيبة
ولقد رأيتكِ صدفةً
فاستوطنَ القلبَ الحنينْ
ولقد رأيتكِ صورةً
فيها ابتسامُ السامرينْ
فيها الأغاني
والأماني والأنينْ
كل الجمالِ رأيتُ فيكِ
ولم أزل لك ذاكراً
يا ضوءَ شمسِ السائرينْ
يا حلمَ عمرٍ فائتٍ
يا نورَ بدرِ الدالجينْ
يا صفحةٌ قد خطَّها
بالشوقِ دمعُ العاشقينْ
ولقد رأيتكِ كالسحابِ
له الصحارى تشتهي
قد مرَّ في ظلٍ بها
ومضى كمثلِ العابرينْ
تبكي الفراقَ
وفي الحنايا حرقةٌ
من لهفةِ القلبِ الحزينْ
يا قصةٌ
من قبلِ أن أهوى الجمالَ هويتُها
أسكنتُها مِنِّي الوتينْ
وإلى اللقاءِ مشيتُ عمرا ناسياً
أن الخطا في عدِّها
عدُّ السنينْ
وأتيتِ بعد زوالِ أعوام الصبا
بعد الربيعِ وشدوهِ
عند الخريفِ تغردينْ
تدعينني بين السرابِ
ألا ائتني
وأنا أفكرُ حائراً
هل أكملُ العمرَ الذي هو قادمٌ
أبغي الجمالَ وأقتفي
آثارَ عطرِ الياسَمينْ
أم أكتفي بزوال أعوامِ الصبا
وأعيش أجزمُ أنه
تلك الحقيقةُ لم تكنْ
إلا حكاياتِ العجائزِ
في الشتاءِ على المواقدِ
للصغارِ الساهرينْ
أو قصةً
عن من لها
شقَّ الأميرُ طريقهُ
يقصي الصعابَ معانداً
تلكَ الجبالِ الراسياتِ
مقاتلاً
حتى وحوش الساحرينْ
وسينتصرْ
ويعود يشدو مبحراً
فوق السفينْ
لكنها أسطورةٌ
وتظلُّ حلماً شارداً
لم ترسُ يوماً فلكُه
في برِّ شطآن اليقينْ
التعليقات مغلقة.